[واو وفاء وعطف]
ـ[أبو باسل]ــــــــ[09 - 04 - 2005, 06:30 م]ـ
كثيرا ما يلتبس علينا التمييز بين الفاء العاطفة من غيرها كالسببية والاستئنافية
وكذلك التمييز بين الواو العاطفة و الاستئنافية
فنرجو من الأخوة المشرفين والأعضاء الأكارم التكرم علينا بإعطاء هذا الموضوع حقه وتكون الفائدة عامة بإذن الله
هل نعطف جملة اسمية على أخرى فعلية، أو العكس؟
أرجو التوضيح بالأمثلة.
ما نوع الواو والفاء في العبارات الآتية؟
يا ابنتي إن أردت آية حسن & وجمالا يزين جسما وعقلا
فانبذي عادة التبرج نبذا & فجمال النفوس أسمى وأغلى
حضر محمد وأخوه مسافر
الاستفهام الإنكاري يسأل به عن شيء غير واقع، ولا يمكن أن يحصل، فمدعيه كاذب، وهو يتضمن معنى النفي
ـ[أبو باسل]ــــــــ[11 - 04 - 2005, 07:00 م]ـ
أين أنتم يا إخوتي؟
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 10:26 م]ـ
أين أنتم يا إخوتي؟
نحن أخي الحبيب جدّ قريبين ولكن ......
لا تزال أسئلتك تشحذ الهمم وتنال الإعجاب وتشي بحرص شديد على استجلاء المعاني واستكناه الدّقائق النحويّة والبلاغية ومثل هذه الصفحات يفيد منها الورّاد مهما اختلفت مشاربهم.
أعدك أن أعود قريبا للركض في مضمارك الفسيح فحيّهلا بك.
ـ[بديع الزمان]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 05:06 م]ـ
العزيز أبا باسل
أعود اليوم محاولا الوفاء بالوعد واعذرني على التأخير.
أوّلا: الفاء.
الفاء العاطفة تفيد ثلاثة أمور:
1. الترتيب وهو نوعان: (معنويّ) بأن يكون المعطوف بها لاحقا متصلا بلا مهلة، قال تعالى: "الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ "الانفطار7.و (ذكريّ) وهو عطف مفصّل على مجمل، قال تعالى: "فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ "البقرة36.أو عطف لمجلرد المشاركة في الحكم، بحيث تحسن الواو:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدّخول فحومل.
وذهب بعض النحاة إلى أنّها لاتفيد الترتيب مطلقا، واحتجوا بقوله تعالى: "وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ "الأعراف4فالبأس في الوجود قبل الإهلاك. وقد أجيب عليه بأن المعنى (وكم من قرية أردنا إهلاكها فجاءها بأسنا).
2. التعقيب: وهو في كلّ شيء بحسبه، نحو: تزوّج فلان فولد له. وهو الأصل فيها وقد تكون بمعنى ثمّ، نحو قوله تعالى: "ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ "المؤمنون14كما تأتي بمعنى الواو كبيت امرئ القيس السابق الذكر.
3. السّببيّة: وذلك غالب في العاطفة جملة أو صفة فالأوّل كقوله تعالى:" فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ" القصص15أي بسبب وكزه. والصفة مثل قوله تعالى: َ"لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ" الواقعة 53/ 54. ولا يخلو المعطوف بالفاء من أن يكون مفردا أو جملة والمفرد صفة أو غير صفة:
فإن عطفت مفردا غير صفة لم تدلّ على السببية.
وإن عطفت جملة أو صفة دلّت على السببية غالبا.
فائدة: الفاء التي تعطف الجمل يجوز أن يكون قبلها جملة اسميّة وبعدها جملة فعليّة نحو: زيد قائم فضرب غلامه. أو بالعكس: قام زيد فأبوه منطلق.
أو قبلها خبريّة وبعدها طلبيّة: قام زيد فكافئ غلامه وبالعكس: كافئ زيدا فيقومَ غلامه.
وللحديث صلة بعون الله تعالى.
ـ[ابن يعيش]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 11:11 م]ـ
الأخ أبا باسل ... تحية طيبة
أما سؤالك عن نوع الواو و الفاء فيما ذكرته من جمل و أبيات فإليك التفصيل:
" و جمالا " الواو هنا عاطفة على "آية"، "وعقلا" عاطفة على "جسماً "
" وأغلى" عاطفة على "أسمى"
أطا "الفاء " في "فانبذي" في واقعة في جواب الشرط وتسمى "الرابطة" لأنها تربط بين جواب الشرط و جوابه، وسبب مجيئها هنا هو أن جواب الشرط جملة طلبية، و الجواب إذا كان جملة طلبية وجب إلحاق الفاء به.
"فجمال " الذي يظهر لي أنها استئنافية فتعرب "جمال " مبتدأ
"الواو في " وأخوه مسافر " هذه تسمى الحالية لأنها واقعة في أول جملة الحال
هذا ما تيسر لي الإجابة عليه .. وآمل أني كنت قد وفقت فيها
ـ[الكاتب1]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 12:41 ص]ـ
عفواأستاذنا " بديع الزمان " إن كنا قد تطفلنا عليكم، ولكن لعلي أن ننال بكم شفاعة.
أخي الكريم " أبو باسل "
الفاء الاستئنافية: حرف تُستانف ما بعدها بكلام لاعلاقة له بالكلام السابق، نحوقوله تعالى: " فلمّا أتاهما صالحا، جعلا له شركاء فيما آتاهما، فتعالى الله عمّا يشركون "
أمّا العاطفة: فهي حرف تفيد أمور هي: الترتيب، نحو قوله تعالى: " الذي خلقك فسواك فعدلك "
2 - التعقيب، نحو: دخل زيد المسابقة فكسبها " ونحو: " دخلت مكة فالحرم "وتكون بمعنى " ثم " أي: تفيد التراخي، نحو قواله تعالى: " ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما "
3 - السببية، نحو قوله تعالى: "فوكزه موسى فقضى عليه ".
أما في نحو: " قام زيد فهل قمت " و: " قام زيد فعمرو قائم "
فقد قال بعضهم إن أردت الاستئناف بعدها من غير تشريك للجملتين كانت حرف استئناف، أو ابتداء كما يطلق عليها البعض، ولكن أنكر البعض عليهم ذلك، وقالوا: إنها ـ في هذه المواضع التي ذكروها شواهد لها ـ حرف عطف تربط بين الجمللا حرف استئناف.
أمّا قولك: هل نعطف جملة اسمية على أخرى فعلية، أو العكس؟ أرجو التوضيح بالأمثلة.
نقول: إنه جائز على أرجح الأقوال إن لم يختلفا خبرا وإنشاء، نحو: " أحب العلم والقراءة تفيدني" ونحو المثل القائل " للباطل جولة ثم يضمحل "
أمّا المختلفتان خبرا وإنشاء فإنهم اختلفوا فيه، والأصح المنع فلا يصح مثلا أن نقول: " داومْ على المذاكرة، وداومَ أصحابك " هذا ما جاء في كتب النحو
والله أعلم
¥