تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الصفة المشبهة]

ـ[عذابة]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 08:48 م]ـ

المقدمة

(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا).

والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد المرسلين، نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه، وأنصاره، وأتباعه، ومن اهتدى بهديه وعمل بسنته إلىيوم الدين.

وبعد

سأعرض بعون الله في التقرير عن الصفة المشبهة، من حيث تعريفها، دلالاتها، سبب تسميتها، الأوجه الإعرابية، ما افترق فيه اسم الفاعل والصفة المشبهة، وأمثلة عليها،

وصلى الله على حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والصفة المشبهة اسم الفاعل كـ (الضخم جسماً العظيم الكاهل)

مما إذا أضيف للفاعل لم يشكل، ومن أكثر منه لم يلم

ولا تكون من معدى حذرا من التباس، أو ميثر ضررا بل وافقت في العمل المعدى وصوغها من غيره كـ (لدا)

الصفة المشبهة باسم الفاعل هي المصوغة من فعل لازم صالحة للإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى.

وعدم موازنتها للفعل المضارع كـ (ضخم) و (عظيم) و (حسن) و (خشن) و (أحمر) أكثر من موازنتها له كـ (ضامر) و (منبسط) و (معتدل) (مستقيم).

و شبهت باسم الفاعل في الدلالة على معنى و ما هو له، و في قبول التأنيث و التثنية، و الجمع،

بخلاف أفعل التفضيل.

و في سلامة بنيتها من عروض تغير. بخلاف أمثلة المبالغة.

و ضبطها بصلاحيتها للإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى أولى من ضبطها بالدلالة على معنى ثابت، و بمباينة وزنها لوزن المضارع.

لأن دلالتها على معنى ثابت غير لازمة لها.

و لو كانت لازمة لها لم تبن من (عرض) و (طرأ) و نحوهما.

و لو كان تباين وزنها و وزن المضارع لازما لها لم يعد منها: (معتدل القامة) و (منطلق اللسان) و نحو ذلك من أسماء الفاعلين المؤدية (فعيل) و غيره مما لا يوازن المضارع.

و إنما يضبطها ضبطا جامعا مانعا ما ذكرته من الصلاحية للإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى.

فيخرج بذلك اسم الفاعل المتعدي - مطلقا – و اسم الفاعل الذي لا يتعدى، و لا يصلح أن يضاف إلى ما هو فاعل في المعنى كـ (ماش) و (جاش) مما ليس فيه معنى (فعيل) و شبهه من أبنية الغرائز.

فإن كان فيه معنى شيء منها صلح للإضافة إلى الفاعل، و التحق بالصفات المشبهة كـ (منبسط الوجه) و (منطلق اللسان) فإنهما بمعنى (طليق) و (فصيح)، و كذلك ما أشبهه.

و مثال موافقتها في العمل المعتدى قولك: (زيد حسن وجهه) فـ (حسن) قد نصب (وجهه) على التشبيه بما ينتصب باسم فاعل معدى كقولك: (زيد باسط وجهه).

[وقولي]

............................................ وصوغها من غيره ..................................

أي: وصوغ الصفة المشبهة باسم الفاعل من غير الفعل المُعدي كـ (حسن) و (طاب) و (لد) – أي: صار ألد.

و إليه أشرت بقولي:

............................................. .............................................. كـ (لدا)

هذا إذا جعل فعلا

ويمكن أن يكون صفة أنثى (الألد) فيكون الأصل كـ (لداء).

الصفة المشبهة باسم الفاعل

هي المشتقة الغير الجارية على المضارع نحو " حسن" و " صعب " وتعمل بمشابهة الجاري، لأنها تذكر وتؤنث، وتثنى وتجمع تقول: حسنٌ، حسنة ٌ، حسنان، حسنون، كقولك ضارب ٌ، ضاربة ٌ، ضاربان ِ، ضاربون، تقول: زيد ٌ حسن ٌ وجهه ُ، كقولك: قائم ٌ أبوه ُ، وهي تدل على صفة ٍ ثابتة ٍ، وإن أريد التجدد قيل: هو حاسن الآن َ أو غدا ً قال تعالى: (وضائق به صدركَ).

أسماء تصاغ للدلالة على من اتصف بالفعل على وجه الثبوت مثل: كريم الخلق، شجاع، نبيل.

ولا تأتي إلا من الأفعال الثلاثية اللازمة، وصيغها كلها سماعية إلا أن الغالب في الفعل من الباب الرابع " باب طرب يطرب " أن يكون على إحدى الصيغ الآتية:

1. على وزن " فَعِل" إذا دل على فرح أو حزن مثل: ضَجر ِ وضجرة، طَر ِب وطربة.

2. على وزن " أفعل " فيما دل على عيب أو حسن في خلقته أو على لون مثل: أعرج، أصلع، أحور، أخضر. ومؤنث هذه الصيغة "فعلاء": عرجاء ُ، صلعاء ُ، حوراء ُ، خضراء ُ. والجمع "فُعل": عُرج، صلع، حُور، خُضر.

3. على وزن "فَعلان" فيما دل على خلو أو امتلاء ٍ: عطشان وريان، جوعان وشبعان والمؤنث " فَعلى ":عطشى وربا، وجوعى وشبعى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير