ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[30 Aug 2008, 02:34 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
بصراحة يا شيخ محمد: الجزائريون ليس لهم حل يرغمون الناس علي ما يريدون، وأنا يا شيخ سألبي لك طلبك بالمناقشة، لعلك وجدت جديدا تريد أن تقوله. فعندي فرصة يوم أو يومين لأن رمضان عندنا يوم الاثنين إن شاء الله، بحسب ورقة النتيجة. أما بعد رمضان فالوقت يكون ضيقا جدا لي لبدء العام الدراسي وهو ما يؤدي إلي صعوبة وجودي في النت بالكثافة المطلوبة. والله المستعان.
وأيضا يا شيخ محمد لا تعمل عقلك في كل شئ فأنت كثيرا ما تخلط بين أقوال أهل العلم، فلا تفرق بين الخلاف النظري (أي من جهة الاسم فقط) وبين الخلاف العملي (أي يترتب عليه خلاف في نطق اللفظ)
ولذا سأضع لك دائما أقوال الأئمة لأنه خير دليل يُناقش به.
قلتم (أقول: من خلال ما سبق من البيان إخفاء الميم الساكنة منوط بانطباق الشفتين، ولو انتفت هذه العلّة التي من أجلها أُعْملَ وجه الإخفاء لكان ذلك إخلالاً بالإخفاء ذاته.)) ا. هـ
الجواب: قال أبو عمرو الداني في التحديد ص115: "وإنما قلبا عندنا ميما خاصة من أجل مؤاخاة الميم للنون في الغنة ومشاركتها للباء في المخرج فقلبا ميما من أجل ذلك".
وفي إخفاء الميم نقلت سابقا ما وجدته .. وقال الداني:قال بعضهم:هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما، كانطباقهما علي أحدهما وهذا مذهب ابن مجاهد ثم أكمل فقال: وقال ابن مجاهد (والميم لا تدغم في الباء لكنها تخفي لأن لها صوتا في الخياشيم تواخي به النون الخفيفة) التحديدص166
إذن الغنة سبب في الإخفاء كما سبق من أقوال الأئمة ولا تحتاج لتفسير
لأنك قلت في مداخلتك السابقة ((أخي الشيخ، قد علّل الداني ومن تبعه كالجعبري وجه الإخفاء بانطباق الشفتين.)) وقلت أيضا ((وتُخفى عند الباء لانطباق الشفتين عند النطق بها،)) ا. هـ
والجعبري علل الإخفاء من أجل الغنة، وانطباق الشفتين علة للإظهار، حتي من ذكروا انطباق الشفتين علة للإخفاء قالوا: بالغنة كما سبق.
وعلي قولكم الذي كتبته بيمينك (إن كان الإخفاء سببه غنّة الميم فإنّ الميم لا تنفكّ عن غنّتها مع جميع الأحرف، فلا دخل للغنّة في علّة الإخفاء لا من قريب ولا من بعيد)) ا. هـ وما أنت قائل في تعليل ابن ابن مجاهد الذي نقله الداني نفسه (لكنها تخفي لأن لها صوتا في الخياشيم تواخي به النون الخفيفة) ا. هـ وأنتم يا شيخ محمد تقولون (وإنّما انطباق الشفتين للباء هو الدافع الإخفاء لا غير.)) ا. هـ
وقولكم (وهو صريح عبارة الداني.) ا. هـ يا شيخ الداني هو الناقل لقول ابن مجاهد .. هل فهمت؟ وبقول ابن مجاهد بطل قولك من أصله، فقد بنيت كل كلامك علي أمرين: الانطباق علة الإخفاء .. والغنة ليست علة للإخفاء.
فلا أدري كيف ستجمع بين قولك وقول ابن مجاهد؟ أم ستقوم بتأويل قول ابن مجاهد بما لا يحتمله النص؟؟
وإلا .. كيف يقول الجعبري (ولاطباق اتقي) ثم يقصد يقول بالانطباق؟؟؟
وهل كلمة إخفاء معناها إظهارالغنة في الميم فقط دون علاقة المخرج؟؟ إذن لا فائدة في تعريف الإخفاء أنه بين الإظهار والإدغام!!
وقلتم: (ولو كان انطباق الشفتين سبباً في الإظهار لما أظهرت الميم عند باقي الأحرف التي تخرج جميعاً بانفراج الشفتين.) ا. هـ
الجواب: الميم يا سيدي من حروف (فزم ضرس شص) وهي حروف لا تدغم في غيرها ـ لأن بها صفات زائدة ـ إلا برواية وذكر الداني العلة في "الميم" فقال (وأما الميم فلغنتها) كتاب الإدغام الكبيرص30. وجمعها ابن الحاجب في حروف (ضوي مشفر) وذكر علة الميم لغنتها. لأن القاعدة عندهم كما قال في النشر1/ 319 وأصل للكلام للداني (اعلم أن ما تكافأ في المنزلة من الحروف المتقاربة فإدغامه جائز، وما زاد صوته فإدغامه ممتنع للإخلال الذي يلحقه، والإدغام الأنقص صوتاً في الأزيد جائز مختار لخروجه من حال الضعف إلى حال القوة.) ا. هـ
أخي الشيخ هذه نصوص الأئمة تخالف ما عند عليه. وتذكر عللا عقليا دون الرجوع لنصوص الأئمة التي تدعونا ليلا ونهارا بالأخذ بها (وجزاك الله خرا علي هذا).
قولكم: (فانظر أخي الكريم كيف تتلاعب بالنصوص ولا تخش الله تعالى في ذلك. مع أنّ كلام الداني واضح لا غبار عليه.) ا. هـ
¥