تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لماذا توقفت النافذة، أين أستاذنا بهاء الدين الأغر، أين أستاذنا المعشى، بل أين جلمودنا؟؟!!!!

ألم يحن الاستئناف؟؟!!

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 01 - 2009, 05:01 م]ـ

لماذا توقفت النافذة، أين أستاذنا بهاء الدين الأغر، أين أستاذنا المعشى، بل أين جلمودنا؟؟!!!!

ألم يحن الاستئناف؟؟!!

حياك الله أخي أبا عمار ..

شغلني البحث عن (شقة) عن البحث في كتاب سيبويه، ففي مكة اليوم أزمة سكنية والإيجارات في ارتفاع لا يكاد يصدق ..

أخي الكريم أحمد الفقيه حفظه الله

أشكرك على هذه المشاركة القيمة التي تضمنت تفسيرا للشيخ محمود شاكر رحمه الله لكلام سيبويه عن أزمنة الفعل ..

وكلام الشيخ محمود بيان وشرح لكلام عبد القاهر الذي حكم بأن عبارة سيبويه في حد الفعل من العبارات التي تقاصرت عنها عبارات النحويين فيما بعد، وهو قوله:

وأما الفعل فأمثلة أُخذتْ من لفظ أحداث الأسماء وبُنيتْ لما مضى ولما يكون ولم يقع وما هو كائن لم ينَقطع.

فأما بناء ما مضى فذَهَبَ وسَمِعِ ومِكُث وحُمِدَ وأما بناء ما لم يقع فإنّه قولك آمِراً اذهَب واقتُلْ واضرِبْ، ومخبراً يَقْتُلُ و يَذهَبُ ويَضرِبُ ويُقْتَلُ ويُضرَبُ، وكذلك بناء ما لم يَنقطع وهو كائن إذا أخبرتَ.

الذي أفهمه أن سيبويه قسم الأزمنة التي تدل عليها الأفعال ثلاثة، الأول الماضي، وهذا لا خلاف فيه بين الأستاذ محمود والنحويين، إلا في إخراجه ما ورد للدعاء بصيغة الماضي، من الدلالة على المضي، والثاني هو المستقبل، وهو الذي عبر عنه سيبويه بقوله:

ولما يكون ولم يقع

أي: لما سيكون، ولم يقع في الماضي أو في زمن التكلم، ويمثل هذا الزمن الأمر والمضارع في الخبر، بدليل قوله:

وأما بناء ما لم يقع فإنّه قولك آمِراً اذهَب واقتُلْ واضرِبْ، ومخبراً يَقْتُلُ و يَذهَبُ ويَضرِبُ ويُقْتَلُ ويُضرَبُ.

وهذا الذي خالف فيه الأستاذ محمود النحويين، فإنه أخرج الأمر من الدلالة على المستقبل عندما قال:

وذلك حين تقول آمراً: "اخرج"، فهو مقترن بزمنٍ مُبهم مطلقٍ معلقٍ لا يدل على حاضرٍ ولا مستقبل، لأنه لم يقع بعد خروج، ولكنه كائن عند نفاذ الخروج من المأمور به.

وأتوقف عند هذه العبارة: مبهم مطلق معلق:

إن كان يريد بالمبهم نقيض المحدد المعين فصحيح، ولكنه لا يريد به ذلك وإنما يريد ما يريد بالمطلق، أي غير المقيد بالماضي أو الحاضر أو المستقبل، لأنه أكد هذا المعنى بقوله: ولا يدل على حاضر ولا مستقبل.

أما أنه لا يدل على حاضر فصحيح، وأما أنه لا يدل على مستقبل فغير صحيح، لأن ما سيكون ولم يقع مستقبل بلا شك، ويؤيد كونه مستقبلا وصف الأستاذ محمود الأخير (معلق) فالتعليق لا يكون إلا في المستقبل.

ولكن تحقق وقوعه في المستقبل ليس متعينا، فإذا قلت آمرا: اخرج، فإن وقوع الفعل إن وقع يكون بعد زمن التكلم ولكن قد لا يقع أصلا، وعدم وقوعه في المستقبل لا يتعارض مع دلالته على المستقبل.

أما دلالة ما ورد بصيغة الماضي على المستقبل في الدعاء فأمر معروف، وهو من باب المجاز حيث وضع الماضي موضع المضارع رجاء أن يكون الدعاء قد تقبل وصار في حكم الماضي.

وأما دلالة المضارع على زمن مطلق نحو: الزاني يرجم، فالتحقيق أنه من قبيل الفعل المعلق، والفعل المعلق مستقبل، أي: الذي زنى يرجم، ومآله: المرء إن زنى يرجم.

ولكن قد يعبر عن الزمن الدائم بالمضارع كقولنا: الأرض تدور حو الشمس.

ولا يعبر عن الزمن الدائم بالماضي كما ورد في كلام الأستاذ محمود شاكر الآتي:

ا

لزمن الثالث: هو الذي عبر عنه سيبويه بقوله: " وما هو كائنٌ لا ينقطع"، فإنه خبرٌ عن حدثٍ كائنٍ حينَ تخبر به، كقولك: "محمد يضربُ ولده"، فإنه خبر عن ضربٍ كائن حين أخبرت في الحال ولم ينقطع الضرب بعد مُضي الحال إلى الاستقبال، ويلحق بهذا الزمن الثالث أيضاً مثال الفعل الماضي: " استدارت الأرض، أو كنا سنغرق لكن رحمنا الله. فهو خبر عن استدارةٍ كانت، ولا زالت، ولن تبرح بعد مضي الحال. وخبر عن رحمةٍ كانت، ولا زالت، ولن تنتهي فيما يلحق من زمن، لأنها من صفات الله عز وجل.

أقول: ليس في كلام سيبويه إشارة إلى الفعل الدائم الذي كان وهو جار الآن وجار في المستقبل، وإنما أراد بقوله:

وما هو كائن لم ينَقطع

أراد الزمن الحاضر الذي هو مستمر لم ينقطع في زمن التكلم، وليس فيه دلالة على أنه الزمن الذي لا ينقطع بعد زمن التكلم، ويوجد خطأ في نقل عبارة سيبويه (لم ينقطع) حيث نقلها الأستاذ محمود (لا ينقطع) وفرق كبير بين العبارتين.

وأما مثاله: استدارت الأرض، فلا يدل على أن الاستدارة كائنة ومستمرة، فالاستدارة تمت في الماضي، وأخذت الأرض شكلها الدائري وانتهى أمر الاستدارة، ففعل الاستدارة غير مستمر الآن، وإنما استمرت الاستدارة مدة من الزمن في الماضي، حتى أخذت الأرض شكلها الصالح للحياة واستقرت على ذلك وانتهت الاستدارة.

وكذلك قوله رحمنا الله، فهو ماض لا غير في مثاله.

لذلك أرى أن الشيخ أبعد المرمى في توضيح مراد الشيخ عبد القاهر عندما تحدث عن قصور تعبيرات النحويين إزاء عبارة سيبويه، ولعلي أعود إلى بيان مراد الشيخ عبد القاهر إن شاء الله.

هذا ما ظهر لي وأنا على عجلة من أمري، فبعد قليل أستأنف رحلة البحث عن شقة ويا لها من مشقة أراحكم الله منها وأراحنا.

مع التحية الطيبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير