تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 05 - 2007, 04:25 م]ـ

أنا لا أنازع في وجود الفروق كما تقدم سابقا من كلامي

وإنما أنا أتكلم عن لزوم الاستناد إلى شيء في التفريق، مثل الأدلة من كلام أهل العلم، والقرائن الحالية والمقالية، واستقراء ورود الألفاظ عند العرب، ونحو ذلك.

أما مجرد الشعور بوجود فرق فلا يكفي؛ لأن الفرق المراد ذكره هو الفرق في كلام العرب، وليس في كلامنا نحن.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[03 - 05 - 2007, 11:35 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأصل أن تكون للزيادة دلالة معنوية لذلك قالوا إن الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى، بيد أن زيادة حروف معينة لا تدل على زيادة ثابتة في المعنى تنسحب على كل الألفاظ في كل حال، ولو أخذنا صيغة (استفعل) لوجدنا لها أكثر من دلالة إحداها كثير غالب وهي معنى الطلب في مثل:

أغاث، استغاث ـ أفهم، استفهم ــ أجار، استجار ... إلخ. فلنلاحظ أن الزيادة فيما سبق غيرت المعنى تغييرا واضحا فهناك فرق بين المغيث والمستغيث وبين المفهم والمستفهم.

وعليه يكون القول بأن زيادة الهمزة والسين والتاء للطلب إنما هو على سبيل التغليب لا القصر، إذ إن هذه الحروف قد تزاد ولا يراد منها معنى الطلب، وإنما تكون لها دلالات أخرى لا تنقاس غالبا وإنما تفهم بالقرائن أو لفظ الفعل نفسه، وقد لا تخرج الزيادة المزيد من دائرة المعنى قبل الزيادة وإنما قد تكسبه خصوصا أو عموما أو غير ذلك، فيبدو اللفظان كأنهما يؤديان معنى واحدا رغم أن هناك فرقا قد يكون يسيرا، فمثلا:

أحلّ: جعل الأمر حلا بشكل مطلق.

استحلّ: جعل الأمر حلا لنفسه في المقام الأول ولا يلزم أن يشاركه غيره وإن شاركه.

أمسك: مجرد الإمساك.

استمسك: الإمساك بقوة وتشبث، وأكثر ما يستعمل عندما يكون الأمر ذا بال لدى المستمسك.

أدبر: مجرد الإدبار، والاهتمام منصب هنا على الشخص المدْبِر.

استدبر: يفهم منه ـ إضافة إلى الإدبارـ أنه جعل شيئا ما خلفه والاهتمام منصب في المقام الأول على الشيء المستدبَر.

لنلاحظ أن صيغة استفعل في ثلاثة الأمثلة الأخيرة جاءت لدلالات مختلفة إذ إنها في استحل تختلف عنها في استمسك وتختلف كذلك في استدبر.

ولكنها في كلٍّ لم تغير المعنى تماما بخلاف دلالتها حينما تجيء للطلب كما في استغاث واستفهم واستجار، وهذا ما يجعل صيغة (استفعل) ـ كما يبدو لي ـ على ضربين:

أـ إفادة معنى الطلب وهو كثير غالب.

ب ـ إفادة معان أخرى تختلف باختلاف الفعل والقرائن الواردة في السياق، لذلك يصعب القبض على فائدة محددة تنسحب على كل الأفعال المزيدة بالهمزة والسين والتاء.

وعلى ذلك فإن (استفعل) إذا لم تدل على الطلب فلا حجة لمن يطالب بقاعدة قديمة أو حديثة تحدد فائدة الزيادة، كما أنه لا يحسن الركون إلى القول بالترادف أو تطابق المعنى قبل الزيادة وبعدها، وإنما علينا إعمال الفكر وتلمس الفائدة للزيادة التي ربما تكون يسيرة لكنها موجودة حتما.

من السهل أن نقول إن (استخرج) بمعنى (أخرج) ولكن المتأمل في المعنيين يلمس أن (أخرج) يعني مجرد نزع شيء ما من موضعه، بينما (استخرج) يدل على معنى الإخراج مع الإيحاء بأن العملية أكثر تعقيدا من مجرد الإخراج كأن يحتاج الأمر إلى أكثر من إجراء حتى يتم، أو أن يحتاج إلى مهارة وحذق من نوع خاص ... إلخ.

وبالعودة إلى الفعلين (أوقد، استوقد) نجد أنه من السهل القول بأنهما بمعنى واحد تماما، وقد قال بذلك بعض المفسرين، ولكن هذا القول لا يعني إغلاق الباب في وجه من أراد تلمس الفرق من الناحية اللغوية وإن كان يسيرا، وسأحاول ذلك في إطار سياق الآية.

أوقد: يعني مجرد إشعال النار، وهذا يقتضي توفر مصدر الإشعال وتوفر الحطب.

استوقد: قد يعني طلب إيقاد النار كأن يأمر غيره بإيقادها.

وقد يكون هو من أشعلها، ولكن الزيادة توحي لنا بتصور ما تم فعله تمهيدا للإيقاد من عناء جمع الحطب وتوفير مصدر الإشعال كالحجر أو غيره ثم محاولات الإيقاد. فأوحت الزيادة هنا بأن الحصول على تلك النار لم يكن سهلا، ولكن بعد هذا العناء ثم الفرحة بالضوء ذهب الله بنورهم.

هذا والله أعلم.

ـ[غاية المنى]ــــــــ[07 - 05 - 2007, 11:20 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الفاضل علي على هذه الإجابة فوالله إنها كافية ووافية. شكرا لك

ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[08 - 05 - 2007, 07:18 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير