تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد فعل ذلك أيضاً عليه رحمة الله تعالى في كتابه المفردات حيث أسند الرواية عن ابن خاقان وروى عنه وعن أبي الفتح القراءة بالفتح، فيكون بذلك خرج عن الطريقين أي طريق ابن خاقان وطريق أبي الفتح إلى طريق أبي الحسن كذلك.

قد يقول القائل: قد ذكر الداني في كتابه التيسير وجه الفتح فيحتمل أن يكون قد قرأ به على ابن خاقان وذكر ذلك أيضاً في المفردات عن ابن خاقان وأبي الفتح أو يحتمل أن يكون الداني يجيز الخلط والتلفيق بين الطرق؟ الجواب: كلام الداني في جامع البيان وما نقله عنه ابن الجزريّ في كتاب الإمالة دقيق وصريح في كونه قد قرأ بالفتح على أبي الحسن وبالتقليل على ابن خاقان وأبي الفتح بل أكّد ورجّح وجه التقليل وقال وبه آخذ، وهذا هو الصحيح عنه. زيادة على ذلك فقد أثبت المالقي رحمه الله تعالى وجه التقليل من التيسير مع أنّ الداني ذكر الفتح فيه، قال المالقي: "ويقرأ جميعه بين اللفظين من طريق الحافظ – أي أبي عمرو الداني – على أصله في ذوات الياء " (الدرّ النثير ص480). وما ذكره الداني في التيسير والمفردات في عزو وجه الفتح إلى ابن خاقان وأبي الفتح وهْم منه رحمه الله تعالى إذ هو بشر قد يعتريه الوهم والخطأ.

وعلى ما سبق فإنّ وجه الفتح عن ابن خاقان من التيسير وأبي الفتح من جامع البيان مخالف لقراءة الداني عليهما، وإنما قرأ به على أبي الحسن كما هو ظاهر من كلام الداني ونصّ عبارة التذكرة ولذلك قال الشيخ علي توفيق النحاس محقق كتاب المفردات في الهامش ص44: " فيؤخذ من ذلك أنّ التقليل لورش في الباب كلّه هو الصحيح من طريق التيسير، وهو الصحيح عن ورش كما تقدّم في (ها) المؤنثة الغائبة لخروج الداني عن طريقه في التيسير والمفردات إذ اعتمد الفتح الذي هو روايته عن أبي الحسن "

فنخلص مما سبق أنّ رءوس الآي الواقعة في الشمس والنازعات يكون تحريرها مع أوجه البدل كالتالي:

- قصر البدل وعليه الفتح من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن،

- توسط البدل وعليه التقليل من التيسير وبه قرأ الداني على ابن خاقان،

- طول البدل وعليه التقليل من جامع البيان وبه قرأ الداني على أبي الفتح، والعلم عند الله تعالى.

أكتفى بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري.

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[01 Jul 2008, 10:59 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم

تحرير كلمتي {والجار} و {جبارين} وعلاقتهما بذوات الياء والبدل.

قال ابن غلبون: " وأمّا قوله في النساء {والجار ذي القربي والجار والجار الجنب} فأمالها الأعشى ورجال الكسائي سوى أبي الحارث وفتحها الباقون " وقال: " وأمّا قوله تعالى {جبارين} في المائدة والشعراء فأمالهما الأعشى ورجال الكسائي سوى أبي الحارث وفتحها الباقون " (التذكرة 1/ 214).

قال أبو عمرو الداني: " وقرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني جميع ما تقدّم بين اللفظين، واسثنى لي فارس بن أحمد عن قراءته في رواية أبي يعقوب الأزرق عنه الأبصار خاصّة، {لأولي الأبصار} و {يذهب بالأبصار} وشبهه من لفظه حيث وقع، فأخذ ذلك عليّ بإخلاص الفتح. واستثنى ابن غلبون عن قراءته {والجار} في الموضعين و {جبارين} في المكانين فأخذ ذلك عليّ بالفتح. وقرأت له ذلك كلّه على ابن خاقان بين بين كنظائره " (جامع البيان ص324).

وقال عليه رحمة الله تعالى: "وأمّا قوله عزّ وجلّ {والجار} و {جبارين} فإنّ ورشاً يقرؤهما أيضاً بين بين، على اختلاف بين أهل الأداء عنه في ذلك. وبالأوّل قرأت وبه آخذ. " (التيسير ص182).

قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى في حكم {والجار}: "واختلف فيه عن الأزرق عن ورش فرواه أبو عبد الله بن شريح عنه بين بين وكذلك هو في التيسير وإن كان قد حكى فيه اختلافاً فإنه نص بعد ذلك على أنه بين بين قرأ به وبه يأخذ وكذلك قطع به في مفرداته ولم يذكر عنه سواه. وأما في جامع البيان فإنه نص على أنه قرأه بين بين على ابن خاقان وكذلك على أبي الفتح فارس بن أحمد وقرأه بالفتح على أبي الحسن بن غلبون (قلت) والفتح فيه هو طريق أبيه أبي الطيب واختياره وبه قطع صاحب الهداية والهادي والتلخيص وغيرهم، وقال مكى في التبصرة مذهب أبي الطيب الفتح وغيره بين اللفظين انتهى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير