تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال أبو الحسن طاهر ابن غلبون: " وأمّا ما حال بينهما الساكن فكقوله تعالى: {الذكر لتبيّن}، {وما علّمناه الشعر} و {وزر أخرى} و {غير إخراج} و {إخراجهم} و {إكراههنّ} و {المحراب} و {إسرافنا} و {الإشراق} و {عبرة} و {سدرة} و {سرّكم} و {ذو مرّة} و {إسرافاً} و {صهراً} و {ذكراً} وما أشبه هذا: فورش وحده يقرأ هذه الراء مع هذه الكسرة في هذين الضربين بين اللفظين .... " (التذكرة 1/ 221،222).

أقول: كلام صاحب التذكرة واضح في ترقيق باب ذكراً أخواتها كما يظهر في المثالين الأخرين.

قال أبو عمرو الداني عليه رحمة الله تعالى: "واختلف شيوخنا أيضاً في الراء إذا لحقها التنوين وحال بينها وبين الكسرة ساكن غير حرف استعلاء، نحو قوله {ذكراً} و {إمراً} و {ستراً} و {وزراً} و {حجراً} و {صهراً}. وما أشبهه. فأقرأني ذلك أبو الحسن بإمالة الراء بين بين وصلاً ووقفاً لأجل الكسرة وضعف الساكن الحائل بينها وبين الراء, وأقرأنيه ابن خاقان وأبو الفتح بإخلاص الفتح مناقضة للأصل، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين وغيرهم, وكذلك رواه جميع أصحاب أبي يعقوب وأبي الأزهر وداود عنهم عن ورش، وكذلك حكاه محمد بن علي عن أصحابه، والأوّل أقيس والثاني آثر." (جامع البيان ص355).

وقال في التيسير:" ونقض مذهبه – أي ورش – مع الكسرة في الضربين: في قوله {الصراط} و {صراط} حيث وقعا و {الفراق} و {فراق بيني} و {الإشراق} و {إعراضاً} و {إعراضهم} و {مدراراً} و {إسراراً} و {ضراراً} و {فراراً} و {الفرار} و {إبراهيم} و {إسرائيل} و {عمران} و {إرم ذات العماد} و {إمراً} و {ذكراً} و {ستراً} و {وزراً} و {صهراً} و {حجراً} و {إصرهم} و {إصراً} و {مصر} و {مصراً} و {قطراً} و {فطرت الله} و {وقراً}، وماكان من نحو هذا فأخلص الفتح للراء في ذلك كلّه، من أجل حرف الاستعلاء والعجمة وتكرير الراء مفتوجة ومضمومة. " (التيسير ص193).

قال ابن الجزريّ رحمه الله تعالى: " وذهب الجمهور إلى التفصيل فاستثنوا ما كان بعد ساكن صحيح مظهر وهو الكلمات الست (ذكرا وسترا) وأخواته ولم يستثنوا المدغم وهو: سراً ومستقراً. من حيث أن الحرفين في الإدغام كحرف واحد إذ اللسان يرتفع بهما ارتفاعة واحدة من غير مهلة ولا فرجة فكأن الكسرة قد وليت الراء في ذلك وهذا مذهب الحافظ أبي عمرو الداني وشيخيه أبي الفتح والخاقاني وبه قرأ عليهما وكذلك هو مذهب أبي عبد الله بن سفيان وأبي العباس المهدوي وأبي عبد الله بن شريح وأبي علي بن بليمة وأبي محمد مكي وأبي القاسم بن الفحام والشاطبي وغيرهم. إلا أن بعض هؤلاء استثنى من المفصول بالساكن الصحيح صهرا. فرققه من أجل إخفاء الهاء كابن شريح والمهدوي وابن سفيان وابن الفحام ولم يستثنه الداني ولا ابن بليمة ولا الشاطبي ففخموه وذكر الوجهين جميعاً مكي. وذهب آخرون إلى ترقيق كل منون ولم يستثنوا (ذكرا) وبابه فمنهم أبو الحسن طاهر بن غلبون وغيره وبه قرأ الداني عليه " (النشر 2/ 95).

أقول: من خلال ما نقلته من أقوال أئمتنا عليهم رحمة الله تعالى يتبيّن جلياً أنّ الداني قرأ بالترقيق في {ذكراً} وأخواتها على أبي الحسن بن غلبون كما يظهر من التذكرة وجامع البيان والنشر، وقرأ بالتفخيم فيها على ابن خاقان وأبي الفتح كما يظهر من جامع البيان والنشر وكذا التيسير من طريق ابن خاقان. وحينئذ يكون تحرير هذه الكلمات الستّة مع أوجه البدل كالتالي:

- قصر البدل وعليه الترقيق من التذكرة وبه قرأ الداني على أبي الحسن ابن غلبون.

- توسط البدل وعليه التفخيم من التيسير وبه قرأ الداني على ابن خاقان.

- طول البدل وعليه التفخيم من جامع البيان وبه قرأ الداني على أبي الفتح.

أمّا ما ذهب إليه المحررون من إثبات الأوجه الخمسة وهي قصر البدل وطوله مع الوجهين جميعاً، وتوسط البدل مع التفخيم من الشاطبية ففيه نظر لعدة أسباب:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير