تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ماذا قال النحاة في هذه الآية؟؟]

ـ[علوم]ــــــــ[28 - 04 - 2007, 05:21 م]ـ

قال تعالى: ((و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام)) سورة النساء

ماذا قال النحاة و القراء في هذه الآية و كيف خرجوها و ماهي القراءات و الأراء التي وردت فيها؟؟

ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 04 - 2007, 05:42 م]ـ

(و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام)

في قراءة نصب: "الأرحام": تكون معطوفة على الاسم الكريم: "الله"، فيكون المعنى:

واتقوا الله والأرحام.

وقدرها أبو حيان، رحمه الله، بـ: واتقوا الله وقطع الأرحام، فلما حذف المضاف "قطع"، ناب عنه المضاف إليه: "الأرحام" فأخذ حكمه في النصب.

وقال آخرون هي معطوفة على محل "به"، كما تقول: مررت بزيد وعمراً.

وفي قراءة الرفع:

تكون مبتدأ لخبر محذوف، قدره ابن عطية: والأرحام أهل أن توصل، وقدره الزمخشري: والأرحام مما يتقى، أو مما يتساءل به، وتقديره أحسن من تقدير ابن عطية، إذ قدر ما يدل عليه اللفظ السابق، وابن عطية قدر من المعنى.

وفي قراءة الجر: تكون معطوفة على الضمير المجرور: هاء الغائب في "به"، وهو أضعف، لأن العرب، على الأفصح، لا تعطف على مجرور إلا بإعادة الجار.

يقول ابن عطية رحمه الله:

وهذه القراءة عند رؤساء نحويي البصرة لا تجوز، لأنه لا يجوز عندهم أن يعطف ظاهر، (أي: الأرحام)، على مضمر مخفوض، (أي: الضمير في به).

وقد فصل أبو حيان، رحمه الله، في "البحر" هذه الأوجه تفصيلا أوسع من هذا.

والله أعلى وأعلم.

ـ[علوم]ــــــــ[28 - 04 - 2007, 05:51 م]ـ

أخي مهاجر مشكور على ما بذلته من جهد

و بارك الله فيك

بس ممكن توضع المصدر الذي اخذت الحل منه 00

و مشكور مرة ثانية و جعله الله في حسناتك 0

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[28 - 04 - 2007, 10:06 م]ـ

القراءة: قرأ أهل الكوفة تسألون بتخفيف السين والباقون بتشديدها وقرأ حمزة والأرحام بالجر والباقون بالنصب وقرئ في الشواذ والأرحامُ بالرفع.

الحجة: مَن خَفَّف تسألون أراد تتساءلون فحذف التاء من تتفاعلون لاجتماع حروف متقاربة ومن شَدّد فقال تَسألون فإنه أدغم التاء في السين وحسن ذلك لاجتماعهما في أنهما من حروف اللسان، وأصول الثنايا واجتماعهما في الهمس فخفف هنا بالإدغام كما خفف هناك بالحذف.

قال أبو علي: من نصب الأرحام احتمل انتصابه وجهين:

أحدهما: أن يكون معطوفًا على موضع الجار والمجرور، والآخر: أن يكون معطوفاً على اتقوا وتقديره: واتقوا الله واتقوا الأرحام فَصِلوها ولا تقطعوها.

وأما مَن جرّ فإنه عطف على الضمير المجرور بالباء وهذا ضعيف في القياس وقليل في الاستعمال وما كان كذلك فترك الأخذ به أحسن، وإنما ضعف في القياس لأن الضمير قد صار عوضًا مما كان متصلاً بالاسم من التنوين فقبح أن يعطف عليه كما لا يعطف الظاهر على التنوين، ويدّلك على أنه أجري عندهم مجرى التنوين حذفهم الياء من المنادى المضاف إليها كحذفهم التنوين وذلك قولهم يا غلام وهو الأكثر من غيره ووجه الشبه بينهما أنه على حرف كما أن التنوين كذلك واجتماعهما في السكون ولأنه لا يوقف على الاسم منفصلاً منه كما أن التنوين كذلك والمضمر اذهب في مشابهة التنوين من المظهر لأنه قد يفصل بين المضاف والمضاف إليه إذا كان ظاهرًا بالظروف وبغيرها نحو قول الشاعر:

كَأنَّ أصواتَ مِنْ إيغالِهِنَّ بِنا

أواخِرِ الْمَيْسِ أصْواتُ الْفَرارِيجِ

وقول الآخر:

من قرع القسي الكنائن

وليس المضمر في هذا كالظاهر فلما كان كذلك لم يستجين عطف الظاهر عليه، لأن المعطوف ينبغي أن يكون مشاكلاً للمعطوف عليه، وقد جاء ذلك في ضرورة الشعر أنشد سيبويه:

فَالْيَوْمَ قّرَّبْتَ تَهْجُونا وَتَشْتَمُنا

فَاذْهَبْ فَما بِكَ والأيَّامِ مِنْ عَجَبِ

فعطف الأيام على موضع الكاف وقال آخر:

نُعَلِّقُ في مِثْلِ السَّوارِي سُيُوفَنا

وَما بَيْنَها وَالْكَعْبِ غَوْطٌ نَفانِفُ

فعطف الكعب على الهاء والألف في بينها ومثل ذلك لا يجوز في القرآن والكلام الفصيح قال المازني: وذلك لأن الثاني في العطف شريك للأول فإن كان الأول يصلح أن يكون شريكاً للثاني، وإلا لم يصلح أن يكون الثاني شريكًا، فكما لا تقول مررت بزيدٍ وبك وكذلك لا تقول مررت بك وزيد وأما القراءة الشاذة في رفع الأرحام فالوجه في رفعه على الابتداء أي والأرحام مما يجب أن تتّقوه وحذف الخبر للعلم به.

المصدر: مجمع البيان في تفسير القرآن للشيخ الطبرسي.

ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 04 - 2007, 11:58 م]ـ

وبارك فيك وجعله في ميزان حسناتك.

من تفسير "البحر المحيط" لأبي حيان الغرناطي الأندلسي، نزيل مصر، رحمه الله، المتوفى سنة 745 هـ.

ـ[أبو تمام]ــــــــ[29 - 04 - 2007, 01:27 ص]ـ

بارك الله أخي الكريم مهاجر، والدكتور حجي الزويد، ونفعنا الله بكما.

أضيف فقط أنه من الأوجه الضعيفة في قراءة الجر (والأرحام ِ)، أنّ الواو حرف جر للقسم، والأرحام اسم مجرور بها.

وقد ردّ السمين الحلبي ذلك في كتابه الدر المصون، وضعّفه قبله أبو البقاء العكبري في كتابه التبيان (إملاء ما من به الرحمن).

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير