تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الإعراب: إذا جعلته، المجد والمكارم أخسر صفقة، اختل لأنك تفصل بالمكارم بين (أخسر)، وبين (صفقة)، وهي منصوبة (بأخسر) التي هي عطف على (المجد)، وهذا غير جائز، لأن (صفقة) تحل من (أخسر) محل الصلة من الموصول، ألا ترى أنه لا يجوز أن تقول: زيد أحسن وعمرو وجها، ولكن لك أن تصرفه إلى وجه آخر، وهو أن تجعل (المكارم) عطفا على الضمير في (أخسر) فإن عطفته على الضمير الذي فيه لم يكن أجنبيا منه، فلا يعد فصلا بينه وبين (صفقة) فيصير نحو قولك: مررت برجل أكل وعمرو خبزا، بعطف عمرو على الضمير في (أكل)، ونصب (خبزا) بأكل. وفي نوادر أبي زيد:

فخَيْرٌ نَحْنُ عِنْدَ النّاسِ مِنكُمُ إذَا الدَّاعي المُثوّبُ قال: يالا

فلا يجوز أن يكون (نحن) مرفوعا بالابتداء (ومنكم) متعلق (بخير) على أن يكون (خير) خبرا لمبتدأ، لئلا يفصل (نحن) بين (خير) و (منكم)، ولكن يجوز أن يكون (نحن) توكيد للضمير في (خير)، ويكون (خير) خبر مبتدأ محذوف، فكأنه قال: فنحن خير عند الناس منكم، وحسن حذف (نحن) الأولى، التي هي مبتدأ، لمجيء الثانية توكيدا للضمير في (خير)، ويجوز وجه آخر، وهو أن تنصب (صفقة) بفعل مضمر يدل عليه (أخسر)، وتجعل (المكارم) عطفا على (المجد) لا على الضمير في (أخسر). فلا تكون على هذا قد فصلت بين ما يجري مجرى الصلة والموصول، فيصير التقدير: المجد أخسر، والمكارم أيضا كذلك. ثم قال: صفقة، وكأنة قال: خسرت صفقة، فدل (أخسر) على خسرت، كما دل (أعلم) في قوله تعالى (إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله) على يعلم أو علم، فيكون (من يضل) منصوبا بالفعل الذي دل عليه (أعلم) وإنما حملناه على ذلك هربا من أن يكون من (يضل) في موضع جرّ بالإضافة إلى (أعلم)، لأن (أعلم) وأفعل، إذا أضيف إلى شيء كان بعضا له، نحو قولك: زيد أكرم الناس، فلا بد أن يكون من الناس، ولا نقل: زيد أفضل النعام، لأنه ليس من النعام، فكذلك لا يجوز أن تضيف (أعلم) إلى من يضل، لأن الله تعالى لا يكون بعض الضالين.

الغريب: الأروع: الكريم الحسن المنظر.

المعنى: يقول: المجد والمكارم حفظهما أنقص من أن يعيش أبو شجاع المرثي الجامع لشملها، الموكل بحفظهما

شرح المعري

"الأروعُ": الجميل الذي يروعك جماله.

يقول: إن المجد والمكارم قد خسرت صفْقتها فلا يعيش لها كريم يعتني بأمرهما. وتقدير البيت في الظاهر: المجد والمكارم أخْسر صفقة. وإعرابه على غير هذا الوجه، لأنك إذا علقت" صفقة"" بأخْسَر" كنت قد فصلت بين الضلة والموصول بقولك:" والمكارم" ولكن تحمله على إضمار ضل ينصب به" صفقة" كأنك قلت:

المجد أخسر والمكارم كذلك، وتم الكلام" ثم استأنفت صفقة وأضمرت فيه فعلا أي: خسر المجد صفقة.

ولكم عاطر التحايا ..

ـ[العاطفي]ــــــــ[10 - 02 - 2005, 10:21 ص]ـ

جزاك الله خيرا أيها السراج على هذه الوائد الجمة .. ولا عدمنا منك هذه اللفتات الجميلة

أخوك .. العاطفي

ـ[جوبير]ــــــــ[19 - 03 - 2005, 02:31 ص]ـ

ألأساتذة الأفاضل

أنا أرى إعراب أخسر فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة وليست خبر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير