ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[02 Aug 2008, 06:18 ص]ـ
أخي الشيخ محمد يحي شريف وفقه الله
أذكركم بطريقة جمع الشيخ أيمن سويد في كتابه السلاسل الذهبية لأسانيد القراءات العشر الكبرى اي القراءات التي أودعها إمام القراء .. محمد بن الجزري .. في كتابه .. النشر ... وذلك على شكل جداول شجرية توضح الأسانيد وتبرزها.
يقول الشيخ أيمن: (ولسهولة العرض فقد قسمتها إلى أربعة اقسام:
1 - أسانيد عن شيوخي الذين قرأت عليهم إلى الإمام ابن الجزري.
2 - اسانيد الإمام ابن الجزري إلى المصنفين من القراء الذين تلقى رحمه الله كتبهم، وقرأ القرآن العظيم بما تضمنته تلك الكتب من قراءات ثم انتقى منها الطرق الألف التي أودعها في كتابه النشر.
3 - أسانيد هؤلاء المصنفين إلى القراء العشرة المشهورين.
4 - أسانيد القراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال فبمجموع هذه الاقسام الاربعة ينشا عندنا اسناد متصل بلاانقطاع من شيوخي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. السلاسل الذهبية/5.
واسأل الشيخ محمد إن كانت طريقة الشيخ أيمن في تأصيل (الأصول، والأسانيد الموصلة من وإلى المصدر (النشر)،يمكن أن يصاغ على غرارها مشروع من شأنه أن يقيد المسألة في اصول الشاطبية بضوابط محددة، تزيل الشبهات الحاصلة فيها؟
وأسأله كذلك ألا تفيد الإجازات المعمول بها اليوم الموصلة إلى الشاطبي في هذا الأمر؟
وكذلك شروح الشاطبيةهل هي الأخرى لاتفيد في حل هذه المشكلات؟
والله الموفق.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[03 Aug 2008, 12:13 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
شيخنا أمين، أنّ المشكلة تكمل في القسم الثاني الذي نقل فيه صاحب الفضيلة، الشيخ أيمن سويد أسانيد الإمام ابن الجزري إلى المصنفين من القراء الذين تلقى رحمه الله كتبهم وقرأ القرءان العظيم بما تضمنته تلك الكتب من قراءات ثمّ انتقى منها الطرق الألف التي أودعها في كتابه النشر. فإن قام الشيخ أيمن بنقل أسانيد النشر كما هي مبسوطة فيه، فإنّ الإشكال يبقى مطروحاُ بالنسبة لأسانيد ومصادر زيادات القصيد، حيث اقتصر ابن الجزري لورش على طريق واحدة وهي طريق الداني عن ابن خاقان من كتابه التيسير وأهمل الباقي اختصاراً وبذلك تكون زيادات القصيد على التيسير مجهولة المصدر، ولا يمكننا القطع بأنّ طريق قصر البدل مثلاً هو طريق التذكرة أي قراءة الداني على أبي الحسن لأنّ الإمام الشاطبي أهمل وخالف الكثير من الأوجه الواردة في كتاب التذكرة كترقيق الراء في {إرم} وترقيق اللام في نحو {الطلاق} و {مطلع} وغيرها مع ثبوتها في النشر. وقد أسند السخاوي قراءة الشاطبي إلى أبي عمرو الداني من كتاب التيسير وكتاب الاقتصاد ولا ندري هل طريق التذكرة من طرق كتاب الاقتصاد للداني. وهذا يقال لطرق طول البدل، وكذا الأوجه التي لم تثبت عن الداني مطلقاً كوجه الطول في اللين المهموز في نحو {شيء} و {كهيئة}. وبالتالي فإنّ طرق وأسانيد زيادات القصيد على التيسير تبقى مجهولة ومنقطعة السند من جميع المشايخ المعاصرين إلى ابن الجزري. أمّا أسانيد تلك الزيادات من صاحب النشر إلى الشاطبي فهي معلومة لدى ابن الجزري وإنما اقتصر على إسناد كتاب التيسير من قراءة الداني عن ابن خاقان اختصاراً والدليل على ذلك قوله رحمه الله تعالى:"مع أنّا لم نعد للشاطبي – رحمه الله – وأمثاله إلى صاحب التيسير وغيره سوى طريق واحدة وإلاّ فلو عددنا طرقنا وطرقهم لتجاوزت الألف". وهذه الجهالة لا تضرّ فيما اشتهر وتواتر وتلقته الأمّة بالقبول حيث قطع ابن الجزري في كتابه منجد المقرئين أنّ جميع ما تضمنته الشاطبية مقطوع بصحة وأنّها من الأحرف السبعة المنزلة على رسول الله عليه الصلاة والسلام. قال عليه رحمة الله تعالى: "فإن قلت: قد وجدنا في الكتب المشهورة المتلقاة بالقبول تبايناً في بعض الأصول والفرش، كما في الشاطبية نحو قراءة ابن ذكوان {تتبعان} بتخفيف النون، وقراءة هشام {أفئدة} بياء بعد الهمزة، وكقراءة قنبل {على سوقه} بواو بعد الهمزة، وغير ذلك من التسهيلات والإمالات التي لا توجد في غيرها في الكتب إلاّ في كتاب أو اثنين وهذا لا يثبت به التواتر. قلت – أي ابن الجزري- هذا وشبهه وإن لم يبلغ مبلغ التواتر صحيح مقطوع به، نعتقد أنّه من القرءان، وأنّه من الأحرف السبعة التي نزل بها القرءان " (منجد المقرئين ص90).
أمّا قول الشيخ أيمن حفظه الله تعالى: " فبمجموع هذه الاقسام الاربعة ينشا عندنا اسناد متصل بلا انقطاع من شيوخي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم " ففيه نظر لسقوط أسانيد زيادات القصيد من النشر بالنسبة للقسم الثاني اختصاراً كما صرّح بذلك ابن الجزريّ عليه رحمه الله، بل الأمر يتعدّى إلى بعض المصادر الأخرى لمن تأمّل كلامه.
أمّا أسانيد الإجازات فهي تمرّ جميعاً على ابن الجزري ومنه إلى الإمام الشاطبي من طريق التيسير للداني دون باقي مصادر الزيادات، وعليه فإنّ الإشكال يبقى مطروحا.
وأمّا شروحات الشاطبية المطبوعة لحدّ الآن فهي تُعنى بالنظم وشرحه دون التعريج على حصر الطرق والأسانيد، اللهمّ إلاّ فتح الوصيد للإمام السخاوي الذي أدرج فيه أسانيد الإمام الشاطبيّ إلى القراء السبعة ولا ندري هل هي على سبيل الحصر أم على سبيل الاختصار.
أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
¥