تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[08 Dec 2008, 11:41 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

أخي الشيخ تقبّل الله منّا ومنكم وأسأل الله تعالى أن يحفظكم من كلّ مكروه وأن يوفّقكم لما فيه الخير

أقول وبالله التوفيق:

مجرّد ثبوت النصّ لا يستلزم الاعتبار بمضمونه لمن تأمّل مناهج الأئمّة في تعاملهم مع النصوص، فكم من نصّ ثابت لم يَعتبر به ابن الجزريّ ولا غيره من الأئمّة إذا لم يكن مضمونه مستفاضاً ومتلقًى بالقبول لا سيما إذا خالف جملة من النصوص المعتبرة المتقدّمة، وهذا الذي حمل الأئمّة على عدم قبول قول من قال بترقيق الراء الواقعة قبل كسر أو ياء كما قال الشاطبيّ (وما بعده كسرٌ أو اليا فما لهم .... بترقيقه نصّ وثيق فيمثلاً) فلم ينف الشاطبيّ ثبوت النصّ وإنّما نفى أن يكون وثيقاً ومعتبراً.

فالعبرة ليست في ثبوت النصّ وإنّما في كونه وثيقاً ومعتبراً على ضوء صنيع أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى في تعاملهم مع النصوص. والنصّ وسيلة وليس غايةً في حدّ ذاته، وإنّما الغاية هو الوصول إلى الحقّ بأسلوب علميّ موافق لسبيل الأئمّة المحققين بعيداً عن التعصّب والحميّة.

ولما يئس أصحابنا وإخواننا عن وجود نصّ صريح في الفرجة، وبمجرّد أن اكتشفوا نصاً طاروا به وكأنّما انحلّت المشكلة وهيهات.

لا يعترض أحدنا على أنّ البحث في مسألة معيّنة يتطلّب جمع النصوص الواردة في الباب، وإذا تعذّر للمجتهد الجمع بينها فإنّه يلجأ إلى الترجيح. فالسؤال: هل من المعقول ترجيح نصّ واحد للإمام الجعبري على أقوال الداني وابن غلبون وغيرهما من المتقدّمين؟ وعلى أيّ أساس؟

أمّا الشيخ السيّد عامر عليه رحمة الله تعالى فهو مجتهد في المسألة وليس متبعاً لكلام الجعبري إذ لو كان متّبعاً له لاستدلّ بكلامه ولنقله لتلامذته. إذن فاجتهاده في المسألة آكد متواترٌ عن تلامذته إذ لم يقرأ بالفرجة على مشايخه بل أقرأ بانطباق الشفتين أوّلاً ثمّ عدل عن ذلك إلى الفرجة بعد ما اجتهد فوافق اجتهاده كلام الجعبريّ صدفة، وهذا لا ينقص من منزلته فهو مجتهد متأهّل رأى الحقّ في الفرجة وهو مأجور بإذن الله تعالى ولا ينبغي أن يعاب عليه ذلك كما قال الشاطبيّ رحمه الله تعالى:

وسلّم لإحدى الحُسنَيَيْن إصابة .... والاُخرى اجتهادٌ رام صوباً فأمحلا

وإن كان خرق فادّركه بفضلة .... من الحلم وليُصلحه من جاد مقولاَ

فلذلك أقول لأخي الحبيب ينبغي أن نقول الحقائق كما هي، فاكتشافكم لكلام الجعبري لا يُغيّر في كون الشيخ عامر اجتهد في المسألة إلاّ أنني أعترف في المقابل أنّه ليس أوّل من قال بذلك بل قد سبقه الإمام الجعبري إلى ذلك حسب ما بلغنا من الأقوال.

فلا أرى في نظري سبباً يجعلك تدافع عن الشيخ عامر رحمه الله تعالى لأنّي قد أكون أحرص منك للدفاع عنه والله على ما أقول شهيد.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Dec 2008, 01:01 ص]ـ

إلاّ أنني أعترف في المقابل أنّه ليس أوّل من قال بذلك بل قد سبقه الإمام الجعبري إلى ذلك حسب ما بلغنا من الأقوال.

.

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي الشيخ محمد يحيي هذا ما كنت آماله في فضيلتكم الاعتراف بأن نص الجعبري دالٌّ علي الفرجة وبهذا يبطل كلام كل من ادعي بانفراد الشيخ عامر في المسألة.

وأودُّ أن أخبرك بأمر في مسألة مهمة ألا وهي (لدنه) في قراءة شعبة فنصوص الأئمة تقول: بأن الإشمام يأتي بعد سكون الدال، وقال الجعبري: بل هما مقرنان ورجح أئمتنا قول الداني في هذه المسألة.

فأنت تقرأ (لدنه) بما قاله الجعبري وليس بما قاله الداني وهذا ما عليه الشيوخ جميعا في مصر مع مراعاة القلقلة في الدال الساكنة المشماة، بخلاف شيخ كبير له رواية شعبة مسجلة يقرأ الدال الساكنة بلا قلقلة وهو وهْمٌ منه حفظه الله.

والخلاصة أن الناس أخذوا بقول الجعبري وتركوا قول الداني وغيره مع العلم بأن الجمهور علي قول الداني وارجع لشراح الشاطبية.

وقد تقول بأنه خلاف لفظي فقط، بل الشيخ السمنودي رحمه الله نطق النطقين، نطق الجمهور ونطق الجعبري وهما مختلفان ثم كان الترجيح في الأداء لقول الجعبري.انظر البدور الزاهرة (يعني الجعبري مش صغير ومش سهل)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير