قال العَلامةُ الجَمْزُورِي:
إلاَّ إِذَا كَانَ بِكِلْمَةٍ فَلاَ تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٍ تَلاَ
يستثنى من ذلك أول الشعراء: ?طسِم? {الشعراء:1}.
لأن النون وقعت في كلمة وحقها الإظهار، ومع ذلك أدغمت.
وجه الإدغام في ?طسِم? {الشورى:1}:
لعدم صحة الوقف عليها لأنها جزء من الكلمة، والوقف لا يكون إلا على نهاية الكلمة.
2 - يمتنع الإدغام للرواية في موضعين:
الأول: في سورة "القلم" قوله تعالى: ?ن * وَالْقَلَمِ وما يَسْطُرونَ? {القلم:1}.
الثاني: في سورة "يس" قوله تعالى: ? يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ? {يس:2}.
أظهر حفص الموضعين المذكورين من طريق الشاطبية وكان حقهما الإدغام لأنهما من كلمتين.
وجه الإظهار: لأن النون وإن اتصلت بما بعدها لفظًا، فهي منفصلة حكمًا، فكلمة ?يس? و?ن? اسم للسورة، والنون فيهما حرف هجاء لا حرف معنى، وما كان حقه الفصل عما بعده، فيظهر وصلاً كما يظهر وقفًا – والله تعالى أعلى وأعلم (1).
القسم الثاني: الإدغام بغير بغنة
حرفاه: اللام والراء، جمعت في (رل).
وجوده: لا يأتي إلا من كلمتين.
أمثله:
1 - مع النون الساكنة: ?مِن رَّبِّكَ? {النبأ:36}.
2 - مع التنوين: ?غفورٌ رَّحِيمٌ? {الحجرات:5}.
وجه الإدغام بغير غنة: التقارب مع اللام والراء (1).
وجه ذهاب الغنة: المبالغة في التخفيف لما في بقائها من الثقل.
قال العَلامةُ الجَمْزُورِي:
والثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيرِ غُنَّه فِي اللامِ وَالرَّا ثُمَّ كَِّررَنَّه
استثناء:
يستثنى من إدغام النون الساكنة في الراء من طريق الشاطبية نون ?مَنْ رَاقٍ? {القيامة:27}، فإنه يسكت عليها سكته لطيفة بدون نفس، ولا يتأتى الإدغام مع السكت، والله تعالى أعلى وأعلم.
* * * *
الإدغام من حيث الكمال والنقصان:
وهو ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الإدغام الكامل: هو ذهاب ذات الحرف وصفته معًا، ويكون ذلك عند اللام والراء، وعلامته في المصحف: وضع شدة على المدغم فيه، دليل على كمال الإدغام.
القسم الثاني: الإدغام الناقص: هو ذهاب ذات الحرف وإبقاء صفته، أي: بقاء الغنة، عند " الواو، والياء"، وعلامته في المصحف، عدم وضع شدة على المدغم فيه، دليل على عدم كمال التشديد (1).
القسم الثالث: قسم مختلف فيه: إدغام النون عند " الميم والنون".
1 - إدغام النون في النون كما في: ?مَنْ نَشَاءُ? {الشورى:52}.
مَن اعتبر الغنةَ الموجودةَ غُنة النَّونِ الأولى اعتبر الإدغام ناقصًا، ومن اعتبر أن الغنة الموجودة هي غنة المدغم فيه اعتبره كاملاً (2).
والعمل عند المحققين على الرأي الثاني، ولذلك وضعت المصاحف على الحرف المدغم فيه" شدة"، دليل على تمام الإدغام وكماله.
2 - إدغام النون في الميم: يقال فيها: نفس ما ذُكر سابقًا.
والخلاصة: أن الغنة صفة المدغم عند الواو والياء، وصفة المدغم فيه عند النون والتنوين – والله تعالى أعلى وأعلم.
تنبيهات ينبغي مراعاتها:
1 - ينبغي الاحتراز من الإدغام الكامل عند الواو والياء، فإن كثيرًا مما يؤدونها يأتون بالإدغام دون الغنة.
2 – ينبغي الاحتراز من إشباع الحركة السابقة للنون مثال ذلك إن سبقت بفتحة: ?مَنْ نَشَاءُ? {الشورى:52}، فالكثير يشبعون الحركة في الحرف السابق للنون.
3 - ينبغي التأكيد على تحقيق ضمة التنوين أو كسرة التنوين، بدون إفراط ولا تفريط، نحو: ?غفورٌ رَّحِيمٌ? {الحجرات:5}، والله تعالى أعلى وأعلم (1).
* * * *
نَشَاطٌ تَدْرِيبِي (1)
السؤال الأول: استخرج الإدغام بنوعيه من سورة الغاشية.
ج: ………………………………………………………………
السؤال الثاني: ضع خطًا تحت كل نون امتنع إدغامها وبين سبب منع الإدغام، من قوله تعالى:
1 - ?وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ? {الأنعام:99}.
ج: لأنهما وقعا في كلمة واحدة، فيشتبه بالمضاعف.
2 - ?ن وَالْقَلَمِ وما يَسْطُرُون? {القلم:1}.
ج: ………………………………………………………………
3 - ?وَقيلَ مَنْ رَاقٍ * وظَنَّ أنَّهُ الفِرَاق? {القيامة:27}.
ج: ………………………………………………………………
4 - ?صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ? {الرعد:4}.
ج: ………………………………………………………………
5 - ?يس *وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ? {يس:2}.
ج: ………………………………………………………………
6 - ?وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ? {آل عمران:185}.
¥