ما إعراب هذه الكلمة في قوله تعالى ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً))؟
ـ[موسى 125]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 10:29 م]ـ
الأساتذة الكرام .. السلام عليكم
ما إعراب كلمة (عملاً) في قوله تعالى ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً)) سورة الكهف آية 110فهل نعربها مفعول به أم مفعول مطلق؟ مع التوضيح السبب ولكم الشكر.
ـ[نايف 999]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 11:39 م]ـ
عملا: مفعول به منصوب وعلامه نصبه الفتحة الظاهرة على أخره
لأن الاسم (عمل) سبق بالفعل يعمل وفاعله ضمير مستتر تقديره (هو)
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 12:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم
عملا: مفعول به، لأن الفعل واقع عليه، والله أعلم
ـ[المهندس]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 02:28 م]ـ
لا أظن الإجابات السابقة شافية، وأحسب السؤال لا زال قائما، وهو سؤال يستحق النظر من الإخوة المتخصصين وعلى رأسهم مشرفو المنتدى.
فالإجابات السابقة لم تبين وجه الخطأ في إعرابها مفعولا مطلقا.
أليست الكلمة مصدرا من لفظ عامله وهو الفعل (يعمل) وأتبعت بوصف؟
فلم لا تكون مفعولا مطلقا لبيان النوع؟
ولا خلاف على أن مثل: (خلط عملا صالحا وآخر سيئا) تعرب فيه الكلمة كمفعول به.
ولكن هنا فرق، وهو كون العامل والمعمول من نفس اللفظ.
ويتفرع منه لو قلنا (ويعمل صالحا) هل تقدر على أنها (ويعمل عملا صالحا)
أم تكون (صالحا) مفعولا به بلا تقدير للموصوف؟
ـ[حازم]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 10:01 م]ـ
أستاذي العزيز / " المهندس "
" ما شاء الله "، أراك قد فصَّلت حُسنَ الجواب، وذلَّلتَ لنا الصِّعاب، فأيُّ إجابة تُذكر بعد ذلك، فهي من وَحْي إشاراتك، ومن إضاءة تنبيهاتك.
وقد كانت الإجابة سَهلة طبيعيَّة، فأبيتَ إلاَّ أن تُلبسها حُلَّة بهيَّة
فاختالت ركائبُها، وتمايلَتْ سحائبُها، وتقاربَت مشارقُها ومغاربها.
زادك الله غزارة العلم، وعمق الفهم.
قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّما أنا بَشَرٌ مِثلُكُمْ يُوحَى إلَيَّ أنَّما إلَهُكُمْ إلَهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحًا ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَدًا} سورة الكهف
110
العمل: يجوز أن يكون مصدرًا للفعل: " عَمِلَ "، فيقال: عَمِل عَمَلاً.
ويجوز أن يكون الاسم منه، وهو المِهْنة والفِعْل، والجمع أَعمال.
فعلَى المعنى الأول، يكون إعراب " عَمَلاً "، في قوله تعالى: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحًا}: مفعولاً مطلقًا.
صالحًا: صفة
وعلى المعنى الثاني، يكون إعرابها: مفعولاً به منصوبا.
وإلى جواز الوجهين، ذهب الأستاذ / " محي الدين الدرويش، في "إعراب القرآن الكريم ".
وإلى إعرابها مفعولاً به فقط، ذهب الأستاذ / " بهجت صالح "، في " الإعراب المفصَّل، لكتاب الله المرتَّل "
وكذا الأستاذ / " محمود صافي "، في " الجدول، في إعراب القرآن وصرفه وبيانه ".
قلتُ: والظاهر أنها مفعول به، لأنَّ المقصود هو العمل الموافق للشَّرع، ولذلك وصفه بكلمة " صالحا "، وليس المقصود توكيد الفعل، أو بيان نوعه، ولذلك، ينطبق معناه على عمل أيِّ شيءٍ موافق لسنَّة نبيِّنا وحبيبنا محمدٍ – صلَّى الله عليه وسلَّم -.
ويؤكِّد هذا المفهوم، أنَّ ذِكْر {عَمَلاً صالحًا}، لم يرد إلاَّ ثلاث مرَّات:
{وآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحًا وآخَرَ سَيِّئًا} سورة التوبة 102
{فَمَن كانَ يَرْجُوا لِقاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحًا} سورة الكهف 110
{إلاَّ مَن تابَ وءَامَنَ وعَمِلَ عَمَلاً صالِحًا} سورة الفرقان 70
بينما ورد ذكر {صالحًا}، أو كلمة {الصالحات} في بقيَّة المواضع، التي تزيد عن 70 موضعا، منها:
قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أوْ أُنثَى} سورة النحل 97.
والظاهر أنَّ المحذوف مفعول به، وقامت الصفة مقامه، لأنَّ المقصود فِعْل الأعمال الصالحة.
وقوله تعالى: {وبَشِّرِ الَّذِين ءَامَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} سورة البقرة 25.
وهنا، " الصالحات ": مفعول به، لأنَّ المحذوف " الأعمال "، وهي ليست مفعولا مطلقا.
وقوله تعالى: {ومَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتَ مِن ذَكَرٍ أوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ولا يُظلَمُونَ نَقِيرًا} سورة النساء 124.
وفيه يظهر واضحًا، أنَّ المراد هو العمل، والله أعلم.
وممَّا يدفعني إلى هذا القول أيضًا، حديث رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -، الذي ورد في صحيح مسلم: ((مَن عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليهِ أمرُنا فهو رَدٌّ))
نسأل الله العافيةَ والسلامة.
والمعنى: أيْ: عَمِل شيئًا، وليس المقصود توكيد الفعل.
وهو موافق لرواية الصحيحين: ((مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ))
والله أعلم
ختامًا، أشكر الأستاذ الفاضل / " موسى " على إتحافنا بهذه المشاركة القيِّمة.
كما أشكر الأخوين الفاضلين / " نايف "، " عزام " على جمال مشاركتهما
مع عاطر التحايا للجميع
¥