تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من خلال ما سبق لا يمكن القطع بأنّ الخلاف في الميم الساكنة عند الباء هو مجرّد خلاف لفظيّ لأنّ مكياً سوى في الحكم بين الميم الساكنة عند الباء والميم والفاء مع اعترافه باصطلاح الإخفاء الميم الساكنة.

وللحديث بقيّة.

بارك الله فيك أخي الكريم محمد يحيي شريف علي كشفك لهذا المستور وإنصافك في المسألأة حتي وإن اختلفنا في النتيجة.

وقولك: وللحديث بقية)) ا. هـ

أقول: دعني أنا أكمل لك ما سطرته يا شيخ محمد

وسؤالي لك: هل استخدم الإمام مكي ـ رحمه الله ـ مصطلح الإخفاء في القلب؟؟

بالطبع لا ..

بينما استخدم هذا المصطلح في النون والتنوين مع الخمسة عشر حرفا.

إذن مصطلح الإخفاء لا يدل أبدا علي مجرد الإتيان بالنون الساكنة بميم صريحة مع الغنة.

ولعل مكي أيضا يقصد بالإخفاء الاختلاس لأنه قال قبلها: من غير أن يحدث فيها شئ من حركة وإنما ذلك خوف الإخفاء ... ) وهذا واضح جلي ثم تحدث عن الخوف من الإدغام فقال (والإدغام لقرب مخرج الميم ... )

وتنزلا مع ما في رأس الشيخ محمد يحيي شريف بأنه يقصد الإخفاء الغنة أقول:

ولكن قد تعرض لك شبهة .. وهو قول ابن الجزري: أجمعوا علي إخفائها عند الباء))

ثم تعرض قول مكي كأنه تفسير لهذا الإخفاء.

أقول ليس الأمر كذلك .. لأن ابن الجزري يتحدث عن وجود الغنة من عدمها ففيها غنة إلا أن الزائد وهو إخفاء الحرف نفسه. ولأن مكي لم يقل الإخفاء في حق القلب أبدا

ويتضح الأمر لك من كلام المرادي وانظر إلي كلامه:

قلت (المرادى):

أما الغنة فقد نص مكي على أن النون الساكنة إذا أبدلت ميما فالغنة لابد من إظهارها، قال: لأنك أبدلت من حرف فيه غنة حرفا آخر فيه غنة و هو الميم الساكنة , و أما الإخفاء ففيه نظر. و قد تقدم ما ذكره صاحب الإقناع.

و الذي يظهر أن النون الساكنة إذا أبدلت قبل الباء أعطيت حكم الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء. ا. هـ 75

انظر أخي كيف ذكر قول مكي في بقاء الغنة ثم ذكر أن الإخفاء فيه نظر .. يعني ما فيه غنة شئ وما فيه الإخفاء شئ آخر.

وأيضا ما نقله ابن الجزري بأن الإجماع منعقد علي الإخفاء غير مسلم لأن ابن الباذش ـ وهو قبل ابن الجزري ـ أخذ بالإظهار في القلب قال ابن الباذش: أجمعوا علي إبدال النون الساكنة والتنوين ميما قبل الباء .... قلبا صحيحا من غير إدغام ولا إخفاء) ص108

وقد ذكر ابن الناظم أن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام. وقال الداني عند حديثه لإخفاء أبي عمرو (وهذا إخفاء حرف لا حركة) فكيف تخفي الحرف إذن؟

وذكر الجعبري في شرح الشاطبية عند ذكر للإخفاءوذكر أن الإخفاء بقلب وبدون قلب وعلل القلب فقال (وجه القلب والإخفاء عسر الإتيان بالغنة ثم إطباق الشفتين في الإظهار .. )

وبهذا تجلي هذه الشبهة ولله الحمد

ويمكنك الآن يا شيخ محمد أن تأتي لنا بالبقية الباقية من قولكم

والسلام عليكم

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[05 Jun 2009, 05:12 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم

أشكر المشرف العام لهذا المنتدى المبارك على نقله للبحث التي جعلني أعيد النظر في المسألة حيث لم أكن أتصوّر أنّ الخلاف في الميم الساكنة قد يكون لفظياً. كما أشكر كاتب البحث الشيخ محمد خليل على إثارته للموضوع الذي يستوجب الخوض فيه بالبحث والتنقيب.

أخي عبد الحكيم لا تغضب إن خالفتك في هذه المسألة بعد أن وافقتك، لأنّ النصوص هي التي تقودني ولست أنا الذي أقودها. والذي حملني على التوقّف في المسألة تمعّني في بعض النصوص.

أبدأ بنصّ الداني وهو قوله: "فإن التقت الميم بالباء نحو {ٍءامنتم بهِ}، {وأن احكم بينهم}، {وكنتم به}، ٍومن يعتصم بالله}،و {أم بعيد}، وما أشبهه، فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها معها. فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما، كانطباقهما على إحداهما. وهذا مذهب ابن مجاهد، فيما حدّثنا به الحسين بن علي عن أحمد بن نصر عنه قال: والميم لا تُدغم في الباء لكنّها تُخفى، لأنّ لها صوتاً من الخياشيم، تواخي به النون الخفيفة. وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر رحمه الله. قال أبو العباس محمد بن يونس النحوي المقرئ: في أهل اللغة من يُسمّي الميم الساكنة عند الباء إخفاء. قال: وقال سيبويه: المُخفى بوزن المظهر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير