[الضمير العائد في صلة الموصول-استفسار]
ـ[دارس في الغربة]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 07:16 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
اخوتي الأعزاء الكرام
لدي استفسار بسيط يعتمد على اجابته توجه رسالتي في الماجستير وهو كالآتي:
من المعلوم أنه يجوز"حذف" أو "اضمار" الضميرالعائد في صلة الموصول، كقول القائل مثلاً:
1 - وجدت الكتاب الذي اشتريت.
أو
2 - وجدت الكتاب الذي اشتريته.
استفساري يتمثل في عدة نقاط:
هل هناك فرق عند النحويين بين "الحذف"و"الاضمار"،فان كان هناك فرق فهل الضمير العائد في امثلتي أعلاه محذوف أو مضمر؟
إن كان محذوفا فمعناه أن بين المثال الأول والثاني فرق في المعنى أو الدلالة حيث أن الضمير العائد لاوجود له في التركيب اللغوي للجملة الأولى، صحيح؟
وإن كان مضمرا فما شروط إضماره؟
ولماذا لايمكن حذف أو اضمار الضمير العائد الموجود في نفس الموقع من الجملة، وهو المفعول به، في المثال التالي:
3 - وجدت الكتاب الذي تعلم لماذا أخفاه علي
أرجو منكم المساعدة فأنا في بلاد غربة لاتتوفر لي مصادر عربية.
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[23 - 07 - 2007, 01:35 ص]ـ
مرحبا أخي الكريم
أرجو المعذرة عن التأخر حيث لم أفتح الموضوع، وربما كان عنوانه سببا في عدم الرد حتى الآن؛ لأن العنوان يوحي بأن المسألة من المسائل التقليدية المتعلقة بعائد الصلة.
وعلى العموم هذه إجابتي على عجل وإن كنت أظنها غير كافية لكونها غير موثقة بالمصادر لا سيما أن غرضك الأكاديمي يقتضي التوثيق، ولكن وقتي لم يسعفني لأبحث وأوثق، بل إن ذاكرتي الصدئة لم تستطع حتى تذكر أسماء المصادرفحسب!!
من المعلوم أنه يجوز"حذف" أو "اضمار" الضميرالعائد في صلة الموصول، كقول القائل مثلاً:
1 - وجدت الكتاب الذي اشتريت.
أو
2 - وجدت الكتاب الذي اشتريته.
استفساري يتمثل في عدة نقاط:
• هل هناك فرق عند النحويين بين "الحذف"و"الاضمار"،فان كان هناك فرق فهل الضمير العائد في امثلتي أعلاه محذوف أو مضمر؟
الحذف هو الإسقاط عموما، والإضمار إسقاط أو إخفاء خاص، وعليه يكون الحذف أعم من الإضمار، ولكن عند الإطلاق يمكن استعمال أحدهما مكان الآخر وربما استعمل بعض النحاة الحذف تارة والإضمار تارة أخرى في مواضع متماثلة.
على أن هناك من حاول التفريق بينهما فجعل المحذوف ما أسقط لفظه ومعناه، وجعل المضمر ما أسقط لفظه دون معناه، ولا شك أن الضابط هنا مضطرب إذ إن جل ما يسقط لفظه يبقى معناه بدليل أن كل محذوف لابد له من تقدير.
ومنهم من جعل المحذوف ما أسقط لفظه ولا تأثير له في غيره من الألفاظ المذكورة، وجعل المضمر ما أسقط لفظه وبقي أثره في لفظ مذكور.
ويبدو أن الضابط هنا أظهر من الضابط السابق، وكأنهم جعلوا الإضمار خاصا بالعوامل التي تسقط ويبقى عملها في معمولاتها المذكورة، والحذف للكلمات التي لا عمل لها.
ومن المناسب أن نعرض نوعا ثالثا من الإسقاط هو (الاستتار) وأظنه واضحا حيث يختص باسقاط بعض الضمائر في مواضع خاصة لا تخفى على كل منشغل بالنحو.
• إن كان محذوفا فمعناه أن بين المثال الأول والثاني فرق في المعنى أو الدلالة حيث أن الضمير العائد لاوجود له في التركيب اللغوي للجملة الأولى، صحيح؟
في المثال الأول: (وجدت الكتاب الذي اشتريت) العائد محذوف على رأي من يفرق بين المصطلحين على أساس الإعمال، أما في المثال الثاني على الرأي نفسه (وجدت الكتاب الذي اشتريته) فالعائد مذكور، فلا هو محذوف ولا هو مضمر.
وإنما يمكن التمثيل للعائد المضمر بمثل: (قرأت الكتاب الذي مليء بالفوائد) حيث إن العائد المحذوف مبتدأ (هو) وهو عامل في الخبر المذكور (مليء).
• وإن كان مضمرا فما شروط إضماره؟
في باب حذف عائد الموصول لا توجد شروط خاصة بالإضمار وأخرى خاصة بالحذف وإنما هناك شروط للحذف عموما بما فيه الإضمار، ومنها شروط خاصة بحذف العائد المرفوع وشروط خاصة بالمنصوب وأخرى خاصة بالمجرور، ولا أظنني بحاجة إلى ذكرها لأنك تعرفها دون شك. على أن ثمة شرطا عاما يجب تحققه في كل الأحوال بالإضافة إلى الشروط الخاصة وهو ألا يؤدي الحذف أو الإضمار إلى لبس أو فساد للمعنى.
أما شروط الحذف بشكل عام (في باب الموصول وغيره) فقد اجتهد بعض العلماء ـ وأظن منهم ابن هشام ـ في حصر عدد من الشروط، ولكن تلك الشروط إنما تصب في الشرط العام الذي هو عدم اللبس.
• ولماذا لايمكن حذف أو اضمار الضمير العائد الموجود في نفس الموقع من الجملة، وهو المفعول به، في المثال التالي:
وجدت الكتاب الذي تعلم لماذا أخفاه علي.
أشرتُ أعلاه إلى أنه لحذف العائد شرط عام مع تحقق شروطه الخاصة، وذلك الشرط العام هو أمن اللبس، وفي هذا المثال ربما يقع اللبس إن نحن حذفنا الضمير (هاء الغيبة في أخفاه) لأن بقاءه يحتم كون اللام الجارة قبل (ماذا) تفيد التعليل وأن الهاء هي معمول الفعل أخفى، وأنها أي الهاء هي عائد الموصول.
أما لو حذفناها فقلنا: (الذي تعلم لماذا أخفى عليّ) لوقع اللبس إذ من الوارد أن تكون اللام للتقوية، و (ماذا) معمولا من حيث المعنى للفعل المتأخر (أخفى) ولما تقدم المعمول على العامل دخلت عليه هذه اللام لتقوية العامل الضعيف بسبب تأخره عن معموله، كقوله تعالى (إن كنتم للرؤيا تعبرون) بمعنى (إن كنتم تعبرون الرؤيا) وكذلك (لماذا أخفى زيد) تحتمل معنى (ماذا أخفى زيد؟) كأنه قال: (أخفى زيد ماذا)، وبهذا الاحتمال يقع اللبس ويصبح الموصول بدون عائد مذكور ولا مقدر، ولما كان إبقاء الهاء يدرأ هذا الاحتمال امتنع حذفها.
هذا والله أعلم بالصواب.
¥