أوّلاً: الأوجه الخمسة هي من الطيّبة وليست من الشاطبية، قال العلامة الأزميري في بدائع البرهان: "قوله تعالى: {كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً} للأزرق بحسب التركيب ستة أوجه ويمنع منها وجه واحد وهو التوسط على الترقيق، ويصحّ خمسة أوجه: الأوّل والثاني القصر في البدل مع التفخيم في ذكراً من الشاطبية وتلخيص ابن بليمة ومن إرشاد عبد المنعم ومع الترقيق من التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون والثالث التوسط مع التفخيم من التيسير والشاطبية وجامع البيان وتلخيص ابن بليمة ومن إرشاد عبد المنعم كما قبل، والرابع والخامس الطول مع التفخيم من الشاطبية والكافي والكامل والتجريد والتبصرة والهداية ومع الترقيق من العنوان والمجتبى وطريق أبي مشعر وهو الوجه الثاني من الكافي " (بدائع الرهان ص36 مخطوط كتب بخط الشيخ أبو الحسن الكردي حفظه الله تعالى). ومعلوم أنّ الثابت من الطيّبة لا يثبت بالضرورة من الشاطبية.
ثانياً: إن كانت هذه الأوجه من الطيّبة فلماذا طبقها المحررون على الشاطبية؟
ثالثاً: قصر البدل مع التفخيم من تلخيص ابن بليمة وهو ليس من طرق الشاطبية، وأمّا طريق الإرشاد لأبي الطيّب وحتّى إن ثبت، فإنّ أبا الحسن صاحب التذكرة لم يقرأ بالتفخيم على أبي الطيّب كما هو ظاهر في التذكرة، ولم يقرأ الداني على أبي الحسن إلاّ بالترقيق، وبالتالي فلا يصح على قصر البدل من الشاطبية إلاّ الترقيق وهي قراءة الداني على أبي الحسن.
أمّا الطول مع الترقيق فمن العنوان والمجتبي وطريق أبي مشعر وأحد وجهي العنوان، وهذه المصادر ليست من طرق الشاطبية وبالتالي فلا يُقرأ من الشاطبية على طول البدل إلاّ بالتفخيم وبه قرأ الداني على لأبي الفتح.
ثالثاً: عزو الأزميري هذه الأوجه الخمسة إلى الشاطبية كان باعتبار مطلق ظاهر النظم من غير أيّ تحرير، وذلك لا يدلّ على ثبوتها في مصادر الشاطبية، ودليل ذلك منعه الترقيق مع التوسط مع ثبوته من الشاطبية جملة، فكان من الأحرى أن يُلغي جميع ما خرج من طرق الشاطبية كما فعل بوجه التوسط مع الترقيق. وسبب ذلك أنّ المحررين اعتبروا الشاطبية مصدراً مستقلاً عن أصولها ومصادرها لذا وقعوا في التناقض، فكان الأولي عليهم أن يحرروا الشاطبية على وفق ما ورد في مصادرها وطرقها ثمّ إدراج هذه التحريرات ضمن تحريرات الطيّبة.
وخلاصة القول في هذه المسألة هو الاقتصار على الأوجه الثلاثة من الشاطبية وهي قصر البدل مع الترقيق، ثمّ توسطه وطوله مع التفخيم. والعلم عند الله تعالى.
أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[07 Jul 2008, 01:57 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
حكم تفخيم الراء في (سراعاً، وذراعاً، وذراعيه) من طريق الشاطبية وتحريرها مع أوجه البدل.
قال أبو الحسن ابن غلبون رحمه الله تعالى: " والسادس: إذا وقع بعد هذه الراء ألف، بعدها عين مفتوحة، كقوله تعالى: {عنهم سراعاً} و {من الأجداث سراعاً} و {سبعون ذراعاً}، وقد ذهب قوم إلى الأخذ لورش في هذا الموضع بين اللفظين، وقد قرأت بذلك على بعضهم، والفتح أجود " (التذكرة 1/ 223،224).
قال أبو عمرو الداني: " وقد خالف أبو الحسن أيضاً الجماعة من أهل الأداء في الراء التي يليها كسرة لازمة .............. والألف التي بعدها عين نحو قوله {ذراعيه} و {ذراعاً} و {سراعاً}. وقرأت ذلك كلّه على غيره بالإمالة اليسيرة، وهو الصحيح في الأداء والقياس وبه آخذ. " (جامع البيان ص353).
قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى: " ثانيها: (سراعاً، وذراعاً، وذراعيه) ففخمها من أجل العين صاحب العنوان وشيخه وطاهر بن غلبون وابن شريح وأبو معشر الطبري. وبه قرأ الداني على أبي الحسن ورققها الآخرون من أجل الكسرة وهو الذي في التيسير والتبصرة والهداية والهادي والتجريد والشاطبية. وبه قرأ الداني على فارس والخاقاني وذكر الوجهين ابن بليمة والداني في الجامع." (النشر 2/ 97).
¥