ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Jul 2008, 11:48 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
تحرير (وزرك، وذكرك).
قال ابن غلبون عليه رحمة الله تعالى: " واعلم أنّ في قوله تعالى في (ألم نشرح لك): {وزرك} و {ذكرك} وجهين لورش: أحدهما: أن تقرأهما له بين اللفظين من أجل الكسرة التي قبل الراء فيهما، طرداً لأصله فيها كما تقدّم. والآخر: أن تقرأهما له بالفتح اتّباعاً لما قبلهما وما بعدهما من رؤوس الآي التي قد فتح فيها الراء، لانفتاح ما قبلها، لكي تتشاكل رؤوس الآي في الفتح، فتتفق ولا تختلف " (التذكرة 1/ 226).
قال أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى: "فأمّا قوله في (ألم نشرح): {وزرك} و {ذكرك} فإنّ أبا الحسن قال لنا: إنّ الراء يحتمل فيها وجهين: الإمالة اليسيرة طرداً للقياس مع الكسرة، والفتحة للموافقة به بين رؤوس آي السورة التي الراء فيها مفتوحة بإجماع للفتحة التي قبلها، نحو {صدرك} و {ظهرك} وهذا الذي قاله حسن، غير أنّه يلزم فيما ضاها ذلك، نحو {فجرت} و {بعثرت} في الانفطار و {كوّرت} و {سيّرت} ونظائرهما في التكوير، لأنّ ما قبل ذلك وما بعده من الكلم في الفواصل من السورتين مفتوح، نحو {انفطرت} و {انكدرت} و {أحضرت}. ولا أعلم خلافاً في مجرى القياس من الإمالة في ذلك لأجل الكسرة " (جامع البيان 354،355).
قال ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى: "سابعها (وزرك، وذكرك). في ألم نشرح فخمها مكي وصاحب التجريد والمهدوي وابن سفيان وأبو الفتح فارس وغيرهم من أجل تناسب رؤوس الآي. ورققها الآخرون على القياس. والوجهان في التذكرة والتلخيصين والكافي. وقال إن التفخيم فيهما أكثر. وحكى الوجهين في جامع البيان وقال إنه قرأ بالتفخيم على أبي الفتح واختار الترقيق." (النشر 2/ 97).
قال العلامة المتولي: "فخّم {وزرك} و {ذكرك} عن الأزرق صاحب التبصرة والتجريد والهادي وأبو الفتح، وكذا صاحب التذكرة والتلخيص والكافي وجامع البيان في أحد الوجهين وبه قرأ الداني على أبي الفتح " (روض النضيرص264).
قال العلامة الضباع "فخمها مكي وصاحب التجريد والهداية والداني في جامعه من قراءته على أبي الفتح، ورققها صاحب العنوان والمجتبي والكامل والإرشاد والشاطبي وأبو معشر والداني في تيسيره وجامعه من قراءته على ابن غلبون وابن خاقان والوجهان في التذكرة والكافي وتلخيص العبارات." (المطلوب ص11).
أقول: من خلال ما سبق من كلام الأئمّة والمحققين يتبيّن ما يلي:
أوّلا: ثبوت الوجهين من التذكرة لابن غلبون ولم يذكر الداني في جامعه بأيّهما قرأ عليه، والذي يظهر أنّه قرأ عليه بالترقيق لأنّه مذهب أبي الطيّب شيخ أبي الحسن كما يظهر في روض النضير والمطلوب وكذا قول ابن الجزريّ " ورققها الآخرون على القياس"
ثانياً: قراءة الداني على ابن خاقان بالترقيق إذ لم يُشر الداني إلى التفخيم في كتابه التيسير
ثالثاً: ذكر ابن الجزري أنّ الداني قرأ بالتفخيم على أبي الفتح، ولكنني لم أجد ذلك في جامع البيان. فيبدو أن يكون المحققون من المتأخرين اعتمدوا على ظاهر في إثبات التفخيم لأبي الفتح، ولم أجد أيضاً كلاماً للعلامة الأزميري في بدائعه يفصل في المسألة. وقد كررت البحث في جامع البيان عن تصريح الداني بقراءته على أبي الفتح بالتفخيم فلم أجد.
رابعاً: قد أهمل الإمام الشاطبيّ عليه رحمة الله وجه التفخيم في (وزرك، وذكرك) مع وروده من طرقه وهو قراءة الداني على أبي الفتح كما هو ظاهر النشر إضافة إلى كونه من المستفاض عند أهل الأداء كما يظهر في النشر وكلام المحققين.
فنخلص مما سبق أنّ تحرير (وزرك، وذكرك) مع أوجه البدل يكون كالتالي:
- قصر البدل وعليه الترقيق في الكلمتين من التذكرة وبه قرا الداني على أبي الفتح.
- توسط البدل وعليه الترقيق في الكلمتين من التيسير وبه قرأ الداني على ابن خاقان.
- طول البدل وعليه التفخيم في الكلمتين اعتماداً على كلام ابن الجزريّ في النشر في كون الداني قد قرأ به على أبي الفتح.
أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[15 Jul 2008, 01:12 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
تحرير لفظ {وزر}:
¥