تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الأسماء قبل التركيب لا حكم لها]

ـ[أبو حازم]ــــــــ[20 - 02 - 2005, 10:58 م]ـ

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد فقد اطلعت على ما جرى في هذا المنتدى المبارك من الحديث عن الأسماء قبل تركيبها هل لها حكم وهل هو الإعراب أم البناء؟ وقرأت ما كتبه السادة الفضلاء أساتذة اللغة العربية فأعجبني ذلك منهم كثيرا وقد كان لي بحث يفك النزاع ويحل الخلاف لم يتسن لي كتابته حتى هذه الساعة فهذا أوانه وإنه لبحث حق على من قرأه أن يدعو لكاتبه لما سيجد فيه من التحقيق الذي قلما يجده فيما يقرأ فأقول وبالله التوفيق:

اعلم أولا أن الأسماء قبل التركيب لا حكم لها في النحو لأنها ليست بكلام مفيد يحسن السكوت عليه وموضوع النحو كما هو معلوم ضرورة عند طالبيه هو الكلام العربي المفيد ولذلك ترى النحويين يصدرون مؤلفاتهم بتعريف الكلام الذي هو موضوع علم النحو وما ذلك منهم إلا تنبيها على هذا الأمر الذي ذكرت فليكن منك هذا الحديث على بال فإن كثيرا من النحويين وقع في خلط كبير حيث ذهب يحكم على الأسماء قبل التركيب بالإعراب أو البناء وما هي إلا أصوات ينعق بها لا حكم لها عند العقلاء فضلا عن النحاة ألا ترى أنك لو سمعت أحدا يقول زيد, عمرو , بكر لعددته مجنونا أو مخرفا فما بالك تذهب إلى هذيانه لتحكم عليه بالإعراب أو البناء أم صار كل صوت عندك محل تقدير واعتبار.

ثم اعلم ثانيا أن الأسماء تطلق في كلام العرب ويراد بها أحد شيئين

الأول مسماها الذي سميت به وذلك هو الغالب في كلام العرب لأنها إنما وضعت لتدل على مسمياتها وأمثلة ذلك لا تحصى كقولك (جاء زيد وضربت زيدا ومررت بزيد) فالمراد بزيد في هذه الأمثلة المسمى والذات

الثاني نفس حروف الاسم أو بعبارة أخرى نفس اللفظ و تجد ذلك كثيرا في عبارات النحاة ومثال ذلك قولك (زيد اسم عربي) و (زيد مكون من الزاي والياء والدال) و (الرحمن من أسماء الله) وقول بعض الشعراء (اسم السلام عليكم) وقول النحاة في الإعراب (زيد مبتدأ) و (عمرو فاعل) في إعراب (زيد أخوك وأكرمه عمرو) فكل هذه الأسماء مراد بها لفظها لا مسماها وحكمها أن تعرب حسب موقعها من الجملة

كقول الشاعر

*ليتَ وهل ينفع شيئا ليتُ *

وقول الفرزدق

ما قال لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد كانت لاءه نعم

اللهم إلا أن يكون الاسم محكيا فيؤتى به كما هو في الحكاية مثال ذلك إذا جئت تعرب (أكرمت زيدا) قلت (زيدا مفعول به) بنصب كلمة زيد مع أنها في هذه الجملة مبتدأ مخبر عنها بكلمة (مفعول به) فحقها أن ترفع ولكن من أجل حركة الحكاية قدرت الضمة على الآخر

وبهذا الكلام ينحل ما استشكلته الأخت الفاضلة الخيزران من كلام الثماميني (اعلم أن المعرب يفيد الكلمة والإعراب ولست أريد بالإعراب أنه موجود فيها وإنما أريد كونها مستحقة للإعراب ألا ترى أنا نقول (زيد) معرب ونحن واقفون عليه فكذلك هذا لأنا نريد كونه مستحقا للإعراب لا وجود الإعراب فيه).اهـ

فزيد في قوله (زيد معرب) مبتدأ مرفوع مخبر عنه بقوله (معرب) فلا إشكال في رفعه.

وكلام الثماميني كان عن أمر آخر ليس مما نحن فيه في شيء وهو أن اعتبار الكلمة معربة لا يعني ملازمة الإعراب لها بل قد يتخلف عنها لمانع ما كالوقوف على الكلمة فإن المعلوم أن العرب لا تقف على متحرك فإذا وقفت على قولك جاء زيد وجب عليك أن تسكن الدال من زيد وذلك من مواضع تخلف الإعراب.

أرجو أني قد أوصلت إلى فهومكم مقصدي والله المسؤول أن يتجاوز عما وقع فيه من الغلط إنه ولي ذلك والقادر عليه

ـ[أبو حازم]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 11:21 ص]ـ

يرفع للفائدة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير