تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعلى هذا الأساس لابدّ من إثبات وجه المدّ مع التسهيل في {هأنتم} لورش من الشاطبية وإن أهمله الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى لأنّ تحرير الطرق ليس مقتصراً على إلغاء ما خرج من الطرق والمصادر بل الأمر يتعدّى إلى إثبات ما أهمل من الأوجه مما ثبت من طرق الكتاب واستفاض وتلقاه أهل الأداء بالقبول فضلاً عن ما اشتهر عن جمهور المصريين والمغاربة

ومن الأمثلة ما استدركه المحققون على الشاطبيّ إلحاق {يصّالحا} مع {طال} و {فصالا} مع أنّ الشاطبيّ لم يذكر إلا {طال} و {فصالا} وذلك عند قوله (وفي طال خلف مع فصالاً وعندما) ولا شكّ أنّه ذكر الكلمتين على سبيل الحصر لقلّتها.

ومن المهمّ أن أذكّر أنّ المدّ إذا وقع قبل الهمزة المسهّلة جاز فيه المدّ والقصر جميعاً، فالمدّ باعتبار الهمز الواقع بعد حرف المدّ، والقصر باعتبار تغيّر الهمز، إلاّ أنّ المدّ يُقدّم في الأداء لبقاء أثر الهمزة. قال الشاطبيّ رحمه الله تعالى:

(وإن حرف مدّ قبل همز مغيّر ....... يجز قصره والمدّ ما زال أعدلا).

فخلاصة القول في علاقة {هأنتم} بالبدل هي كالتالي:

- قصر البدل وعليه تسهيل الهمزة مع المدّ والقصر في {هأنتم} من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن

- توسط البدل وعليه تسهيل الهمزة مع حذف حرف المدّ مثل (هعنتم) من التيسير وبه قرأ الداني على ابن خاقان.

- طول البدل وعليه إبدال الهمزة حرف مدّ مشبع لالتقاء الساكنين من جامع البيان ويبدوا أنّ الداني قد قرأ به على أبي الفتح. والعلم عند الله تعالى

قد يقول القائل كيف نُثبتُ وجهاً من الشاطبية ولم نقرأ به على مشايخنا؟ الجواب من ناحيتين:

الأولى: إنّ المحررين تركوا الكثير من الأوجه التي تلقوها عن مشايخهم اعتماداً على ما ثبت في المصادر إذ المصادر تعبّر عن الوجه الذي قرأ به القدامى بأسانيدهم.

الثانية: إنّ الثابت عن الداني هو قراءته بتسهيل الهمزة مع المدّ في {هأنتم} من طريق التذكرة أي من طريق قصر البدل، فكيف نقرأ نحن به ولم يثبت عن الداني؟

أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري.

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 Jun 2008, 05:09 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

تحرير لفظ {أرايتكم} و {أرايتم} و {أرايت} ونحوه مع أوجه البدل:

قال ابن غلبون: " وقرأ نافع {قل أرءيتكم} و {أرءيتم} و {أرءيت} و {أرءيتك} وما أشبه هذا، مما قبل الراء همزة وبعدها همز: بهمز الأولى وجعل الثانية بين الهمزة والألف، فتكون كالمدّة في اللفظ حيث وقع " (التذكرة 2/ 323).

قال الإمام الداني في التيسير: " نافع: {أرايتكم} و {أرايتم} و {أرايت} و {أفرايت}: يُسهّل الهمزة التي بعد الراء" (التيسير ص275 - مكتبة الصحابة-).

وقال في جامع البيان: " قرأ نافع {أرأتكم} و {أرأيتك} و {أرأيت} و {أرأيتم} و {أفرأيتم} و {أفرأيت} و ما أشبهه إذا كان أوّله همزة الاستفهام بتسهيل الهمزة الثانية التي بعد الراء، فتكون بين الهمزة والألف " (جامع البيان ص389).

قال ابن الجزريّ: " (السادس) أن تكون الهمزة مفتوحة بعد فتح فاتفق نافع وأبو جعفر على تسهيلها بين بين إذا وقع بعد همزة الاستفهام نحو (أرأيتكم، وأرأيتم، وأرأيت، وأفرأيتم) حيث وقع. واختلف عن الأزرق عن ورش في كيفية تسهيلها فروى عنه بعضهم إبدالها ألفاً خالصة وإذا أبدلها مد لالتقاء الساكنين مداً مشبعاً على ما تقرر من باب المد وهو أحد الوجهين في التبصرة والشاطبية والإعلان وعند الداني في غير التيسير وقال في كتابه التنبيه أنه قرأ بالوجهين، وقال مكي وقد قيل عن ورش إنه يبدلها ألفاً وهو أحرى في الرواية لأن النقل والمشافهة إنما هو بالمد عنه وتمكين المد إنما يكون مع البدل وجعلها بين بين أقيس على أصول العربية قال وحسن جواز البدل في الهمزة وبعدها ساكن أن الأول حرف مدد ولين. فالمد الذي يحدث مع السكون يقوم بها حركة يتوصل بها إلى النطق بالساكن انتهى. وقال بعضهم إنه غلط عليه. قال أبو عبد الله الفارسي ليس غلطاً عليه بل هي رواية صحيحة عنه فإن أبا عبيد القاسم بن سلام رحمه الله روى أن أبا جعفر ونافعاً وغيرهما من أهل المدينة يسقطون الهمزة غير أنهم يدعون الألف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير