{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا}
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 01:49 م]ـ
{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} الإنسان/1
رحلتنا اليوم ستكون في رياض الكلمة {هل}.
الاستفهام ضرب من ضروب الخطاب.
للاستفهام في القرآن الكريم معان جمة, ولهذا الاستفهام في هذه الآية الشريفة فائدته المعنوية, فقد جاء ليلقي ظلال التقرير و التحقق الواقعي الفعلي أمام الإنسان.
تم افتتاح هذه السورة بهذا الاستفهام التقريري, ليبعث في روح الإنسان تشوقا لمعرفة ما يأتي من خطاب.
ذكر علماء اللغة القدماء أن الكلمة " هل " تحمل في داخلها معنى " قد " التي تفيد التحقق, وأنه بملازمة {هَلْ} للاستفهامَ حذف حرف الاستفهام معها.
قال سيبويه في الكتاب:
" وكذلك هل إنما هي بمنزلة " قد " ولكنهم تركوا الألف إذ كانت هل لا تقع إلا في لاستفهام. " انتهى.
إن الاستفهام في الخطاب القرآني {هَلْ أَتَى} يفيد التقرير والتحقق.
فال الطباطبائي في الميزان:
" الاستفهام للتقرير فيفيد ثبوت معنى الجملة و تحققه أي قد أتى على الإنسان «إلخ» و لعل هذا مراد من قال من قدماء المفسرين: إن «هل» في الآية بمعنى قد، لا على أن ذلك أحد معاني «هل» كما ذكره بعضهم."
وقال الرازي في مفاتيح الغيب:
اتفقوا على أن {هَلْ} ههنا وفي قوله تعالى: {هَلْ أتاك حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} (الغاشية: 1) بمعنى قد، كما تقول: هل رأيت صنيع فلان، وقد علمت أنه قد رآه، وتقول: هل وعظتك هل أعطيتك، ومقصودك أن تقرره بأنك قد أعطيته ووعظته. "
وقال الزمخشري في الكشاف:
" هل " بمعنى قد في الاستفهام خاصة والأصل: أهل بدليل قوله:
أهل رأونا بسفع القاع ذي الأكم
فالمعنى: أقد أتى؟ على التقرير والتقريب جميعا أي: أتى على الإنسان قبل زمان قريب " حين من الذهر لم يكن " فيه " شيئا مذكورا "
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 01:57 م]ـ
مشكور دكتورنا الكريم على هذه الموضوعات المميزة فهي من عالم متخصص
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 02:10 م]ـ
الأخ الفاضل محمد سعد:
بارك الله فيكم وبكم, وجعلكم من العارفين بالقرآن الكريم وبما تضمه آياته من كنوز.