تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ماجمع ... ؟]

ـ[أبو تمام]ــــــــ[02 - 02 - 2005, 04:19 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما جمع قرآن؟

وهل مجالات جمع مؤنث سالم أم ملحق به؟

سألني أحد الأصدقاء عن قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في إعراب القمرين في قولنا: رأيت القمرين، ملحقة بالمثنى على حد قول السائل، فهل من توجيه لذلك؟

هل هناك كلمات لا تجمع وما الضابط لمعرفة هذه الكلمات؟

للمجيب التحية وليس للقارئ: D :D [/size][/size][/size]

ـ[حازم]ــــــــ[05 - 02 - 2005, 11:06 ص]ـ

أستاذي الفاضل الألمعي / " أبو تمَّام "

قد ازداد شوقي إليك، أسأل الله أن يُيسِّر أمور دنياك، ويرفع منزلتك في أُخراك.

وعذرًا على التأخير في الردِّ، فقد تألَّق طرحك، واشتمل على معانٍ برق لمعُها، وصعُب عليَّ جمعُها، أسأل الله العون والتيسير.

" ما جمع قرآن؟ "

عند أبي حيَّان في " بحره ":

(القرآن: مصدر قرأ قرآنا. قال حسَّان بن ثابت - رضي الله عنه-:

ضَحَّوْا بأشْمطَ عنوانُ السُّجودِ بهِ * يُقطِّعُ الليلَ تَسْبيحًا وقُرْآنا

أي: وقراءة

وأطلق على ما بين الدفتين من كلام الله عزّ وجلّ، وصار علمًا على ذلك، وهو من إطلاق المصدر على اسم المفعول في الأصل، ومعنى: قرآن، بالهمز: الجمع لأنه يجمع السور) انتهى

وعند القرطبي:

(القرآن: اسم لكلام الله تعالى، وهو بمعنى المقروء، كالمشروب يُسمَّى شرابًا، والمكتوب يُسمَّى كتابًا؛ وعلى هذا قيل: هو مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنًا، بمعنًى.

وفي صحيح مسلم، عن عبد اللَّه بن عمر: " أنَّ في البحر شياطين مسجونة أَوْثقها سليمان - عليه السلام - يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنًا "

أي قراءة، وفي التنزيل: {وقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} أي قراءة الفجر) انتهى

وجاء في " اللسان ":

(المصادر لا تجمع إلا قليلا)، وفي موضع آخر: (المصادر ليس سبيلها التثنية والجمع) انتهى

قال الفراء عند قوله تعالى: {لا تَدْعوا الْيَومَ ثُبورًا واحِدًا وادْعوا ثُبورًا كَثيرًا}، الثبور: مصدر، ولذلك قال: {ثُبورًا كَثيرًا}، لأنَّ المصادر لا تجمع، ألا ترى أنك تقول: " قعدت قعودًا طويلاً "، " وضربتُه ضربًا كثيرًا ") انتهى

وفي " التبيان ":

(قوله تعالى: {قُرْبانًا}، هو في الأصل مصدر، وقد وقع هنا موضع المفعول به، والأصل: إذ قرَّبا قربانين، لكنه لم يُثنَّ، لأنًَّ المصدر لا يثنَّى) انتهى

وقيل: إنَّ المصدر قد يجمع باعتبار تعدد الصادر منه، أو باعتبار تعدد أنواعه.

وعليه، فكلمة " قرآن " لا جمع لها، والله أعلم.

" وهل مجالات جمع مؤنث سالم أم ملحق به؟ "

أرَى أنها تنقاس عليه، وأعني الجمع بألف وتاء مزيدتين، وهي تسمية ابن مالكٍ وابن هشامٍ – رحمهما الله – لتعمَّ جمع المؤنث، وجمع المذكر، وما سلِم فيه المفرد وما تغيَّر.

وذلك لأنَّ مفرده مذكَّر.

ولم أقل: " ملحق به "، لوجود مفرد له من لفظه، " مجال ".

بقي النظر في أدلَّة الحكم.

جاء في " شرح التسهيل ":

(فمن الشَّاذّ: سماء وسموات، وأرْض وأرَضات، وعُرُس وعُرُسات، وعِير وعِيَرات، وشمال وشمالات، وخَوْد وخَوْدات، وثَيِّب وثَيِّباتز

وأشذ من هذا جمع بعض المذكَّرات الجامدة المجردة، كحُسام وحُسامات، وحَمَّام وحَمَّامات، وسُرادق وسُرادقات، وكل هذا شاذ مقصور على السماع) انتهى

قلتُ: جاء في " النحو الوافي " أنَّ هذا الجمع ينقاس في ستة أشياء، منها:

كل خماسيٍّ لم يُسمَع له عن العرب جمع تكسير، مثل: سُرادقات، وقَيصومات، وحَمَّامات، وكتَّانات، واصطبلات، وقِطميرات.

في جمع: سُرادق، وقَيصوم، وحَمَّام، وكَتَّان، واصطَبل، وقِطمير) انتهى

فنجد أنه قد وضَّح قاعدة للجمع، وأضاف كلمات أخرى توافقها، وزائدة على ما جاء في " التسهيل ".

وجاء في " الهمع "

(وذهب قوم منهم ابن عصفور إلى جواز قياس جمع المكبر من المذكر والمؤنث الذي لم يكسَّر اسما كان أو صفة، كحمَّامات، وسجلات، وجمل سبحل، أي ضخم، وجمال سبحلات.

فإن كسِّر امتنع قياسًا، ولذلك لحَّنوا أبا الطيب:

ففي النَّاس بوقاتٌ لها وطبُولُ) انتهى

قلتُ، يعني بيته، " من الطويل ":

إذا كانَ بَعضُ النَّاسِ سَيفًا لِدَولةٍ * ففي النَّاس بوقاتٌ لها وطُبولُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير