تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[25 Jun 2008, 01:29 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

أ – تحرير كلمة {كتابيه إنّي} من حيث جواز النقل وعدمه:

قال ابن غلبون في كتابه التذكرة عندما ذكر ما يُستثني من نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها: " والموضع الثاني: هاء السكت وهو موضع واحد في الحآقّة {كتابيه إنّي ظننت} لأنّه بها الوقف وانقطاع الهمزة عنها " (التذكرة 1/ 124).

قال أبو عمرو الداني: " الموضع الواحد قوله في الحآقّة {كتابيه إنّي ظننت}. اختلف أصحاب ورش عنه، فروى أبو يعقوب عنه أداءً أنّه سكن الهاء، وحقّق الهمز بعدها على مراد القطع والاستئناف، وبذلك قرأت من طريقه على الخاقاني وأبي الفتح وابن غلبون عن قراءتهم، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء المصريين " (جامع البيان ص267).

وقال في كتابه التيسير: "واستثنى أصحاب أبي يعقوب عن ورش من ذلك حرفاً واحداً في الحآقّة وهو قوله تعالى {كتابيه إنّي ظننت}، فسكّنوا الهاء وحقّقوا الهمزة بعدها، على مراد القطع والاستئناف. وبذلك قرأت على مشيخة المصريين وبه آخذ " (التيسير ص157).

وقد نقل الخراز قولاً للداني فقال: "قال أبو عمرو: وبذلك قرأت على كلّ من قرأت عليه بروابة أبي يعقوب " (القصد النافع ص203). ويؤكد ذلك أنّ الداني روى وجه النقل من طريق عبد الصمد وليس من طريق أبي يعقوب الأزرق فقال: " وروى عبد الصمد عنه أنّه ألقى حركة الهمزة على الهاء، وحرّكها بها على مراد الوصل طرداً لمذهبه في سائر السواكن، ذكر عبد الصمد في كتابه المصنّف في الاختلاف بين نافع وحمزة، وبذلك قرأت في روايته من طريق محمد بن سعيد الأنماطي وعبد الجبار بن محمد في رواية الباقين من أصحاب ورش .. " (جامع البيان ص267). قال السخاوي: " فقال الحافظ أبو عمرو الداني رحمه الله: قرأت لورش فيه بترك النقل على جميع من قرأت عليه برواية أبي يعقوب، والنقل برواية عبد الصمد، ويونس، وأحمد، فيما قرأت به من طريقهم، قال: - أي الداني – ولم يُذكر ذلك منصوصاً عنه – أي ورش- غير عبد الصمد فإنّه نصّ على ذلك في كتابه الذي صنّفه في الاختلاف بين نافع وحمزة، قال: - أي عبد الصمد – الروايتان صحيحتان " (فتح الوصيد 1/ 391،392).

قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى: "واختلف عن ورش في حرف واحد من الساكن الصحيح وهو قوله تعالى في الحاقة (كتابيه إني ظننت) فروى الجمهور عنه إسكان الهاء وتحقيق الهمزة على مراد القطع والاستئناف من أجل إنهاء هاء سكت وهذا الذي قطع به غير واحد من الأئمة من طريق الأزرق ولم يذكر في التيسير غيره وذكره في غيره وقال إنه قرأ بالتحقيق من طريقيه على الخاقاني وأبي الفتح وابن غلبون وبه قرأ صاحب التجريد من طريق الأزرق عن ابن نفيس عن أصحابه عنه وعلى عبد الباقي عن أصحابه عن ابن عراك عنه ومن طريق الأصبهاني أيضاً بغير خلف عنه وهو الذي رجحه الشاطبي وغيره وروى النقل فيه كسائر الباب جماعة من أهل الأداء ولم يفرقوا بينه وبين غيره وبه قطع غير واحد من طريق الأصبهاني وهو ظاهر نصوص العراقيين له وذكره بعضهم عن الأزرق وبه قرأ صاحب التجريد على عبد الباقي عن أبيه من طريق ابن هلال عنه وأشار إلى ضعفه أبو القاسم الشاطبي وقال مكي أخذ قوم بترك النقل في هذا، وتركه أحسن وأقوى. وقال أبو العباس المهدوي في هدايته وعنه في (كتابيه إني) النقل والتحقيق فسوى بين الوجهين. (قلت) وترك النقل فيه هو المختار عندنا والأصح لدينا والأقوى في العربية وذلك أن هذه الهاء هاء سكت وحكمها السكون فلا تحرك إلا في ضرورة الشعر على ما فيه من قبح. وأيضاً فلا تثبت إلا في الوقف فإذا خولف الأصل فأثبتت في الوصل إجراء له مجرى الوقف لأجل إثباتها في رسم المصحف فلا ينبغي أن يخالف الأصل من وجه آخر وهو تحريكها فيجتمع في حرف واحد مخالفتان." النشر (1/ 409).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير