ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[14 Jan 2009, 08:21 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و لا حول و لا قوة إلا بالله و حسبنا الله و نعم الوكيل.
قول إبن الجوزي ـ رحمه الله ـ في عدد آي سورة {الكهف}
(2)
ما يهمنا هنا من هذا الكتاب الذي قيل عنه أنه " مطبوع طبعة كاملة غير منقوصة، و أنه محقق على خمس نسخ "، هو النظر في قول الإمام إبن الجوزي صاحب الكتاب، أو ما بقي من قوله بعد تدخل نساخ كتابه عبر القرون، ثم قول محقق الكتاب، في عدد آي سورة {الكهف} و فواصل الخلاف فيها، في الكتاب و عند أهل العدد.
1 ـ عدد آي سورة الكهف في العدد الشامي في كتاب " فنون الأفنان في عيون علوم القرآن ":
انفرد هذا الكتاب بذكر مائة و سبع آيات [107] في سورة الكهف بالنسبة للعدد الشامي ... و يتفق جميع المراجع المعتمدة في هذه الدراسة، من كتب و منظومات في علم العدد، على أن عدد آي سورة {الكهف} هو مائة و ست آيات [106].
و لم يشر محقق الكتاب إلى هذا الإشكال.
و تجدر الإشارة هنا إلى أن عدد آي سورة {الكهف} في الشامي هو مائة و ست آيات [106]، و لا فرق فيه بين دمشقي و حمصي، كما هو موثق في جداول دراسات الشيخ حمدي عزت حفظه الله و نفع بعلمه [ص 16].
2 ـ عدد الفواصل الخلافية عند أصحاب العدد و في كتاب " فنون الأفنان في عيون علوم القرآن ":
قال إبن الجوزي ما نصه: " خلافها إحدى عشرة آية "./ اهـ ...
و قوله هذا هو قول جميع أهل العدد ... إلا أن المذكور في كتاب " فنون الأفنان " هو ثمانية فواصل خلافية فقط ... و ليس إحدى عشرة فاصلة كما هو مذكور في مدخل الفقرة الخاصة بالفواصل الخلافية ...
و هذا معناه هو سقوط ثلاثة فواصل، كما سيأتي بيانه.
الفواصل المذكورة بالكتاب هي [صص 290 ـ 291]:
1 ـ {وزدناهم هدى} [13]: لغير الشامي.
2 ـ {ما يعلمهم إلا قليل} [22]: للمدني الأخير.
3 ـ {إني فاعل ذلك غدا} [23]: لغير المدني الأخير.
4 ـ {و جعلنا بينهما زرعا} [32]: عدها الشامي و المكي في رواية [1]، و الكوفي و المدني الأخير و البصري.
5 ـ {ما أظن أن تبيد هذه أبدا}: عدها الشامي [2] و الكوفي و المدني الأول و البصري. و في رواية أن الشامي لم يعدها، و الصحيح أنه يعدها [3].
6 ـ {فاتبع سببا} [85]: عدها الكوفي و البصري.
7 ـ {و وجد عندها قوما} [86]: لغير المدني الأخير و الكوفي.
8 ـ {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} [103]: عدها الكوفي و البصري [4] و تركها الحجازي.
الخلاصة:
لم يرد ذكر الفواصل التالية:
1 ـ {و آتيناه من كل شيء سببا} [84]: لغير المدني الأول و المكي.
2 ـ {ثم اتبع سببا} [89]: يعدها الكوفي و البصري.
3 ـ {ثم اتبع سببا} [92]: يعدها الكوفي و البصري.
و الظاهر أن في أصل الكتاب ببعض النسخ سقط أشار إلى بعضه محقق الكتاب و حدده في:
[(1 {فاتبع سببا} [85] و عد الشامي و المكي و المدني الأول و البصري] 1) {و وجد عندها قوما} [86] / اهـ ...
و قال عنه المحقق بالهامش الأول بالصفحة 291، ما نصه و شكله:
(1 ـ 1) ساقط من الأصل ب.
و كأن باقي النسخ لا سقط فيها ما عدا هذا الملاحظ من طرف المحقق في النسخة " ب " منها ... إذ لم يشر المحقق إلى ما بقي ناقصا من الإحدى عشرة فواصل المذكورة في أول الفقرة.
... أرجو التصحيح أو القبول من الأساتذة.
و للحديث بقية.
ـــــــــ
[1]: ينفرد إبن الجوزي بهذه الرواية، و لا يعد المكي هذه الفاصلة عند جمهور أهل العدد، و الله أعلم.
[2]: لا يعدها الشامي عند جمهور أهل العدد و الذي يعدها عندهم هو المكي عوض الشامي. و الله أعلم.
[3]: و تبين من قول الجمهور أن الصحيح هو ما جاءت به الرواية و أن الشامي لا يعدها. و الله أعلم.
[4]: و يعدها أيضا الشامي، و لم يذكره المؤلف، أو أسقطه النساخ من متن الكتاب، و لم يذكره المحقق.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[23 Jan 2009, 09:27 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و حسبنا الله و نعم الوكيل.
تطبيق الميزان على أقوال إبن الجوزي في عدد آي سورة {الكهف}
ملخص أقوال إبن الجوزي في كتابه " فنون الأفنان في عيون علوم القرآن " [ص 290]:
1 ـ يقول إبن الجوزي أن عدد آي سورة الكهف هو مائة و سبع آيات [107].
و يقول جمهور علماء العدد أن عدد آي سورة الكهف هو مائة و ست آيات [106].
2 ـ قال إبن الجوزي:
"وعد الشامي و الكوفي و المدني الأول و البصري {ما أظن أن تبيد هذه أبدا}، و في رواية أن الشامي لم يعدها، و الصحيح أنه يعدها " [فنون الأفنان ص 290].
و يتفق أصحاب العدد المعتمدين على أن المدني الأخير و الشامي ـ و ليس المكي ـ هما اللذان لا يعدان هذه الفاصلة في عدديهما، و أن الباقين ـ و منهم المكي، و ليس الشامي ـ يعدونها رأس آية.
3 ـ و يتفق إبن الجوزي مع الجمهور على أن عدد آي سورة الكهف في المكي هو مائة و خمس آيات [105] إلا أنه انفرد بقوله عن الفاصلة {و جعلنا بينهما زرعا}:" و المكي ـ يعدها ـ في رواية".
و يتفق أصحاب العدد على أن المكي لا يعد {و جعلنا بينهما زرعا} رأس آية.
تطبيق الميزان على أقوال إبن الجوزي:
لنفرض، تبعا لقول إبن الجوزي، أن الشامي يعد {ما أظن أن تبيد هذه أبدا} [آية35]: رأس آية، و لنفرض أيضا أن المكي في رواية ـ كما قال إبن الجوزي ـ يعد {و جعلنا بينهما زرعا} [32آية] رأس آية.
ففي هذه الحال يكون الجدول كالآتي:]
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6335497a0699651a7.jpg
النتيجة:
يظهر الخلل واضحا في الناتج الإصطلاحي (111) في العددين المكي و الشامي بالحدول، لعدم قبول الميزان عَِّد الفاصلة {زرعا} في العدد المكي، و عَدِّ الفاصلة {أبدا} في العدد الشامي.
و الناتج الصحيح لميزان أقوال باقي أئمة العدد هو (112).
و نجد نفس الخلل (111) في الجدول التالي:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6335497a0699b825f.jpg
و لله الحمد و له الشكر على توفيقه. و له الأمر من قبل و من بعد.
¥