تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أين فاعل هذا الفعل؟]

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 08:02 م]ـ

قال الأعشى:

هذا النهارَُ بدا لها من همّها ما بالها بالليل زال زوالَها

النهار روي بالرفع والنصب فما التوجيه على كل رواية؟

وأين فاعل الفعل بدا؟

وأين فاعل الفعل زال؟

ـ[حازم]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 11:45 ص]ـ

الأستاذ الفاضل الجهبذ / " الأغرّ "

الحمد لله، كان ظنِّي صحيحًا، حين قلتُ: " تألَّق الفصيح بقدومك "

وهاهي، مشاركاتك الغرَّاء، ما زالت تأسر ذا اللُّبِّ، وتأخذ بمجامع القلب.

أفكار نَيِّرة، لكنها مُحيِّرة

تطيش بالعقول، وتدفعني إلى مغازلة المنقول.

أيها الحبيب: قد أشْرقتَ علينا بنقلة مُميَّزة، ممَّا يزيد في إثراء مواضيع المنتدى.

وأرجو أن تواصل سخاءك، وتَحتسب عند الله عطاءك

ولكن أرجو أن ترفق بنا، فلا حيلة لنا، إلاَّ بتوفيق ربِّنا.

زادك الله توفيقا، ونفعني ونفع بعلمك.

هذا النهار بَدا لَها مِن هَمِّها * ما بالُها بِاللَّيلِ زالَ زَوالها

البيت منسوب للأعشى، ولم توضِّح لنا، أيّ " أعشى هو "؟

ورد في " الحماسة البصرية "، " من الكامل ":

حَثَّتْ سَلامةُ لِلفِراقِ جَمالَها * كَيْ ما تَبِينَ وما تُحِبُّ زِيالَها

هذا النهار بّدا لَها مِن هَمِّها * ما بالُها بِاللَّيلِ زالَ زَوالها

الْحُسْنُ آلِفُها يَبِيتُ ضَجِيعها * وتَظَلُّ قاصِرةً عَلَيهِ ظِلالَها

ظَلَّتْ تُسائِلُ بِالْمُتَيَّمِ ما لَهُ * وهْيَ التي فَعَلتْ بِهِ أفْعالَها

وقد نُسِبَت هذه الأبيات الأربعة إلى الأعشى نَعمان بن نَجوان التغلبي، واسمه ربيعة، وتُروَى لعمرو بن الأيهم.

ورُوِيَ " النهار " بالرفع والنصب.

وكذا رويت " زوالها " بالنصب، والرفع، وفيه إقواء.

وجاء هذا البيت أيضًا، في ديوان الأعشى أبي بصير، الذي يُسمَّى " صَنَّاجة العرب "، وقصيدته في ديوانه:

رَحَلتْ سُمَّيةُ غُدْوةً أجْمالَها * غَضْبَى عَليكَ فما تَقولُ بَدا لَها

هذا النهار بّدا لَها مِن هَمِّها * ما بالُها بِاللَّيلِ زالَ زَوالها

سَفَهًا وما تَدري سُميَّةُ وَيْحَها * أنْ رُبَّ غانِيةٍ صَرَمْتُ وِصالَها

ومَصابِ غادِيةٍ كأنَّ تِجارَها * نَشَرتْ عَليهِ بُرودَها ورِحالَها

قدْ بِتُّ رائِدَها وشاة مُحاذِرٍ * حَذَرًا يُقِلُّ بِعَينهِ أغفالَها

فَظَللْتُ أرْعاها وظَلَّ يَحُوطُها * حتَّى دَنَوتُ إلَى الظَّلامِ دَنا لَها

فَرَمَيتُ غَفلةَ عَينهِ عَن شاتِهِ * فَأصَبْتُ حَبَّةَ قَلبِها وطِحالَها

حَفِظَ النهارَ وباتَ عَنها غافِلاً * فَحَلتْ لِصاحِبِ لَذَّةٍ وحَلا لَها

وسَبِيئةٍ ممَّا تُعَتِّقُ بابِلٌ * كدَمِ الذَّبيحِ سَلَبْتَها جِرْيالَها

وغَريبةٍ تأتي المُلوكَ حَكيمةٍ * قدْ قُلتُها لِيُقالَ مَن ذا قالَها؟

وجَزورِ أيْسارٍ دَعَوتُ لِحَتفِها * ونِياطِ مُقفِرةٍ أخافُ ضَلالَها

بَهماءَ مُوحِشةٍ رَفَعتُ لِطَرفِها * طَرْفِي لأقْدِرَ بَينَها أمْيالَها

بِجُلالةٍ سُرُحٍ كأنَّ بِغَرْزِها * هِرًّا إذا انتَقَلَ المَطِيُّ ظِلالَها

عَسْفًا وإرْقالَ الهَجيرِ تَرَى لَها * خَدَمًا تُساقِطُ بِالطَّريقِ نِعالَها

والملقَّبون بلقب " الأعشَى " من الشعراء كثير، أحصَى منهم الآمدي، في " المؤتلف والمختلف " سبعة عشر شاعرًا، بين جاهليٍّ وإسلاميٍّ.

وهم يميَّزون بنسبتهم لقبائلهم.

فيقولون: أعشى همدان، وأعشى باهلة، وأعشى تغلب، وهكذا.

وأشهر هؤلاء جميعًا، شاعرنا أعشى بني قيس بن ثعلبة.

ختامًا، إن شئتَ كتبت توجيها لاختلاف أوجه الإعراب في الكلمتين من غير تعليل، وإن شئتَ لجأتُ إلى التطويل، مع الإيضاح والتفصيل.

والأمر إليك، {فانظُرْ ماذا تَرَى}

مع عاطر التحايا

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 06:11 م]ـ

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ****** بحزم نصيح أو نصيحة حازم

اشكرك جزيل الشكر على عاطر ثنائك الذي لا أستحقه وأدعو الله أن يبلغني تلك المنزلة التي بوّأتنيها فجزاك الله على حسن الظن خير الجزاء

تركت إلي الأمر وأنت الحازم الذي لا تدهش له عزيمة ولا تكهم له صريمة.

أرقت وصحراء الطُّوانة بيننا ******** لبرق تلالا نحو غمرة يلمح

أزاول أمرا لم يكن ليطيقه ******** من القوم إلا اللوذعي الصمحمح

أرى المقام يستدعي التفصيل ليفيد خاصة قرائك وناصّو يراعك.

مع التحية والتقدير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير