وهو يقتضى الوجهين جميعاً وبهما قطع في الشاطبية وكلاهما صحيح والله أعلم " (النشر 2/ 55).
قال ابن الجزريّ في حكم {جبّارين}: "واختلف فيه عن الأزرق فرواه عنه بين بين أبو عبد الله بن شريح في كافيه وأبو عمرو الداني في مفرداته وتيسيره وبه قرأ على شيخه الخاقاني وفارس، وقرأ بفتحه على أبي الحسن ابن غلبون وهو الذي في التذكرة والتبصرة والكافي والهداية والهادي والتجريد والعنوان وتلخيص العبارات وغيرها وذكر الوجهين جميعاً أبو القاسم الشاطبي وبهما قرأت وآخذ و الباقون بالفتح وبالله التوفيق " (النشر 2/ 58).
أقول: من خلال ما يظهر من كلام أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى يتبيّن أنّ الداني قد قرأ بالفتح في (الجار، وجبارين) على أبي الحسن وهو ظاهر كلام التذكرة وجامع البيان والنشر. وقرأ بالتقليل في الكلمتين على ابن خاقان وأبي الفتح فارس بن أحمد، وهو ظاهر كلامه في جامع البيان والتيسير وكلام صاحب النشر، ولم يخصّهما بالفتح في كتابه المفردات الذي أسند فيه الرواية عن ابن خاقان.
وخلاصة القول في هذه المسألة هو أنّ الداني قرأ بالفتح في (والجار وجبارين) على أبي الحسن، وقرأ بالتقليل فيهما على ابن خاقان وأبي الفتح، وبالتالي فيكون تحرير الأوجه فيهما كالتالي:
فقي قوله تعالى {والجار ذي القربي}: الفتح في {الجار} مع الفتح في {القربي} من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الفتح، والتقليل في {الجار} مع {القربي} جميعاً من التيسير وجامع البيان وبه قرأ الداني على ابن خاقان وأبي الفتح.
وفي قوله تعالى: {قالوا يا موسى إنّ فيها قوماً جبارين}: الفتح في {موسى} وعليه الفتح في {جبارين} من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن. ثمّ التقليل في الجميع من التيسير وجامع البيان وبه قرأ الداني على ابن خاقان وأبي الفتح.
وعلاقتهما بالبدل تكون كالآتي:
- قصر البدل وعليه الفتح فيهما أي {الجار} و {جبارين} من التذكرة، وبه قرأ الداني على أبي الحسن
- توسط البدل وعليه التقليل فيهما من التيسير، وبه قرأ الداني على ابن خاقان.
- طول البدل مع التقليل فيهما أيضاً من جامع البيان، وبه قرأ الداني على أبي الفتح.
أمّا الفتح في {الجار} و {جبارين} مع التقليل في ذوات الياء أو العكس أي التقليل فيهما مع الفتح في الذوات، فليس من طرق الشاطبية إذ لم يقرأ به الداني على مشايخه لأنّ الفتح في {الجار} و {جبارين} من التذكرة فقط ومذهب صاحب التذكرة هو الفتح في الذوات لا غير، وأصحاب التقليل فيهما وهما ابن خاقان وأبي الفتح ليس لهما في الذوات إلاّ التقليل. فيلزم من ذلك التسوية بين {الجار} و {جبارين} وبين ذوات الياء، والعلم عند الله تعالى.
أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
ـ[أبو تراب الجزائري]ــــــــ[04 Jul 2008, 05:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أشكر الأخ الشيخ محمد يحي شريف جزيل الشكر على ما يقدمه من بحوث و بيانات في هذا المنتدى مما يدل على سعة الإطلاع و النظر في الطرق و الأوجه في رواية ورش عن نافع. فجزاك الله خيرا وجعل عملك في ميزان حسناتك ووفقك الله.
وأقول لوجمعت هذه المسائل و الإشكالات و أرسلتها إلى الشيخ إيهاب فكري مدرس القراءات بالمسجد النبوي. فشيخنا حفظه الله محقق و مدقق في مثل هذه المسائل فقد تجد ماتريد ويشفي غليلك كتابه وجوابه. والله الموفق
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Jul 2008, 02:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الجزائري أشكرك على هذه المداخلة المشجّعة، واعلم أخي العزيز أنّه لا يمكن لأيّ واحد الاستغناء عن العلماء، وما وضعتُ هذه المسائل على صفحات هذا المنتدى المبارك إلاّ لذلك، وإذا أتيحت لي الفرصة لعرضها على الشيخ أيهاب حفظه الله تعالى فلن أتأخّر عن ذلك أبداً، وإذا تيسّر لأحد الإخوان عرضها على الشيخ مع نقله للاعتراضات الشيخ على المنتدى لتعمّ الفائدة فإنّ ذلك من التعاون على البرّ والتقوى ومن الخدمة للعلم والقرءان.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Jul 2008, 03:02 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
تحرير {ذكراً} وأخواتها مع أوجه البدل:
¥