تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 Jun 2008, 12:55 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

تحرير لفظ {هأنتم} مع أوجه البدل.

قال طاهر ابن غلبون رحمه الله تعالى: " وقرأ قنبل ورويس {هأنتم} بالهمز من غير مدّ حيث وقع، وقرأ نافع وأبو عمرو بالمدّ من غير همز، وقرأ الباقون بالمدّ والهمز. واعلم أنّ أبا عمرو ورجال نافع يتفاضلون في المدّ في {هأنتم} إذا جعلتَ الهاء بدلاً من همزة الاستفهام، على ما بيّناه من تفاضلهم في المدّ في قوله تعالى {ءأنذرتهم}.

فأمّا إذا جعلتَ الهاء للتنبيه فإنّهم يستوون في المدّ في {هأنتم} لأنّه ليس أحد منهم يُدخلُ بين الهمزة والألف والهمزة المليّنة التي بعدها ألفاً، كما فعل ذلك من فعله منهم في قوله {ءأنذرتهم} ونحوه, وكذا الباقون ممن عدا قنبلاً ورويساً يتفاضلون في المدّ في {هأنتم} على ما بيّناه في تفاضلهم في المدّ في حرف اللين الواقع قبل الهمزة، في باب المدّ والقصر فيما كان من كلمة أو كلمتين، على الوجهين من كون الهاء بدلاً من همزة الاستفهام أو للتنبيه، فاعلم " التذكرة (2/ 289).

أقول: كلام صاحب التذكرة يدل على أنّ مذهبه في {هأنتم} لورش هو إثبات حرف المدّ بالطول مع تسهيل الهمزة، وذلك لأنّ رويساً وقنبلاً قرآ بالهمز من غير مدّ، والبزي وابن عامر والكوفيون وروح بالهمز مع المدّ، والباقون وهم نافع وأبي عمرو بالمد من غير همز بحسب تفاضلهم في المدّ أي المنفصل، والمراد من غير همز أي بالتسهيل إذ لا يمكن أن يكون غير ذلك.

قال ابن الجزريّ في نشره: ". وأما (هانتم) في موضعي آل عمران وفي النساء والقتال فاختلفوا في تحقيق الهمزة فيها وفي تسهيلها وفي حذف الألف منها، فقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر بتسهيل الهمزة بين بين. واختلف عن ورش من طريقيه فورد عن الأزرق ثلاثة أوجه:

(الأول) حذف الألف فيأتي بهمزة مسهلة بعد الهاء مثل (هعنتم) وهو الذي لم يذكر في التيسير غيره وهو أحد الوجهين في الشاطبية والإعلان.

(الثاني) إبدال الهمزة ألفاً محضة فتجتمع مع النون وهي ساكنة فيمد لالتقاء الساكنين. وهذا الوجه هو الذي في الهادي والهداية وهو الوجه الثاني في الشاطبية والإعلان.

(الثالث) إثبات الألف كقراءة أبي عمرو وأبي جعفر وقالون إلا أنه مشبعاً على أصله وهو الذي في التبصرة والكافي والعنوان والتجريد والتلخيص والتذكرة وعليه جمهور المصريين والمغاربة." (النشر 1/ 400).

قال أبو عمرو الداني في جامع البيان: " وأمّا ما حكاه النحاس عن أبي يعقوب، وما رواه أحمد بن صالح عنه من أنّه يمدّ فوجهه أن يكونا يرويان عنه إبدال الهمز ألقاً خالصة كرواية عامّة أصحاب أبي يعقوب الأزرق عنه ذلك في الاستفهام نحو {ءأنذرتهم} وبابه، وإذا أُبدلت إبدالاً صحيحاً ولم يجعل بين بين على القياس لم يكن بدّ من زيادة التمكين لتلك الألف المبدلة منها لخلوص سكونها وسكون النون بعدها ليتميّز بتلك الزيادة الساكنان أحدهما من الآخر، ولا يلتقيان، وقد يتوجّه ما روياه من المدّ أيضاً إلى أن تكون الهاء عندهما للتنبيه دون أن تكون مبدلة من الهمزة، لأنّها إذا كانت كذلك حصلت ألف ساكنة بين الهاء وبين الهمزة المسهّلة، فلا بدّ من مدّها وإشباع تمكينها لأجل تلك الهمزة المسهّلة من حيث كانت بزنة المحققة " (جامع البيان ص452).

أقول: كلام الداني ظاهر في إثبات وجه المدّ مع التسهيل لورش باعتبارها هاءً للتنبيه وذلك عند قوله "، وقد يتوجّه ما روياه من المدّ أيضاً إلى أن تكون الهاء عندهما للتنبيه دون أن تكون مبدلة من الهمزة، لأنّها إذا كانت كذلك حصلت ألف ساكنة بين الهاء وبين الهمزة المسهّلة، فلا بدّ من مدّها وإشباع تمكينها لأجل تلك الهمزة المسهّلة من حيث كانت بزنة المحققة "

وعلى ما سبق فإنّ وجه المدّ مع التسهيل في {هأنتم} ثابت لورش في التذكرة، ونقله ابن الجزريّ وأثبته من طريق التذكرة، ونقله الداني عن النحاس أبي يعقوب الأزرق في جامع البيان ولاشك أنّه به قرأ على أبي الحسن طاهر ابن غلبون لاقتصاره عليه في كتابه التذكرة.

السؤال الآن لماذا أهمل الشاطبيّ هذا الوجه ولم يذكره في حرزه مع ثبوته من طرقه واستفاضتة وشهرته حتّى قال ابن الجزريّ: " وعليه جمهور المصريين والمغاربة."؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير