تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل هذا الإعراب صحيح؟]

ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 10:27 ص]ـ

قال الله تعالى: {ونودوا أنْ تلكم الجنةُ أورثتموها ... } الأعراف:43

قال ابن أبي العز الهمذاني في " الفريد " (2/ 302، 303):

’’ ... ولك أن تجعل (تلكم) خبر مبتدأ محذوف، و (الجنة) نعتا لتلكم، أي: هذه تلكم الجنة ... ‘‘.

أود أن أعرف مدى صحة هذا الإعراب ...

وجزاكم الله خيرا ...

ـ[حازم]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 09:43 م]ـ

الأستاذة النابغة / " سمط اللآلئ "

أرجو أن تذكري لنا ابتداء كلام الهمذاني، حين بدأ إعراب هذه الآية.

فلعلَّ في ابتداء تقديره، ما يعينني - بعد الله - على فهم إعرابه.

مع عاطر التحايا

ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 10:27 م]ـ

الأستاذ الكريم / حازم

أشكر لكم حسن تجاوبكم، حفظكم الله ...

قال الهمذاني:

(وقوله "أن تلكم" (أن): تحتمل أن تكون مخففة من الثقيلة واسمها محذوف وهو ضمير الشأن والحديث، و (تلكم الجنة) ابتداء وخبر. ولك أن تجعل (تلكم) خبر مبتدأ محذوف، و (الجنة) نعتا لتلكم، أي: هذه تلكم الجنة، والجملة في رفع بخبر (أن) *، و (أن) وما اتصل بها من الاسم والخبر في موضع نصب بـ"نودوا" لعدم الجار أو جر على إرادته، أي بأنه على الخلاف المذكور في غير موضع. وأن تكون مفسرة بمعنى أي؛ لأن المناداة من القول، كأنه قيل: وقيل لهم: تلكم الجنة).

* هكذا، وأظن الصواب أن يقال: في محل رفع خبر (أن)، والله أعلم.

هذا إعرابه للجزء الذي أوردته من الآية الكريمة، أما قبل ذلك فقد أعرب من الآية: (من غل)، (تجري من تحتهم)، (لولا أن هدانا الله).

وجزاكم الله خيرا ...

ـ[حازم]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 10:40 م]ـ

سَأَلْتُ اللهَ أنْ يَرْعاكِ دَوْمًا * فَما لَكِ في اللآلئِ مِنْ نَظِيرِ

الأستاذة الفاضلة النابغة / " سمط اللآلئ "

أشكرك علَى هذه المشاركة القيِّمة، وأسأل اللهَ الكريمَ، أن يجزيَك خيرَ الجزاءِ.

فقد استطعتِ أن تغوصي في أعماق البحار، لتستخرجي منها لؤلؤة مكنونة، تتعلَّق بتوجيه إعراب آية كريمة.

وقد منَّ اللهُ عليك بهذا الفضل، فاستخراج مثل هذه المسائل النحوية، والفوائد الذهبيَّة، لا يدركه كلُّ إنسان، " ما شاء الله "، {ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ واللهُ ذُو الفَضْلِ العَظيمِ}.

قال الله تعالى: {ونُودُوا أنْ تِلْكُمُ الجنَّةُ أورِثْتُمُوها} الأعراف 43.

قال الهمذاني:

(وقوله: {أن تِلكُم}

{أن}: تحتمل أن تكون مخفَّفة من الثقيلة، واسمها محذوف، وهو ضمير الشأن والحديث.

و {تِلكُمُ الجنَّةُ}: ابتداء وخبر.

ولك أن تجعل {تِلكُم} خبر مبتدأ محذوف، و {الجنَّةُ} نعتا لـ" تلكم ".

أي: " هذه تلكم الجنَّةُ) انتهى

ما مدى صحة هذا الإعراب؟

أقول - أيتها الفاضلة -:

ليس لقاصرٍ في العلم والفَهم، مثلي، أن يحكمَ على إعراب " الهمذاني "، - رحمه الله - وبارك في علمه، ونفعنا به.

ومع ذلك، فهو إعراب صحيح فصيح راقٍ، وعلَى مرِّ الدهور والأزمان باق، أصيل الجذور، طيِّب الأعراق، قد انتشر وطبَّق الآفاق، ونصَّ عليه كثيرٌ من جلَّة العلماء.

جاء في تفسير الطبري:

(وأما قوله: {ونُودُوا أن تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}

فإن معناه: ونادَى منادٍ هؤلاء الذين وصفَ اللهُ صفتَهم، وأخبر عما أعدَّ لهم من كرامته: " أنْ يا هؤلاء، هَذه تلكُمُ الجنَّةُ التي كانت رسلي في الدنيا تخبركم عنها ") انتهى

قلتُ: قد قدَّر – رحمه الله - اسمَ الإشارة " هذه " قبل اسم الإشارة الثانية " تلكم "، على أنها مبتدأ محذوف، وسيأتي توجيه هذا التقدير.

وقال أبو جعفر النحَّاس، في " معاني القرآن الكريم ":

({ونُودُوا أن تِلكُمُ الجنَّةُ أُورِثْتُمُوها}

ويجوز أن يكون المعنى: " بأنه تلكم الجنةُ ".

ويجوز أن تكون " أنْ " مفسِّرة للنداء.

والبصريون يعتبرونها بـ" أيْ ".

والكوفيون يعتبرونها بالقول.

والمعنى واحد، كأنه: ونودوا، قيل لهم: تلكم الجنة.

أي: " هذه تِلكُمُ الجنة، التي وُعِدتُموها في الدنيا "

ويجوز أن يكون لمَّا رأوْها، قيل لهم قبل أن يدخلوها: " تِلكُمُ الجنةُ ") انتهى

وذكر أبو الحسن الواحدي، في " الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ":

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير