لكن لم لايصح وقوع المفرد بعد القول؟؟ ;) ;)
تلميذة تحتاج إلى مزيد إيضاح:) أعانكم الله عليها.
أخرى شكر الله لك جميل المرور والرد.
تحيتي
الأمل
ـ[عاملة]ــــــــ[23 - 04 - 2007, 03:27 م]ـ
الأخت العزيزة .. الأمل الجديد ..
تحيّة طيّبة وبعْد ..
لا يرتاب أحدٌ من النّحاة في صحّة مثْل الجُمْلة التالية: قال فلانٌ: أخي مريضٌ.
أي: لا يشكّ أحدٌ في صحّة وقوع الجُمْلة بعْد القوْل .. ومنه قوْله تعالى: قال إنّي عبْد الله آتاني الكتاب ..
وأمّا المُفْرد: فهو أيضاً يُمْكن أنْ يَأْتي بعْد القوْل، ويكون ذلك ـ كما ذكره العلماء ـ على خمسة أوجه:
1. أنْ يكون هذا المُفْرد بمعنى الجُمْلة، مثْل: (قُلْتُ كلاماً حقّاً)، أي: جُمْلةً متّصفةً بأنّها صادقةٌ ومتّصفةٌ بالحقّ ومطابقة الواقع، ولا يُحْتَمَل هنا أنّ ما بعْد القوْل مُفْرَدٌ (من ناحية المعنى)، لأنّ المُفْردات لا تتّصف بأنّها حقٌّ وصدْقٌ وصواب ..
2. أنْ يكون هذا اللّفْظ المُفْرَد معبَّراً به عن معنىً مُفْرَد، ولا يَحْتَمِل الجُمْلة، كقوْلنا: (قُلْتُ كلمةً)، أو (قُلْتُ لفْظةً)، فإنّهما بمعْنى: تلّفظْتُ بكلمةٍ، أو بلفْظةٍ. ومن الواضح: أنّ (الكلمة) و (اللّفْظة) لا يُعبَّر بهما عن الجُمْلة والمركَّب.
3. أنْ يكون هذا اللّفْظ المفْرد مُحْتَمِلاً للوجْهيْن، أي: الإفراد والتركيب، أي أنّه يُمْكن أنْ يكون المقصود منه جُمْلةً، ويُمْكن أنْ يكون المقصود منه مُفْرداً، وذلك مثْل: (قُلْتُ لفْظاً)، فإنّ (اللّفْظ) يُمْكن أنْ يكون دالاًّ على المُفْرد، كما يُمْكن أنْ يكون دالاًّ على الجُمْلة.
4. أنْ يكون هذا اللّفْظ المُفْرد غير معبَّرٍ به عن جُمْلةٍ، ولا عن مُفْردٍ، بل يكون المقْصود منه أنْ يأْتي شخْصٌ باللّفْظ نفْسه كما وقع على لسان المتكلّم الآخر، على سبيل الحكاية، كما لو قُلْتَ: (قال زيْدٌ أحمدُ).
5. أنْ يكون هذا اللّفْظ المُفْرد غير معبَّرٍ عن جُمْلةٍ ولا عن مُفْردٍ، كما لا يكون المقصود منه نفْس اللّفْظ، كما في قوْله تعالى: (قال سلامٌ قوْمٌ مُنْكَرون).
ومن الواضح: أنّ الوجْهيْن (4 و 5) نادراً ما يُسْتَعْمَلان في كلامنا اليوْميّ. وإنّما الكثير هو الحالات الثلاثة الأُولى، مضافاً إلى صورة وقوع الجُمْلة بعْد القوْل، التي هي الأكثر طبْعاً.
وعلى كلّ حالٍ:
فالحُكْم في الحالات (1 و 2 و 3) واحدٌ، وهو: وجوب نصْب الاسْم الواقع بعد القوْل على أنّه مفعولٌ به. وإنّما جاز النّصْب في هذه الصّور الثّلاث، لأنّ القوْل فيها لمْ يُقْصَدْ منه الحكاية، لأنّ (كلاماً) في الصّورة الأُولى، و (كلمةً) في الصّورة الثانية، و (لفْظاً) في الصّورة الثّالثة، ليستْ أعيان الألفاظ المحكيّة حتّى يكون حُكْمها هو الإعراب بالحكاية ..
وأمّا في الحالة رقم (4)، فالحُكْم هو وجوب الإعراب على الحكاية، أي: نأتي باللّفْظ تماماً كما سمعْناه يخْرج على شفتي المتكلّم الذي نريد أنْ نحْكي كلامه .. فإذا كانتْ كلمة (أحمد) مبتدءاً في كلام المتكلّم، وأردْنا أنْ نحْكي كلامه، قُلْنا: (قال فلانٌ: أحمدُ)، برفْع (أحمد)، وإذا كان مجروراً مثلاً، قُلْنا: (قال فلانٌ: أحمدَ)، وهكذا ..
وأمّا في الحالة الأخيرة (5)، فيجب أنْ يُقَدَّر مع المُفْرد الواقع بعْد القوْل كلمةٌ أُخْرى بحيْث يتحوّل معها إلى جُمْلةٍ، كما في الآية الشّريفة يُقَدّرون فيها: قال سلامٌ عليْكُمْ قوْمٌ مُنْكرون، فقد قدَّروا (عليْكُمْ)، فصار الواقع بعْد القوْل جُمْلةً مؤلَّفةً من مبتدإٍ مذكور، وهو (سلامٌ)، ومن خبرٍ مقدَّرٍ محذوف، وهو (عليْكُمْ). والله العالِم ..
أرجو أنْ أكون بذلك قد أجبْتُ عن سؤالِكِ ..
ـ[الكاتب1]ــــــــ[23 - 04 - 2007, 04:37 م]ـ
أختي الفاضلة " الأمل الجديد " حياك الله وحيا سؤالك، ويسعدني مشاركتكم، وإن كنت لن أضيف جديدا، لكن لعل ما أكتبه يكون توضيحا لما كتبه الأخوة لتفهم المسألة، ولك الحق بالقبول والرفض لما أكتب؛ لأن ما أكتبه هو اجتهاد من استقراء واستنتاج لما كتبه النحاة قبلنا، فأقول وبالله التوفيق:
¥