تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 09:13 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل وأسأل الله أن ييسر لك شقة جميلة مريحة مع جيران طيبين صالحين .......

شيخنا لقد نقلت كلام شاكر عن طريق وسيط لأنني بطيء في الكتابة ولكنني لما رأيت ردك على كثرة مشاغلك تشجعت على كتابة نص شاكر رحمه الله في تفسيره لأزمنة الفعل عند سيبويه رحمه الله حتى تتضح المسألة للقارئ فيستفيد ...

يقول شاكر في الصفحة (11):

((وعبد القاهر حكم حكما لم يبين لنا مأتاه ولا تفصيله حين قال: (إن المعنى الذي جاء في معنى كلام سيبويه هو قولهم: (والفعل ينقسم بأقسام الزمان: ماض وحاضر ومستقبل) ثم قال: (وليس يخفى ضعف هذا في جنبه وقصوره عنه) ولم يزد على هذا شيئا. وقبل كل شيء فهذا الذي استضعفه إلى جنب كلام سيبويه إنما هو نص أستاذه وإمامه الذي يغالي في أستاذيته ويقدمه تقديما على سائر النحاة أبي علي الفارسي في كتابه الإيضاح في النحو ..... ولم يبين لنا عن وجه ضعفه وقصوره .... فرأيت واجبا أن اجتهد اجتهادا في بيان مأتى هذا الحكم لكي يتضح لك معناه في كلام عبد القاهر.

فسيبويه حد الفعل في أول كتابه، ولم يرد أمثلته التي عندنا: فعل ماض نحو ذهب، ومضارع نحو يذهب، وأمر نحو اذهب بل أراد بيان الأزمنة التي تقترن بهذه الأمثلة كيف هي في لسان العرب، فجعلها ثلاثة أزمنة:

فالزمن الأول: هو المقترن بالفعل الماضي الذي يدل على فعل وقع قبل زمن الإخبار به كقولك: ذهب الرجل، ولكن يخرج منه الفعل الذي هو على مثال الماضي أيضا، ولكنه لا يدل على وقوع الحدث في الزمن الماضي نحو قولك في الدعاء غفر الله لك فإنه يدخل في الزمن الثاني كما سأبينه بعد.

وأما الزمن الثاني فهو الذي عبر عنه سيبويه بقوله بعد ذلك ((وما يكون ولم يقع)) وذلك حين تقوا آمرا: اخرج، فهو مقترن بزمن مبهم مطلق معلَّق لا يدل على حاضر ولا مستقبل لأنه لم يقع بعد خروج ولكنه كائن عند نفاذ الخروج من المأمور به، ومثله النهي حين تقول ناهيا: لا تخرج فهو أيضا في زمن مبهم مطلق معلق وإن كان على مثال الفعل المضارع، فقد سلب الدلالة على الحاضر والمستقبل لأنه لم يقع، ولكنه كائن بامتناع الذي نهي عن الخروج،

ومثله أيضا في مثال المضارع في قولنا: قاتل النفس يقتل، والزاني المحصن يرجم ‘ فهما مثالان مضارعان ولا يدلان على حاضر ولا مستقبل، وإنما هما خبران عن حكم، ولم يقعا عند الإخبار بهما، فهما في زمن مبهم مطلق معلق، وهما كائنان لحدوث القتل من القاتل عند القصاص، وحدوث الزنا من الزاني المحصن عند إنفاذ الرجم،

ويدخل في هذا الزمن أيضا نحو قولك: غفر الله لك في الدعاء، وهو على مثال الماضي، فإنك لا تريد إخبارا عن غفران مضى من الله سبحانه، ولكن تريد غفرانا من الله يكون، ولكنه لم يقع بعد، وترجو بالدعاء أن يقع.

وأما الزمن الثالث: فهو الذي عبر عنه سيبويه بقوله (وما هو كائن لم ينقطع) فإنه خبر عن حدث كائن حين تخبر به كقولك: محمد يضرب ولده، فإنه خبر عن ضرب كائن حين أخبرت في الحال ولم ينقطع الضرب بعد مضي الحال إلى الاستقبال،

ويلحق بهذا الزمن الثالث أيضا مثال الفعل الماضي كقوله تعالى: (وكان الله غفورا رحيما) فهو خبر عن مغفرة كانت ولا أول لها وهي كائنة أبدا لا انقطاع لها لأنها من صفات الله سبحانه هو الأول والآخر.

بهذا البيان الموجز الذي أرجو أن أكون قد وفّقت في بيانه، يتبين لك صدق عبد القاهر بلا إنابة كانت منه في الحكم على عبارة أبي علي الفارسي بالقصور والضعف إلى جانب عبارة سيبويه الجامعة المبينة، فإن أبا علي الفارسي مع نصه في عبارته على أقسام الزمان حيث قال: (والفعل ينقسم بأقسام الزمان: ماض وحاضر ومستقبل) فإنه أسقط الزمن الثاني كلّه، وهو الزمن المبهم المطلق المعلق الذي دلت عليع عبارة سيبويه، وكذلك فعل سائر النحاة، فقد أسقطوا هذا الزمن إسقاطا كاملا، ولم يعنوا به أيّ عناية في حد الفعل، فلم يذكروا بأي زمن يقترن فعل الأمر والنهي، ولم يذكروا اقتران هذا الزمن الثاني بالفعل المضارع، ولا اقترانه بالفعل الماضي أيضا في الدعاء، ولم يذكروا في حدهم هذا دخول الفعل الماضي في الزمن الثالث، زمن الفعل المضارع في الحال والاستقبال، كما مثلت.

فأنت تراه عيانا الآن أن سيبويه قد استطاع في جملة واحدة قصيرة لا تتجاوز سطرا واحدا، استطاع أن يلم بجميع الأزمنة المقترنة بأمثلة الفعل دون أن يخل بشيء منها.

فهي جملة محكمة شديدة الإحكام، عجز النحاة من بعده أن يلموا بها في حدودهم التي كتبوها عن حد الفعل. فأي رجل مبين كان سيبويه!) أهـ

ـ[سديم الديم]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 09:14 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله .. الأساتذة الأفاضل .. هل تسمحون لي بوضع بعض النصوص التي أشكلت علي؛ لعلي أستفيد من خبرتكم في فهمها .. وجزيتم خيرا مقدما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير