تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

3 - جاء بعد ذلك الزمن الذي رأيت فيه من عناية الصحابة بالقرآن ما أسمعناك به زمن بدت فيه ظواهر قضت على الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه بنسخ المصاحف وإرسالها إلى الأمصار الإسلامية المشهورة اتقاء الخلاف في ذلك الكتاب الفريد، وعلى أثر ذلك قام حفاظ كل مصر من الصحابة والتابعين تبث معارفها عن آياته بتقدير آيات كل سورة من سوره و تعيين حدود كل آية صيانة للتوقيف الذي لقنه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه. ولما جاء عصر تدوين العلوم جُمِعَ ما قيل عن ذلك في كل مصر وإذا به ستة أقوال [1] دونت جملةً وتفصيلاً في مؤلفات جعل اسم موضوعها علم فواصل الآي، وبواسطة هذا العلم تتبين أن اثنين من تلك الأقوال الستة نُقِلا عن أهل المدينة عن الإمامين الجليلين أبي جعفر يزيد بن القعقاع و شيبة بن نصاح:

يعرف أولهما بالمدني الأول، وجملة الآيات فيه 6210 [2] مع خلاف فيه بين الإمامين في ستة مواضع [3].

ويعرف الثاني بالمدني الأخير، وجملة الآيات فيه 6214 [4] بلا خلاف فيه بينهما رحمهما الله ورضي عنهما.

والقول الثالث من الستة منقول عن أهل مكة ويعرف بالمكي، وفيه روايتان إحداهما عن أُبي بن كعب وجملة الآيات فيها 6210 والثانية عن غير أُبي بلاتعيين، وجملة الآيات فيها 6219 [5]

والقول الرابع منقول عن أهل الشام عن أبي الدرداءوقيل عن عثمان بن عفان ويعرف بالشامي، وجملة الآيات فيه 6226، وفى رواية 6225 والأولى أرجح [6].

و القول الخامس منقول عن أهل الكوفة عن علي كرم الله وجهه ويعرف بالكوفي، وجملة الآيات فيه 6236 [7]

و القول السادس منقول عن أهل البصرة عن عطاء بن يسار و عاصم الجحدري ويعرف بالبصري، وجملة الآيات فيه 6204 [8].

...

ــــــــــــــــــــ

: هذه الهوامش من وضع و تحرير: لحسن بنلفقيه.

[1]: و من العلماء من يعتبرها سبعة، بذكرهم للدمشقي و الحمصي مكان الشامي: قال عبد الفتاح القاضي، في شرح الفرائد الحسان [ص 10]:" علماء العدد هم سبعة على المشهور: المدني الأول، المدني الأخير، المكي، البصري، الدمشقي، الحمصي، الكوفي "./اهـ ...

[2]: من الأقوال الغريبة التي تتناقلها العديد من المواقع في شبكة الأنترنيت، قول الكثيرن من المهتمين بما يسمى بالإعجاز العددي للقرآن، عند ذكرهم لإختلاف أصحاب العدد، أن من علماء العدد من يجمل آي القرآن في ستة آلاف آية و منهم من يجمله في 6214، و 6217 آية ... الخ ... و كنت أظن أنهم يعتمدون في ذكرهم لـ 6000 آية، على أول كلام أبي عمر الداني في قوله:" أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية، ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك " .... فيفهمون منه أن ستة آلاف هذه هو عدد الآي في إحدى الأعداد الستة أو السبعة المذكورة أعلاه ... إلا أنني وجدت أخيرا السبب في هذا الخطأ المتداول، فبطل العجب ... و من أسباب وقوع هذا الخطأ و تداوله في الشبكة، ما جاء في قرص مدمج كان كثير الإنتشار في بداية هذا القرن، و غاب الآن من السوق، عنوانه " المكتبة الألفية في السنة النبوية "، و به أكثر من ألف كتاب قيم ... و نص ما جاء بالقرص المذكور، في تفسير القرطبي [ج1 ـ ص 64]، هو: " و أما عدد آي القرآن في المدني الأول فقال محمد بن عيسى: "جميع عدد آي القرآن في المدني الأول ستة آلاف آية" [كذا]. قال أبو عمرو الداني: و هو العدد الذي رواه أهل الكوفي عن أهل المدينة و لم يسموا في ذلك أحدا بعينه يسندونه إليه ". إنتهى ما نقل من قرص " المكتبة الألفية " .... و هو قول مبثور ناقص، و تتمته كما هو مذكور أسفله، هي:" و مئتا آية، و سبع عشرة آية .. سقطت التتمة من القرص، فتداول الناس العدد الناقص و اعتمدوه دون تحقيق أو تدقيق أو دراية ...

...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير