تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال أبو عمرو الداني في التيسير: "اعلم أنّهما إذا اتفقتا بالكسر، نحو {هؤلاء إن كنتم} و {من النساء إلاّ} وشبهه فقنبل وورش يجعلان الثانية كالياء الساكنة. وأخذ عليّ ابن خاقان لورش بجعل الثانية ياءً مكسورة في البقرة في قوله عزّ وجلّ {هؤلاء إن كنتم} وفي النور {على البغاء إن أردن} فقط وذلك مشهورٌ عن ورش دون النصّ. " ثمّ قال " فإذا انفتحا نحو قوله تعالى {جاء أجلهم}، و {شاء أنشره} وشبهه فورش وقنبل يجعلان الثانية كالمدّة " ثمّ قال " فإذا اتفقتا في الضمّ وذلك في موضع واحد في الأحقاف في قوله تعالى {أولياء أولائك} لا غير، فورش وقنبل يجعلان الثانية كالواو الساكنة " (التيسير ص151 و 152 طبعة مكتبة الصحابة).

من خلال كلام الداني في كتابه التيسير يتبيّن أنّه قرأ على ابن خاقان في الهمزتين المتفقتين في الحركة بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين، فعبّر في المكسورتين ب كالياء الساكنة وفي المفتوحتين ب كالمدة وفي المضمومتين ب كالواو الساكنة وكلّ ذلك بمعنى التسهيل كما وضّح ذلك الإمام المالقي في شرحه على التيسير حيث قال: " قال الحافظ: فقنبل وورش يجعلان الثانية كالياء الساكنة ... إلى آخر كلامه ومراده أنّهما يجعلانها بين الهمزة والياء .... " ثمّ قال في الأخير " وحاصلها في جميع ما تقدّم أنّ الكوفيين وابن عامر يحققون الهمزتين في جميع الأنواع الثلاثة، وورشاً وقنبلاًً يسهّلان الثانية بجعلها بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها، فتكون المكسورة بين الهمزة والياء، والمفتوحة بين الهمزة والألف، والمضمومة بين الهمزة والواو." (الدرّ النثير ص362، 363).

ومن الملاحظ أيضاً أنّ عبارة الداني توهم الاستثناء في {هؤلاء إن كنتم} وفي النور {على البغاء إن أردن} أي لزوم أبدال الثانية فيهما ياءً مكسورة من غير تخيير وهو الذي جنح إليه المالقي في شرحه على التيسير وقرره ابن الجزريّ في نشره كما سيأتي. قال المالقي: " وقوله – أي الداني –: (وأخذ عليّ ابن خاقان) يقتضي في هذين الموضعين خاصّة أحد أمرين: إمّا أن يقرأ ورش بالياء المكسورة قولاً واحداً، فيكون في حكم الاستثناء المطلق من جميع الفصل. وإمّا أن يقرأ لورش بالوجهين، أعني يسهّل بين بين كسائر الفصل وبالبدل أيضاً، فيكون في حكم الاستثناء المخصوص برواية ابن خاقان، فينبغي أن يبحث عن تحقيق مذهبه في كتاب التيسير: فاعلم أنّه إنّما أسند قراءته برواية ورش في التيسير عن ابن خاقان لا غير، وابن خاقان هو الذي استثنى له هذين الموضعين، فعلى هذا ليس في التيسير في هذين الموضعين في قراءة ورش إلاّ البدل ... " ثمّ قال في الأخير: " وظاهر مذهبه في التيسير الأخذ بجعلها ياءً مكسورة في الموضعين، والله أعلم " (نفس المصدر السابق)

قال ابن الجزريّ: " وأما الأزرق فروي عنه إبدال الهمزة في الأقسام الثلاثة حروف مد كوجه قنبل جمهور أصحاب المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة وهو الذي قطع به غير واحد منهم كابن سفيان والمهدوي وابن الفحام الصقلي وكذا في التبصرة والكافي وقالا أنه الأحسن له ولم يذكره الداني في التيسير وذكره في جامع البيان وغيره. وقال إنه الذي رواه المصريون عنه أداء. ثم قال والبدل على غير قياس وروى عنه تسهيلها بين بين في الثلاثة الأقسام كثير منهم كأبي الحسن بن غلبون وأبي الحسن بن بليمة وأبي الطاهر صاحب العنوان وهو الذي لم يذكر في التيسير غيره وذكر الوجهين جميعاً أبو محمد مكي وابن شريح والشاطبي وغيرهم واختلفوا عنه في موضعين وهما (هؤلاء إن كنتم، والبغاء إن أردن) فروى عنه كثير من الرواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة، وذكر في التيسير أنه قرأ به على ابن خاقان عنه وانه المشهور عنه في الأداء، وقال في الجامع: إن الخاقاني وأبا الفتح وأبا الحسن استثنوها فجعلوا الثانية منهما ياء مكسورة محضة الكسرة، قال وبذلك كان يأخذ فيهما ابو جعفر بن هلال وأبو غانم بن حمدان وأبو جعفر بن أسامة وكذلك رواه إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب أداء، قال وروى أبو بكر بن سيف عنه إجراءهما كسائر نظائرهما وقد قرأت بذلك أيضاً على أبي الفتح وأبي الحسن وأكثر مشيخة المصريين على الأول (قلت) فدل على أنه قرأ بالوجهين على كل من أبي الفتح وأبي الحسن ولم يقرأ بغير إبدال الياء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير