ـ[أحمد الحسن]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 03:31 م]ـ
لا مشاحة في الاصطلاح يا أخي الكريم!
فإن كان (استوقد) بمعنى (أوقد) فسواء سميناه ترادفا أو توسعا، فالنتيجة واحدة.
وإن لم يكن بمعناه فليس من التوسع في شيء؛ لأن وضع الألفاظ المختلفة للمعاني المختلفة لا يسمى توسعا.
وهناك مسألة أحب التنبيه عليها، وهي أ - ا إذا افترضنا عدم وقوع الترادف في اللغة كما هو مذهب بعض العلماء، فهذا لا يمنع من التوسع باستعمال أحد المترادفين مكان الآخر لكثرة الاستعمال أو لتصرف البليغ في الكلام أو نحو ذلك.
وفي القرآن {ويقتلون الأنبياء} مرة ومرة {ويقتلون النبيين} وأكاد أوقن أن المتكلفين كانوا سيتكلفون لأحدهما لو لم يرد غيره!
وفي القرآن {فانفجرت} مرة و {فانبجست} مرة، والواقعة لم تحصل إلا مرة واحدة، ولو لم ترد إلا إحداهما لوجدت المتعمقين في البلاغة يحاولون ترجيح لفظ على لفظ!
وفي القرآن {وأخذ الذين ظلموا الصيحة} مرة ومرة {وأخذت الذين ظلموا الصيحة} وعند بعض هؤلاء لا بد من وجود فروق دقيقة بينهما مع أنه لا دليل عليها من سياق ولا سباق ولا لحاق!
وأنا لا أعني إنكار الفروق أو دقة الألفاظ القرآنية، ولكني أنكر التعمق والمبالغة بغير حجة!
أخي الحبيب أبا مالك، سلّمك الله
كيف لا فرق بينهما لا في سياق ولا سباق ولا لحاق، إن أردت أن تتدبّر الفرق بينهما فانظر كتب [وليعذرني هذه المرّة أخي قصي الدليمي فقد سبقته بتوجيه القرّاء إلى السامرائي: D ] الدكتور فاضل السامرّئي، وأخصّ منها: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني، وإنْ أردت سأذكر لك الفروق نقلا من كتابه, ولو تدبّرت القرآن أخي حقّ تدبره، لما قلت ذلك!!!
فتح الله علينا وعليك لمعرفة هذه الفروق التي لا يعرفها إلا علماء مبحّرون من أمثال د. فاضل السامرائي، ود. سام النعيميّ.
ـ[غاية المنى]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 11:40 م]ـ
أخي أبا مالك، أليست القاعدة اللغوية تقول: إن الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى؟ فهل مثلا: استجاب أعطت نفس معنى أجاب تماما؟ لا أظن.
كأن في معنى أجاب سرعة الإجابة والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 06:51 ص]ـ
إخواني الكرام
أرجو أن يكون النقاش موضوعيا، وأن يُقرأ الكلام بتأمل وتدبر قبل الاعتراض؛ فأنا لم أنكر وجود الفروق بين الألفاظ في اللغة، ولم أنكر وجود الفروق أيضا بحسب السياق.
ولكني أنكر أن يكون ذلك افتراضا بغير دليل لمجرد التمحل.
ومن أسهل ما يكون على الإنسان أن يخترع ويتفلسف ويؤلف كلاما من رأسه، ولكن الجد كل الجد أن يكون كلامه مبنيا على علم ومؤيدا بالأدلة والقرائن، والاستقراء من كلام العرب.
وإذا كنا سنستند إلى قاعدة من القواعد اللغوية؛ فدعوني أسأل: من الذي وضع هذه القواعد اللغوية؟؟ هل استنبطناها نحن؟ أو جاءتنا جاهزة، طيبة الثمر، شهية الجنى، قريبة التناول، سهلة الفهم؟!
إذا كنا سنقبل القواعد المقررة عند أهل العلم، فكيف نسمح لأنفسنا أن نستعمل قواعدهم في هدم كلامهم؟!
إما أن نعرف لهم قدرهم، ونحترم تأصيلهم ونتعامل معهم بناء على هذا الأصل في كل قواعدهم.
وإما أن نعاملهم معاملة الند للند والمناظر لمناظره في الاستنباط والاحتجاج، فمن أراد أن يخالف أهل العلم السابقين، فعليه أن يبني كلامه على اجتهاده هو، وليس على القواعد التي قرروها وأخذها هو مسلمة سلسة القياد!
وأنا أسأل الآن: هل هذه القاعدة (الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى) صحيحة دائما أو هي مجرد ملاحظة أغلبية؟! أو بالأحرى هي قول لبعض أهل العلم وليست قاعدة عامة؟!
وإذا كانت (أجاب) تدل على السرعة دون (استجاب)، فهل نقول: إن الله عز وجل تأخر في إغاثة عباده (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}، تعالى الله عن ذلك!
ويمكن أن يأتي إنسان آخر فيقول: بل الفرق بينهما كذا وكذا، ويأتي ثالث ويقول: بل الفرق كذا وكذا، ويأتي رابع ويقول: لا فرق بينهما، فإذا لم يكن لواحد من هؤلاء شيء يستند عليه أو يرجع إليه في بيان قوله، فهو والريح سواء!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 06:53 ص]ـ
أخي الحبيب أبا مالك، سلّمك الله
كيف لا فرق بينهما لا في سياق ولا سباق ولا لحاق
وفقك الله وسدد خطاك
وددتُ أنك تأملتَ كلامي قبل الرد، فأنا لا أقول إنه لا يوجد في الدنيا سياق ولا سباق ولا للحاق يدل على الفروق! وهل تظن أحدا يقول ذلك؟!
وإنما أنا أقول: إن بعض الناس قد يفرق بغير حجة من السياق، وهذا واضح من كلامي فتأمل!
ـ[غاية المنى]ــــــــ[03 - 05 - 2007, 11:42 ص]ـ
أخي الفاضل أبا مالك مرحبا بك جميل هذا النقاش العلمي فهو مثمر بلاشك. وأود أن أذكرك بارك الله فيك أنا قلت: كأن في أجاب معنى السرعة فأنا لست جازمة بذلك وقد أقنعتي بلآية الكريمة التي أتيت بها أن ليس فيها هذا المعنى لكن أشعر أن هناك فرقا بينهما بدليل أننا لانستطيع أن نستعمل أجاب في الموضع الذي نستعمل فيه استجاب، ألا تلاحظ معي ذلك أم أنني جانبت الصواب أيضا؟ ما رأيك نفع الله بك؟
¥