تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أجمع المحققون للكتب و الباحثون عامة، على اعتماد العدد الكوفي لتحديد رقم الآيات التي يرد ذكرها في النصوص موضوع البحث أو التحقيق، لأن العدد الكوفي هو أشهر الأعداد و أكثرها انتشارا بين قراء الكتب العربية التي تذكر فيها آيات قرآنية ... و بديهي أن يعتمد العدد الكوفي لإرشاد القراء إلى مواضع الآيات في سورها بالمصحف الشريف الأكثر انتشارا في العالم الإسلامي، و هو مصحف المدينة المنورة و الأزهر الشريف، برواية حفص عن عاصم الكوفي.

و لكن تجب الإشارة إلى وجود مصاحف مطبوعة بأعداد أخرى ... و هي التي قال عنها الشيخ الأستاذ عبد الرزاق علي إبراهيم موسى، في مقدمة شرحه و تحقيقه لكتاب {القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز} للمخللاتي رحمه الله، ما نصه:

... {ذكرت بابا سميته (باب الإنفرادات)، ذكرت فيه مخالفات بعض علماء العدد للعدد الكوفي، و أخص بالذكر تلك الأعداد التي تطبع عليها بعض المصاحف في بعض البلاد الإسلامية كمصحف ورش و قالون في البلاد المغربية، و كمصحف الدوري عن أبي عمرو في السودان [1]، و ذكرت الفرق بين هذه المصاحف و بين مصحف حفص في عد الآي، باعتباره أكثر المصاحف انتشارا في البلاد الإسلامية، تسهيلا لكتاب المصاحف و المراجعين. فعند الطبع يلاحظ الخطاط أو المراجع الفرق بين المصحف المطبوع برواية حفص من الكوفيين و بين المصحف الذي يريد طبعه على رواية من هذه الروايات المذكورة ... } ... /هـ ...

و في كلام الشيخ هنا إشارة إلى ضرورة اتباع العدد الخاص أحيانا و لغاية مخصوصة ... و ذلك كترقيم فواصل الآي في اللوائح الخاصة بها، و بالعدد المدني الأخير خاصة، في كتاب البيان للداني مثلا، مع اعتماد العدد الكوفي في تحديد أرقام الآيات في باقي مواد الكتاب ...

و هذا ما سأحاول بسطه في ما يأتي إن شاء الله.

ترقيم لوائح الفواصل المتفق عليها في الأعداد الستة عند المخللاتي رحمه الله:

اعتمد الأستاذ الشيخ عبد الرزاق حفظه الله و رعاه، العدد الكوفي في تحديد أرقام الفواصل الخلافية الواردة في كل سورة سورة بكتاب {القول الوجيز} للمخللاتي، و كذا جميع الآيات الوارد ذكرها في نص الكتاب المحقق ... باستثاء ترقيم لوائح الفواصل المتفق على عدها في جميع الأعداد، فإنه لم يضع لكل فاصلة رقمها بالعدد الكوفي، و لكنه وضع في آخر كل سطر رقما ترتيبيا يحدد عدد الفواصل في السطر، مضافا إليه عدد الفواصل في السطر الي قبله و هلم جرا ... فجاء العدد المذكور في آخر السطر الأخير من اللائحة يمثل عدد مجموع الفواصل باللائحة ... لأن المقصود الأول من هذه اللوائح، هو تحديد عدد الفواصل المتفق على عدها في السورة، و في جميع الأعداد ... و تقدم ذكر عدد الفواصل المتفق على عدها في اللوائح الخاصة بسور الفاتحة (= 6 فواصل) و بسورة البقرة (= 281 فاصلة)، و بسورة آل عمران (= 197 فاصلة) و بسورة النساء (= 175)، في المشاركات المنشورة في هذا الملف ...

ترقيم لوائح الفواصل المعدودة في كتاب {البيان} للداني رحمه الله:

تم في المشاركة السابقة التأكيد على أن العدد المدني الأخير هو العدد المعتمد في كتاب {البيان في عد آي القرآن} للإمام الداني رحمه الله ...

و منذ ظهور التآليف في علم العدد، و العلماء يؤلفون كتبا خاصة بعدد أمصارهم ... و من الكتب المذكورة من طرف الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله و رعاه، في مقدمة تحقيقه لكتاب {البيان في عد آي القرآن} للإمام الداني رحمه الله، أذكر على سبيل المثال أسماء الكتب التالية [صص 4 ـ 5]:

ـ كتاب العدد (عن أهل مكة): لعطاء بن يسار (ت 103 هـ).

ـ كتاب في العدد (عن أهل الشام): لخالد بن معدان الحمصي (ت 103 هـ).

ـ كتاب العدد (عن أهل البصرة) للحسن البصري (ت110 هـ).

ـ كتاب عدد الآي و الأجزاء (عن أهل الكوفة): لحمزة بن حبيب الزيات (ت 156 هـ).

ـ كتاب العدد (عن أهل الشام) ليحي بن الحارث الذماري (ت 15 هـ).

ـ كتاب عدد المدني الأول ـ لنافع بن عبد الرحمن المدني (ت169 هـ).

ـ كتاب عدد المدني الثاني ـ لنافع بن عبد الرحمن المدني (ت 169 هـ).

ـ كتاب في عدد المدني الأخير ـ لإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني (ت 189 هـ).

و تجدر الإشارة هنا أن لائحة الكتب المعدة و المقدمة من طرف محقق الكتاب، هي أغنى لائحة و أكثرها ذكرا لعدد مؤلفات علم العدد المعروفة إلى يومنا هذا ـ و حسب علمي ـ، إذ بلغ عدد عناوينها 36 عنوانا ... ختمها الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد بقوله:

... {و لا شك في أن تتبع كتب تراجم العلماء و فهارس الكتب و فهارس المخطوطات سوف يكشف عن أسماء أخرى من مؤلفات علم العدد القرآني. و لكن ما ذكرته هنا يمثل معظم تلك المؤلفات و أشهره ... } [ص 7] ...

و بناء على ما سبق ذكره و بيانه، يمكن اعتبار كتاب " البيان " للداني، كتابا خاصا بالعدد المدني الأخير في عصر الؤلف رحمه الله (ت 444 هـ) ... و عليه، فإن لوائح الفواصل المعدودة و المذكورة في نهاية كل سورة سورة بالكتاب، هي خاصة بالعدد المدني الأخير، و المقصود من ذكرها هو التأكيد على عددها الخاص في كل سورة سورة.

لذا كان من المنتظر أن يشير ترقيم رؤوس الآي الخاصة بسورة البقرة مثلا، بالصفحتين 141 و 142، إلى عددها في المدني الأخير، و هو 285 آية ... و أن يشير عدد رؤوس آي سورة آل عمران بالصفحتين 144 و 145 إلى عدد 200 آية في المدني الأخير و باقي الأعداد، و أن يشير عدد رؤوس آي سورة النساء بالصفحتين 147 و 148 إلى عدد 175 آية ...

و الله أعلم.

و للحديث بقية ....

ــــــــــ

[1]: كما يذكر مصحف الشام، بالعدد الشامي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير