ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[12 Jul 2008, 01:37 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
تحرير: {ساحران}، و {تنتصران}، و {طهرا}
قال أبو الحسن طاهر ابن غلبون عليه رحمة الله تعالى: " والثامن: إذا وقع بعد هذه الراء ألف تدلّ على الاثنين، سواء كانت تلك الألف اسماً أو حرفاً: فالاسم كقوله {أن طهرا بيتي} و {فلا تنتصران} و {سحران}. وقد ذهب قوم إلى الأخذ لورش في هذا الموضع - أي الثامن - والموضع الذي قبله – أي السابع – بين اللفظين، وقد قرأت بذلك على بعضهم والفتح أجود فيهما " (التذكرة 1/ 224).
قال أبو عمرو الداني عليه رحمة الله تعالى: " وقد خالف أبو الحسن أيضاً الجماعة من أهل الأداء في الراء التي يليها كسرة لازمة، ويقع بعدها أحد الثلاثة أخرف ألف الاثنين، وسواء كانت حرفاً أو اسماً أو ألف بعدها همزة أو ألف بعدها عين، فكان يخلص الفتح للراء من أجل ذلك، فألف الإثنين نحو قوله {تنتصران} و {لساحران} و {طهّرا} وما أشبهه .. " ثمّ قال " وقرأت ذلك كلّه على غيره بالإمالة اليسيرة، وهو الصحيح في الأداء والقياس وبه آخذ. " (جامع البيان ص353).
قال ابن الجزريّ رحمه الله تعالى: "رابعها (ساحران، وتنتصران، وطهرا) ففخمها من أجل ألف التثنية أبو معشر الطبري وأبو علي بن بليمة وأبو الحسن بن غلبون وبه قرأ الداني عليه ورققها الآخرون من أجل الكسرة والوجهان جميعاً في جامع البيان." (النشر 2/ 97).
قال الأزميري عليه رحمة الله تعالى: " قوله تعالى: أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل إلى قوله كافرون فيه للأزرق عشرة أوجه: الأوّل إلى الرابع قصر البدل مع الفتح {موسى} وترقيق الرائين من الشاطبية ومع تفخيم {كافرون} فقط من التذكرة في أحد الوجهين على ما وجدنا فيها من ترقيق {ساحران} ومع تفخيم {ساحران} وترقيق {كافرون} من تلخيص ابن بليمة ومع تفخيم {كافرون} من التذكرة وبه قرأ الداني على ابن غلبون، والخامس والسادس التوسط مع الفتح وتفخيم {ساحران} وترقيق {كافرون} من تلخيص ابن بليمة ومع التقليل وترقيق الرائين من التيسير والشاطبية وبه قرأ الداني على أبي الفتح وابن خاقان، والسابع إلى العاشر الطول مع الفتح وترقيق الرائين من الشاطبية والكامل والكافي والهداية والتجريد والتبصرة ومع تفخيم {ساحران} وترقيق {كافرون} من طريق أبي مشعر ومع التقليل وترقيق الرائين من الشاطبية والكامل وبه قرأ الداني على أبي الفتح على قول ومع تفخيم {كافرون} فقط من العنوان والمجتبى " (بدائع البرهان ص144).
قال المتولّي عليه رحمة الله تعالى: " فخّم (تنتصران، وساحران،و طهرا بيتي) أبو مشعر، وابن بليمة وصاحب التذكرة، وبه قرأ الداني عليه، وذكر الوجهين الأزميري في الكلمات الثلاث عن التذكرة قال: والفتح أي التفخيم أجود " (روض النضير ص269).
من خلال ما سبق من كلام الأئمّة والمحققين يتبيّن ما يلي:
أوّلاً: قراءة الداني على ابن خاقان وأبي الفتح بالترقيق لقول الداني في جامع البيان "وقرأت ذلك كلّه على غيره- أي أبي الحسن - بالإمالة اليسيرة ".
ثانياً: قراءة الداني على أبي الحسن بالتفخيم كما هو ظاهر في جامع البيان والنشر والبدائع.
ثالثاً: ثبوت الوجهين من التذكرة لابن غلبون كما هو ظاهرٌ من كلام أبي الحسن في التذكرة والأزميري في بدائعه والمتولي في روضه.
رابعاً: وجه الترقيق من التذكرة خروج عن الطريق لأنّ صاحب التذكرة لم يقرأ به على أبيه أبي الطيّب إلاّ بالتفخيم كما هو ظاهرٌ في النشر حيث قال "ورققها الآخرون من أجل الكسرة" من بينهم أبو الطيّب ولم يذكر الأزميري وجه التفخيم لأبي الطيّب دلّ ذلك أنّ مذهبه الترقيق.
¥