[شارك في حل الإشكال في هذه الآية]
ـ[الحيدرة2]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 11:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى في سورة القصص (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
قوله تعالى يهدي: الفاعل هو الله تعالى
وقوله يشاء الفاعل عند المفسرين هو الله أيضا ويكون المعنى على هذا الإعراب
(ولكن الله يهدي من يشاء الله هدايته ومن لم يشأ الله هدايته فلن يهتدي ولو أحببت ذلك يا محمد)
السؤال هو:
هل يمكن أن يكون الفاعل في يشاء هو العبد بمعنى أن الله يهدي من يشاء من عباده الذين يشاؤون ويريدون الهداية؟
ارجوا من عنده علم من كلام العلماء والمعربين والمفسرين حول هذا بالتأييد أو المنع أن يضعه هنا أو يفتح الله عليه من العلم الذي عنده وبارك الله في الجميع ونفعنا بكتابه آمين
ـ[حازم إبراهيم]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 12:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى في سورة القصص (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
هل يمكن أن يكون الفاعل في يشاء هو العبد بمعنى أن الله يهدي من يشاء من عباده الذين يشاؤون ويريدون الهداية؟
بداية كما ورد فى تيسيرالكريم الرحمن فى تفسير الكريم المنان للعلامة الشيخ: عبد الرحمن بن ناصر السعدى أن تفسير الآية:
يا محمد أنت لا تقدر على هداية أحد (إذن الفاعل فى تهدى ضمير يعود على النبى "صلى الله عليه وسلم مستتر وجوبا تقديره أنت).
وإنما ذلك بيد الله سبحانه وتعالى يهدى من يشاء.
لكن السؤال هنا لمن الضمير فى الفعل يشاء وهو فى نفس الوقت رابط الموصول "من"؟
هل التقدير ولكن الله يهدى من يشاؤه؟
أو ولكن الله يهدى من يشاء هو الهداية؟
بنظرى إلى التفسير وجدت الأمرين واردين لكن الأول هو الأقوى لأن الله يهدى من يشاؤه وكذلك من يصلح هو للهداية ويشاء هو الهداية.
ـ[الحيدرة2]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 12:51 م]ـ
أخي حازم إبراهيم
جزاك الله خيرا
أولا: رجعت إلى التفسير المذكور فلم يذكر إلا القول الأول
ثانيا: كيف قويت القول الأول بأي حجة
ـ[حازم إبراهيم]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 02:05 م]ـ
لأن مشيئة الله مطلقة وغالبة على كل مشيئة.
ـ[تيسير]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 02:29 م]ـ
أولا: لا اشكال في الآية ولله الحمد وأرى عدم أفتعال الإشكالات بالذات في كتاب الله العظيم
قرأ أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه (وفاكهة وأبا) ثم قال مالأب ثم قال وما يضيرني ألا اعرف نهينا عن التكلف.
ثانيا:
لا بد من تقرير قاعدة ألا وهي أن القرآن عربي ولا اعني مجرد الألفاظ بل والتراكيب والمعاني فمعانيه بسيطة تلائم العرب الأميين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نحن امة أمية لا نقرأ ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا "
فلا ينبغي التكلف والتحول عن الظاهر من المعنى إلى غيره حتى وإن كان ذلك الغير صحيحا ثابتا من آخر.
ثالثا:
معنى الآية كما قال الأخ حازم
إنك يا محمد لا تهدي من تحب ولكن الله يهدي من يشاء والضمير لله.
ومعنى الآية على المعنى الآخرأن يكون الفاعل في يشاء هو العبد بمعنى أن الله يهدي من يشاء من عباده الذين يشاؤون ويريدون الهداية.
وهذا بعيد لأمور:
أولا كل ما جاء من تلك التراكيب في القرآن جائت والفاعل هو الله
-يهدي من يشاء ويضل من يشاء فهل الضمير هنا للعبد بالطبع لا قال تعالى ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين
وإن قدر ذلك المعنى فسدت المقابلة بين قدرة الله وقدرة المخلوق التي جاءت الآية لتقررها
فهي تبين أن محمدا شاء وأحب أن يؤمن فلان ولكنه لم يستطع هدايته أما الله عز وجل شاء أن يؤمن فلان فآمن.
وبقليل نظر تعلم أن هذا المعنى لا يتحقق بتفسير الضمير وإرجاعه على العبد.
وهذا هو المعنى المتبادر من الآية والتي إن سأل العجائز عنها لأجبن بتلك الإجابة الظاهرة لا المتكلفة.
والله أعلم بمراده
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 08:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الكرام.
ومن باب الفائدة فقد جمع العلماء بين هذه الآية التي فاعل الهداية فيها هو: الله عز وجل.
وآية: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) التي فاعل الهداية فيها هو: النبي صلى الله عليه وسلم، بأن:
الهداية في الأولى هي: هداية التوفيق والإلهام، فهذه لا تكون إلا لله عز وجل.
وفي الثانية: هداية الدلالة والإرشاد، أي أن مهمتك هي: بيان الحق وإرشاد الناس إلى طريقه، وليس عليك أن تحملهم على سلوكه حملا، فالقلوب بيد مقلبها، وهذه وظيفة الداعي إلى الله، عز وجل، في كل زمان، وفي التنزيل: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)
والله أعلى وأعلم.