تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مسألة]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 07 - 2007, 10:46 ص]ـ

يقال: ما الترخيم؟

والجواب: أن َّ الأصمعي قال: أخذَ عني الخليل الترخيم، وذلك أنَّه سألني: ما يُسمِّي العربُ الكلام السهل؟ فقلت: العرب تقول: جاريةٌ رخيمةٌ- إذا كانت سهلة الكلام ليِّنته- فوضع باب الترخيم، وأصل الكلمة اللين ومنه اشتقاق الرَّخْمة للين مفاصلها، ويقال: ألقى عليه رخمته، أي: عطفه ولينه.

كم من مذهب للعرب في الترخيم؟

والجواب: أن لهم في ذلك مذهبين:

أحدهما: أن تحذف أخر الاسم، وتترك ما بقي على حاله، نحو، قول زهير:

يا حارِ لا أُرمين منكم بداهية= لم تلقها سوقة قبلي ولا ملك

وقرأ بعضهم: " ونادوا يا مالِ ليقض علينا ربك"

والثاني: أن يحذف الآخر، ويجعل ما بقي اسماً على حياله، كأنه لم يحذف منه شيء ويجري مجرى المنادى المفرد، فيقال: يا حرُ، ويا مالُ، ويا عامُ، وعلى هذا الوجه يجوز الترخيم في غير النداء عند أبي العباس إذا اضطر إلى ذلك شاعراً فأما سيبويه فيجيزه على الوجهين جميعاً.

ويقال: لِمَ لا يجوز ترخيم ما كان على ثلاثة أحرف؟ والجواب: أن الثلاثة أعدل الأصول، فكرهوا أن يحذفوا منها شيئاً، فيجحفوا بها، وكان أبو عمر الجرمي يجيز ترخيم الثلاثي إذا كان متحرك الأوسط، وكذلك الفراء، ولم يسمع ذلك من العرب، وإنما قاساه من قبل أنهما رأيا حركة العين تمنع الصرف، كما يمنعه الحرف الرابع من زينب وسعاد فاعتدلوا بها وأقاموا مقام الرابع وهو تشبيه بعيد.

ويقال: ما حكم الاسم إذا كانت فيه زيادة؟ والجواب: أنه ينظر: فإن كان الزائد ثالثاً لم يحذف، نحو سعيد وزياد وثمود، ولكن يحذف الآخر، فيقال: يا سَعِى، ويا زِيَا، ويا ثمُو. وإن كان رابعاً حذف مع ما بعده، وسواء كان بعده أصليٌّ أو زائدٌ كقولهم في منصور: يا منصُ، وفي مسكين: يا مِسْكُ وفي عثمان: يا عُثْمُ، وفي مروان: يا مَرْوُ، قال الفرزدق:

يا مَرْوُ إنَّ مطيَّتي محبوسةٌ= ترجو الحِباءَ وربُّها لم ييأس

فإن كان في آخر الاسم هاء حذفتها وحدها - قلت حروف الاسم أو كثرت - نحو: يا ثُبَ، في ثُبةٍ - إذا كانت اسماً - و: يا طَلْحَ ويا فاطمَ.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير