تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالميم تدغم في مثلها للتماثل، وتظهر عند الواو لانفراج الشفتين عند النطق بالواو وليس هناك علّة أخرى تفسّر الإظهار إلاّ ذلك، وتُخفى عند الباء لانطباق الشفتين عند النطق بها، وتُظهر عند باقي الأحرف الأخرى لكونها لا تخرج بانطباق الشفتين. وهذا ما يُفسّر أحوال الميم الساكنة مع غيرها من الحروف.

أقول: من خلال ما سبق من البيان يظهر أنّ إخفاء الميم الساكنة منوط بانطباق الشفتين، ولو انتفت هذه العلّة التي من أجلها أُعْملَ وجه الإخفاء لكان ذلك إخلالاً بالإخفاء ذاته.

أمّا قولك: " يا شيخ تعللهم (مراعاة للإنطباق والاختصاص) فهما منطبقتان بالنسبة للمخرج .. ثم اختصت الميم بالغنة عن الواو والفاء، والغنة من سبب الإخفاء، والانطباق سبب الإظهار .. فهو لا يتحدث عن الإخفاء فقط بل عن الإظهار والإخفاء وإليك النص: (قال الجعبري في الكنز: " والذي استقر عليه رأي المحققين كابن مجاهد إظهارها عند الفاء والواو والتخيير بين إظهارها وإخفائها عند الباء مراعاة للانطباق والاختصاص"ا. هـ""

وقولك: "وقوله (والتخيير بين إظهارها وإخفائها عند الباء) إذن ذكر حكمين .. ولا حظ معي أنه ذكر (الإظهار) أولا. وفي قوله (للانطباق والاختصاص) ذكر الانطباق يعني أن الإظهار بسبب الانطباق كما قدمت.ثم ذكر (الإخفاء) ثم قال (والاختصاص) لأن الغنة مختصة بالميم دون الفاء والواو .. "

فلي تعليق على قولك (والغنة من سبب الإخفاء) أقول لا شكّ في ذلك ولكن ما سبب الإخفاء؟ إن كان الإخفاء سببه غنّة الميم فإنّ الميم لا تنفكّ عن غنّتها مع جميع الأحرف، فلا دخل للغنّة في علّة الإخفاء لا من قريب ولا من بعيد، وإنّما انطباق الشفتين للباء هو الدافع الإخفاء لا غير. وهو صريح عبارة الداني.

وفي قولك: (يعني الإظهار بسبب الانطباق). أقول: كيف ذاك؟؟؟؟؟؟ مع أنّ الحروف الأخرى التي أظهرت عندها الميم تخرج بانفراج الشفتين وليس بانطباقهما، ولو كان انطباق الشفتين سبباً في الإظهار لما أظهرت الميم عند باقي الأحرف التي تخرج جميعاً بانفراج الشفتين.

فانظر أخي الكريم كيف تتلاعب بالنصوص ولا تخش الله تعالى في ذلك. مع أنّ كلام الداني واضح لا غبار عليه.

أمّا قضية إخفاء الحركة فهو دليلُ آخر يدلّ على بطلان هذه الفرجة المستحدثة فأقول وبالله التوفيق: نحن نعلم جميع أنّ إخفاء الحركة هو النطق ببعضها كما هو الحال في {تأمننا}، ولا شكّ أنّ النون في {تأمننا} وإن أُخفيت فإنّه يبقى احتكاكٌ بين طرف اللسان والحنك الأعلى، إذ لو فصلنا طرف اللسان بالحنك الأعلى لذهبت النون بالكليّة. ولو كان الإخفاء منوطاً بانفصال عضوي المخرج لما سُمّي الروم إخفاءً. فالإخفاء يختلف من حالة إلى حالة، فينفصل طرف اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالنون المخفاة فتزول ذاتها ويبقى صوتها من الخيشوم جارياً، وفي الميم الساكنة يكون الإخفاء بانطباق الشفتين مع عدم زوال ذات الميم كما ذكر القرطبيّ في الموضح وغيره، فيجري الصوت الغنّة من الخيشوم مع انطباق الشفتين، وفي إخفاء الحركة يُنطق ببعض الحركة مع بقاء احتكاك عضوي المخرج. فالاحتكاك يكون في إخفاء الميم وإخفاء الحركة لعدم زوال الذوات فيهما، خلافاً للنون فإنّه لا احتكاك بين عضوي المخرج لزوال ذاتها.

فالخلاصة أنّ الإخفاء ليس منوطاً بوجود فراغ بين عضوي المخرج بل هو يختلف من حالة إلى حالة وكلّ ذلك يكون بين المنزلتين أي بين الإظهار والإدغام بالنسبة الميم والنون وبين الحركة التامّة والساكن بالنسبة لإخفاء الحركة.

أخي الشيخ ليست مناعداً ولا مكابراً كما تدّعي وليس هناك ولله الحمد من وصفني بهذا الوصف غيرك، وإن كنت واثقاً من نفسك فاستمر في النقاش وسأبيّن لك بطلان هذه الفرجة من أساسها إن شاء الله تعالى.

ـ[الجكني]ــــــــ[30 Aug 2008, 01:49 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليسمح لي الإخوة الكرام بهذه الحروف وليتقبلا منها ما طاب لهما وينتقدا ما لم يستسيغاه فيها:

1 - حقيقة استغربت جداً من الشيخين الكريمين " عبدالحكيم ومحمد شريف " فبعد أن أخذا بنا في سماء عالية وراقية وصافية وأبدعا في ما كتبه كل واحد منهما في موضوع آخر غير هذا - أعني بحث "أصول الشاطبية للشيخ شريف، وبحث آمال الطلبة " للشيخ عبد الحكيم " - ها هما يعودان بنا إلى هذا البحث الذي أرى أن البحث فيه وخاصة بين الشيخين الكريمين بالذات لن يؤتي ثماره المرجوة منه مما يعني أن بقاء القولين في المسألة سيبقى كما هو وكاننا في تدريب عسكري: محلك سر؟؟؟

2 - أعجبتني كثيراً الروح المرحة واللطيفة عند الشيخ عبد الحكيم في بعض مداخلاته، وهي بالاضافة إلى أنها رسائل تضم بين سطورها وخلال حروفها معاني مهمة كذلك هي تذكرنا ببعض مشايخنا المصريين أهل الظرف والدعابة؛ ولا أقول الاستهزاء، فحاشا أهل القرآن من ذلك، وإن كنت أعتب على الشيخ يحي شريف عدم تقبله لهذه الظرافة ورأيته غلّب جانب الوقار الذي أرى أنه في هذه اللحظة ليس مكانه، والحقيقة أن السلوكين هما من سلوك أهل القرآن ولاغضاضة في ذلك.

3 - إن كنت أعتب على أخي الشيخ يحي فإني أعتب أشد العتب على شيخنا عبد الحكيم - حسب مافهمت من كلامه كله - حيث صور لنا أن لا قراءة سليمة إلا عند المصريين والشاميين؟؟؟؟

فإن كان فهمي صواباً فليسمح لي شيخنا بمداخلة معه في ذلك، وإن كان غير ذلك - وهو ما آمله - فليصفح لي شيخنا سوء فهمي لكلامه.

وأخيراً:

من يكتب ويتألق في مسائل مثل أصول النشر والشاطبية والتحرايرات وزيادات الدرة والطيبة لايستساغ له إطالة النفس في بحث تجويدي (قد قد قد 100مرة) لايتوصل فيه إلى نتيجة حتمية يسلم بها الطرفان.

وللشيخين الكريمين كل احترام وتقدير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير