تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال في جامع البيان: " ... أو وقع في فاصلة في سورة فواصلها على ياء نحو {والنجم} و {عبس} وما أشبههما بين اللفظين ما عدا ذلك بإخلاص الفتح، وكذا إن ألحق الفواصل كناية مؤنّث كفواصل {والشمس} وبعض فواصل {والنازعات} إلاّ قوله: {من ذكراها} فإنّه لم يخلص فتحته من أجل الراء التي قبل ألف التأنيث فيه، وأقرأني ابن خاقان وأبو الفتح عن قراءتهما في روايته عن ورش الباب كلّه بين اللفظين، وهو الصحيح عن ورش نصاً وأداءً وبه آخذ. " (جامع البيان ص312).

وقال في المفردات: " كان ورش من قراءتي على ابن خاقان وعلى أبي الفتح في رواية أبي يعقوب وعبد الصمد وإسماعيل في رواية أبي الزعزاء، والمسيّبي في رواية ابن سعدان، وقالون في رواية القاضي، وأبي عون عن الحلواني، عنه يقرءون كلّ ما كان من ذوات الياء في الأسماء والأفعال في رؤوس الآي وفي غيرها بين اللفظين نحو قوله: {الهدى}، و {العمى} و {كسالى}، و {أسارى}، و {النصارى}، و {يرى}، و {نرى}، و {توارى} وشبهه وكذلك: {والضحى}، و {سجى}، وسائر رؤوس الآي كنّ من ذوات الياء أو ذوات الواو وما لم يكن بعد الألف هاء وألف نحو بعض أي والنازعات وآي والشمس وضحاها، فإنّه لا خلاف بينهم فيما قرأت لهم في إخلاص الفتح إلاّ في قوله في النازعات: {من ذكراها}، فكلّ من تقدّم يقرأ الراء وما بعدها بين اللفظين " (المفردات ص44 طبعة دار الصحابة).

قال المالقي في شرحه لكتاب التيسير عند كلامه على رءوس الآي: "ويقرأ جميعه بين اللفظين من طريق الحافظ – أي أبي عمرو الداني – على أصله في ذوات الياء " (الدرّ النثير ص480).

أ

قال ابن الجزريّ رحمه الله تعالى: " واختلف عنه – أي ورش من طريق الأزرق - فيما كان من رؤوس الآي على لفظ (ها) وذلك في سورة النازعات والشمس نحو (بناها، وضحاها وسواها. ودحاها، وتلاها؛ وأرساها، وجلاها) سواء كان واوياً أو يائياً فأخذ جماعة فيها بالفتح وهو مذهب أبي عبد الله بن سفيان وأبي العباس المهدوي وأبي محمد مكي وابني غلبون وابن شريح وابن بليمة وغيرهم وبه قرأ الداني على أبي الحسن وذهب آخرون إلى إطلاق الإمالة فيها بين بين وأجروها مجرى غيرها من رؤوس الآي وهو مذهب أبي القاسم الطرسوسي وأبي الطاهر بن خلف صاحب العنوان وأبي الفتح فارس بن حمد وأبي القاسم الخاقاني وغيرهم والذي عول عليه الداني في التيسير هو الفتح كما صرح به أول السور مع أن اعتماده في التيسير على قراءته على أبي القاسم الخاقاني في رواية ورش وأسندها في التيسير من طريقه ولكنه اعتمد في هذا الفصل على قراءته على أبي الحسن فلذلك قطع عنه بالفتح في المفردات وجهاً واحداً مع إسناده فيها الرواية من طريق ابن خاقان وقال في كتاب الإمالة اختلفت الرواة وأهل الأداء عن ورش في الفواصل إذا كن على كناية مؤنث نحو آي (والشمس وضحاها) وبعض آي (والنازعات) فأقرأني ذلك أبو الحسن عن قراءته بإخلاص الفتح وكذلك رواه عن ورش أحمد بن صالح وأقرأنيه أبو القاسم وأبو الفتح عن قراءتهما بإمالة بين بين وذلك قياس رواية أبي الأزهر وأبي يعقوب وداود عن ورش وذكر في باب ما يقرؤه ورش بين اللفظين من ذوات الياء مما ليس فيه راء قبل الألف سواء اتصل به ضمير أو لم يتصل أنه قرأه على أبي الحسن بإخلاص الفتح وعلى أبي القاسم وأبي الفتح وغيرهما من اللفظين ورجح في هذا الفصل بين اللفظين وقال وبه آخذ فاختار بين اللفظين. والوجهان جميعاً صحيحان عن ورش في ذلك من الطريق المذكورة. " (النشر 2/ 49).

أقول: من خلال ما سبق من النصوص يظهر أنّ مذهب صاحب التذكرة هو الفتح في السور التي آخر آيها هاء المؤنّثة الغائبة لأنّه خصّ التقليل بذوات الراء ورءوس الآي التي آخرها ألف دون غيرها وبذلك قرأ الداني عليه، خلافاً لقراءته على ابن خاقان وأبي الفتح فإنّها بالتقليل كما يظهر صراحة في جامع البيان وكتاب الإمالة بل أكّد أنّه هو الصحيح عن ورش نصاً وأداءً وبه أخذ. وقد عوّل الداني في كتابه التيسير على وجه الفتح ثمّ ذكر الخلاف مع أنّ قراءته على ابن خاقان بالتقليل وقد أسند رواية ورش في كتابه التيسير عن ابن خاقان، وبالتالي فإنّ وجه الفتح من التيسير مخالف لما قرأه على ابن خاقان فيكون بذلك قد خرج عن طريق التيسير إلى طريق التذكرة لأبي الحسن الذي قرأ عليه بالفتح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير