ولو أتيت بأي قارئ من خارج مصر رأيت العجب .. ولعلك تزور القاهرة فتري هذا العجب وعجائب الدنيا بهذه أصبحت ثمانية.
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان .. وتقبل الله منا ومنكم رمضان
والسلام عليكم
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[30 Aug 2008, 05:49 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أخي الشيخ انتبه لما سأقول لك:
إنّ تعليلك للإخفاء بالغنّة بسبب مؤاخاة الميم مع النون في الغنّة يكون عند الإقلاب فهو تعليل للقلب وليس للإخفاء لأنّ الإقلاب يمرّ بمرحلتين: الأولى إقلاب النون ميماً، والثانية: إخفاء الميم عند الباء. أخي الشيخ ما ذكرتَه من النصوص هو تعليل للمرحة الأولى أي مؤاخاة الميم بالنون في القلب ونحن نتكلّم عن المرحلة الثانية وهي إخفاء الميم عند الباء. فالغنّة كانت سبباً في القلب ولم تكن السبب في الإخفاء. ولو كانت الغنّة سبباً في إخفاء الميم عند الباء فما الذي يمنع الميم أن تُخفى عند باقي الأحرف؟ أريد جواباً على هذا السؤال؟
لماذا اختصّت الميم بالإخفاء عند الباء دون غيرها؟ الجواب ليس هناك في الحروف من يخرج بانطباق الشفتين إلاّ الميم والباء فقط. أمّا باقي الأحرف فإنّها تخرج بانفراج الشفتين لذا اتفق القراء على إظهار الميم عندها جميعاً. فما بقي إلاّ الميم والباء. فالميم تدغم في مثلها لأجل التماثل، وتُخفى عند الباء لانفرادها مع الميم بانطباق الشفتين ولا يُعقل أن تكون الغنّة سبباً في الإخفاء لعدم وجود علاقة بين الباء والغنّة.
دليل الآخر: إنّ الإدغام والإظهار والإخفاء متعلّق بالتماثل والتجانس والتقارب والتباعد في المخارج والصفات. إن كانت الغنّة سبباً في إخفاء الميم عند الباء فما هو وجه التقارب بين الميم والباء؟ أيقال الغنّة؟ أم يقال التجانس في المخرج هو السبب مع انطباق الشفتين؟ أترك لك الإجابة.
دليل آخر: في قوله تعالى {يابنيّ اركب معنا} هل الإدغام هو لأجل التجانس أم لأجل الغنّة؟ أترك لك الإجابة.
أخي الشيخ ما نقلته من كلام الداني وابن مجاهد خاصّ بالإقلاب دون إخفاء الميم عند الباء، والدليل على ذلك أنّه لا دخل للنون في إخفاء الميم عند الباء في نحو {يأمركم بالسوء} خلافاً للإقلاب في المرحلة الأولى في نحو {من بعد} فهناك علاقة بين النون والميم لأجل القلب.
أخي الشيخ لا تظنّ أنّ مجرّد نقلك للنصوص سيُغيّر شيئاً وإنّما الفهم الصحيح هو الذي يفصل في الأمور.
أمّا تبعيض الحركة فيكون ببقاء احتكاك عضوَي المخرج، لأجل ذلك أشار المرعشيّ إلى تقليل الاعتماد على المخرج ولم ينف الاعتماد كلية. والفرجة بين الشفتين تنفي الاعتماد كليّة وتعدم ذات الميم، فلو تركنا فرجة بين الشفتين لكان اعتماد الشفة العليا بالسفلى منتفياً، بخلاف ما إذا أطبقنا الشفتين مع تقليل الاعتماد فنكون بذلك موافقين لكلام المرعشيّ. والدليل على ذلك أنّه وصف إخفاء النون بإعدام ذاتها كليّة لانفصال طرف اللسان بالحنك الأعلى خلافاً للميم فقال: والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية " أي أنّ الشفة العليا تعتمد على السفلى، خلافاً لو تركنا فُسحة بين الشفتين في الميم كما فعلنا بين طرف اللسان والحنك الأعلى بالنسبة للنون لأُعدمت ذات الميم وهو غير مراد المرعشي.
فسبحان الله تريد أن تعامل الميم مثل النون في الإخفاء مع أنّ ذات النون تزول بالإخفاء وذات الميم لا تزول. كلام لا يقبله عقل.
فقول المرعشيّ أنّ معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية دلالة على انطباق الشفتين حفاظا على ذات الحرف.
(قولك: (وربنا يهديك في الأيام المتفرجة دِه والله الموفق
آمين آمين آمين
وأعتذر للشيخ الجكني على ما حصل، وليعلم أنني ألفت النقاش مع أخي عبد الرازق منذ زمن ولا أظنّ أننا سنتوقّف يوما عن ذلك إلاّ أن يتوفّى الله أحدنا، وبعد هذا النقاش العقيم سأضمن هدنة لمدّة معتبرة ولا أضمن لك ما سيقع بعدها.
ـ[الجكني]ــــــــ[30 Aug 2008, 06:33 م]ـ
ولا أظنّ أننا سنتوقّف يوما عن ذلك إلاّ أن يتوفّى الله أحدنا،
أطال الله عمركما ونفع بكما أهل القرآن والقراءات.
شيخنا عبدالحكيم لك مني جزيل الشكر والامتنان.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[30 Aug 2008, 09:20 م]ـ
نسأل الله تعالى أن يجمع قلوبنا على طاعته
قرأت ما كتب هنا وفيه فوائد كثيرة وأكرر شكري للشيخ الجكني والمشاركين على ما قالوا وأقول للإخوة وخاصة الشريف وعبد الحكيم جزاكما الله خيرا وأنا وغيري نعتب عليكما بعض العبارات التي أوردتموها وخاصة عبدالحكيم فقد تجاوز كثير في نقاشه وهل المسألة المطروقة - مع جهل كثير من المسلمين لها - تخرجهم من دينهم بجهلهم لها حتى تضخم بهذا القدر؟ وهل الوقوع في أعراض المسلمين أسهل من الجهل بهذه المسألة، آمل منك أخي عبدالحكيم أن تتحكم في أعصابك وألفاظك فأنت من أهل القرآن ومما يصعب تصوره أن يطلع أحد على مثل هذا بين أهل القرآن، أما ما يخص الشيخ عبيدالله وهو شيخنا في أبها لأكثر من عشر سنوات فنسأل الله له حسن الخاتمة وقد أصبت وأحسنت إذ لم تناقشه بهذه الصورة التي ناقشت بها الشريف وغيره، وأنا أسألك هنا ولعلك تجيب:
الشيخ عبيد الله ضحي بوقته ما يقارب خمسين سنة للقرآن وكنا نرغم أنفسنا على الذهاب له في الفجر وكان يقول إذا وصلتم المسجد فنبهوني عن طريق المكبر أو جرس المنزل وكان بعضنا يأتي الساعة الثالثة ليلا ويستقبله الشيخ وكأن الطالب هو المتفضل عليه
السؤال: بما أنك كما يظهر من المتضلعين في على القرءآت،كم من وقتك جلست لتعليم الطلاب وتقويمهم؟ أنا لا اتهمك بالتقصير فأنا الضعيف المقصر، ولكن إن كنت بذلت كما بذل الشيخ فهنئا لك، وإن كنت لم تبذل فاذكر حسنات المشائخ وناصحهم بينك وبينهم دون تشهير،ونصيحة أخرى لا تحتقرأحدا، وهذا ما يظهر من بعض عباراتك عند الكلام عن قراء الأمصار، والله الموفق
¥