تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال آخرون هي مبيّنة للغنّة التي فيها، قال أبو الحسن المنادي: أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء والباء قس حُسن من غير إفحاش. وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيتها باء في جميع القرءان. وكذلك الميم عند الفاء. وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا، وحكاه أحمد بن صالح عن ابن مجاهد، وبالأوّل أقول." (التحديد ص166، 167)

من خلال ما ذكره الداني نفهم أنّه يعتبر بأنّ الخلاف في الميم الساكنة عند الباء خلاف لفظيّ بما يلي:

أوّلاً: قوله: "فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها معها" أي مختلفون في التسمية واللفظ وهذا صريح في غاية الصراحة لا يمكن تأويله ولا حمله على معنىً آخر.

ثانيا: لم يشر إلى الخلاف في الأداء لا من قريب ولا من بعيد.

ثالثا: رُوي عن ابن مجاهد القولين في اللفظ دون الأداء. ولو كان الخلاف في الأداء لنقل الخلاف في كتابه السبعة.

رابعاً: قال بالإظهار جماعة من شيوخ الداني كما ذكر هو نفسه حين قال "وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا "ولم يُنقل عن الداني الخلاف في الأداء بل رجّح الإخفاء لفظاً وتسمية وذلك عند قوله: "وبالأوّل أقول" وما قال وبه قرأت أو به آخذ.

خامساً: يستحيل أن يتفشى الخلاف في المسألة وقد نقل غير واحد الإجماع على الإظهار، إلاّ إذا كان الإجماع انعقد على الكيفية الأدائية والخلاف على اللفظ والتسمية ودليل ذلك أنّه لم يعترض أحد على الإجماع حتّى الداني وابن الجزري.

سادساً: كيف يقول الداني بالإخفاء ومكي القيسي يقول بالإظهار وهما يلتقيان في الإسناد عند عبد المنعم بن غلبون حيث قرأ الداني على طاهر بن غلبون عن أبيه عبد المنعم ومكي القيسي قرأ مباشرة على عبد المنعم مع أنّ طاهر ابن غلبون يقول بالإخفاء. قال في كتابه التذكرة: "أمّا الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما " التذكرة (1/ 92). خلافاً لمكي القيسي الذي يقول بالإظهار كما نقلت كلامه من كتابه الرعاية. وهذا يدلّ أنّ الخلاف بين مكي والداني هو لفظيّ لا غير.

سابعاً: كلام الداني معتبر في هذه المسألة وهو عالم بخلاف أهل الأداء في المسائل الخلافية ويكفي في ذلك أنّ ابن الجزريّ ينقل عنه الإجماع في الكثير من المسائل ويحكم بالشذوذ على ما حكم به الداني بالشذوذ ويتّضح ذلك عند الاطلاع على كتاب النشر وجامع البيان.

ثامناً: نجد أنّ مؤلّفي القراءات قديماً وحديثاً أفردوا باب النون الساكنة والتنوين خلافاً للميم الساكنة فلم يُفردوا لها باباً خاصاً لأنّ الكثير منهم يعتبر أنّ الميم الساكنة كبقية الحروف في الحكم إذ تُدغم في مثلها وتظهر عند باقي الأحرف بما فيها الباء وما ظهر الخلاف في اللفظ إلاّ بعد إطلاق ابن مجاهد اصطلاح الإخفاء على الميم الساكنة. ولو جنجوا جميعاً إلى كونه إخفاءً كما هو الحال في النون الساكنة لجعلوا للميم الساكنة باباً مستقلاً كما فعلوا في النون الساكنة والتنوين. ويؤيّد ذلك ما قاله شيخنا العلامة غانم قدوري الحمد بعد أن استوفي البحث في إخفاء الميم: "ويتّضح من العرض السابق أنّ أحكام الميم الساكنة إذا تجاوزنا بعض الروايات الضعيفة تنحصر في الإظهار، فإدغام الميم لا يتأتّى إلاّ في مثلها، وهذا لا يستلزم إفراده بحكم مستقلّ، وإخفاؤه عند الباء لا يظهر له وجه، ويحمله الكثير من العلماء على معنى الإظهار. ومن ثمّ قلتُ في أوّل دراسة هذا الموضوع أنّه لولا بعض المناقشات ولولا بعض الروايات لما وجد الدارس مسوغاً لإفراد إحكام الميم الساكنة ببحث مستقلّ " (الدراسات الصوتية ص394). أقول: وإن كانت عبارة شيخنا العلامة في وصفه لمذهب ابن مجاهد والداني وابن غلبون وغيرهم ممن قالوا بالإخفاء ببعض الروايات الضعيفة فيه تجوّز في النظري لأنّ القول بالإخفاء يبقى معتبرا ولو كان مرجوحاً ويكفي في ذلك تبنّيه إمام الفنّ ابن الجزريّ عليه رحمة الله تعالى.

وللحديث بقيّة.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[06 Jun 2009, 12:44 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم

أخي عبد الحكيم لا تغضب إن خالفتك في هذه المسألة بعد أن وافقتك، لأنّ النصوص هي التي تقودني ولست أنا الذي أقودها. والذي حملني على التوقّف في المسألة تمعّني في بعض النصوص.

من خلال ما ذكره الداني نفهم أنّه يعتبر بأنّ الخلاف في الميم الساكنة عند الباء خلاف لفظيّ بما يلي:

وللحديث بقيّة.

السلام عليكم

أخي الحبيب الشيخ محمد يحيي شريف اتركك تكمل حديثك الشيق وبعدها أُطبق عليك إطباقة واحدة تهدم ما تنوي أن تؤصله.

ولعلمك قول د/ غانم بأن الخلاف لفظي مردود بنصوص أخري وأيضا بنصوص من علماء الأصوات أنفسهم .. لأنه من المستحيل أن نصل إلي النتيجة التي تريد أن تصل إليها.

استمر في حديثك وفي آخره اكتب (انتهي) حتي أبدأ أنا (ومش هتلاقي انتهي خالص)

أدعو لك بالتوفيق (وليباركك الرب)

والسلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير