هل هناك مسوّغ لإعراب (مكره) في قولهم ((مكره أخاك لا بطل)) مبتدأ؟
ـ[موسى 125]ــــــــ[17 - 02 - 2005, 08:26 م]ـ
الأساتذة الكرام ... السلام عليكم
رأيت في أحد مواضيع المنتدى من يعرب (مكره) في قول العرب (مكره أخاك لا بطل) مبتدأ .. فهل هناك مسوغ لهذا الإعراب؟ علماً بأن (مكره) نكرة لم أر لها مسوغاً للابتداء بها ... فما رأي الأساتذة الكرام؟ ولكم الشكر.
ـ[حازم]ــــــــ[17 - 02 - 2005, 08:33 م]ـ
الأستاذ الفاضل / " موسى "
ما تقول في قول ابن مالكٍ – رحمه الله -:
وقد يجوزُ نحو فائزٌ أولو الرشد
ـ[أديب ولكن]ــــــــ[17 - 02 - 2005, 08:38 م]ـ
السلام عليكم ...
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&postid=11890#post11890
ـ[موسى 125]ــــــــ[18 - 02 - 2005, 12:29 م]ـ
الأستاذ (حازم) ... السلام عليكم
رأي في قول ابن مالك أنها يمكن حملها على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هذا) أو أنها خبر مقدم وما بعده مبتدأ مؤخر ... فأنا والله أريد أن أسمع رأيكم الكريم حتى نستزيد منه علماً وفقكم الله للخير.
الأستاذ (أديب ولكن) ... ما فهمته من الرابط الذي أوردته هوجواز الابتداء به فقط عند الكوفيين ومنعه عند البصريين .... فهل يمكننا أن نجوز ذلك اعتماداً على قول الكوفيين؟ ولك الشكر.
ـ[حازم]ــــــــ[20 - 02 - 2005, 10:51 م]ـ
مَغاني الشِّعبِ طِيبًا في الْمَغاني * بِمَنزِلَةِ الرَّبيعِ مِنَ الزَّمانِ
ولَكنَّ الفتَى العرَبِيَّ فيها * غَريبُ الْوَجهِ والْيَدِ واللسانِ
مَلاعِبُ جِنَّةٍ لَوْ سارَ فيها * سُلَيمانٌ لَسارَ بِتَرْجُمانِ
طَبَتْ فُرسانُنا والخيلُ حتَّى * خَشيتُ وإنْ كَرُمْنَ مِنَ الْحِرانِ
غَدَوْنا تَنْفُضُ الأغصانُ فيها * علَى أعرافِها مِثلَ الْجُمانِ
فَسِرْتُ وقَدْ حَجَبْنَ الشَّمسَ عَنِّي * وجِبْنَ مِنَ الضِّياءِ بِما كَفاني
وألْقَى الشَّرْقُ مِنها في ثِيابي * دَنانيرًا تَفِرُّ مِنَ الْبَنانِ
لها ثَمَرٌ تُشيرُ إليكَ مِنهُ * بِأشْرِبةٍ وَقَفْنَ بِلا أوانِ
تَحِلُّ بِهِ علَى قَلبٍ شُجاعٍ * وتَرْحَلُ مِنهُ عَنْ قَلبٍ جَبانِ
مَنازِلُ لم يَزَلْ مِنها خَيالٌ * يُشَيِّعُني إلى النَّوْبنْذَجانِ
إذا غَنَّى الْحَمامُ الْوُرْقُ فيها * أجابَتْهُ أغانِيُّ الْقِيانِ
ومَنْ بِالشِّعبِ أحْوَجُ مِنْ حَمامٍ * إذا غَنَّى وناحَ إلى الْبيانِ
وقدْ يَتقارَبُ الْوَصْفانِ جدًّا * ومِوْصوفاهُما مُتَباعِدانِ
يَقولُ بِشِعْبِ بُوَّانٍ حِصاني * أعَنْ هذا يُسارُ إلى الطِّعانِ؟
الأستاذ الفاضل / " موسى "
أشكرك على تساؤلاتك المفيدة، والتي تدلُّ على دقَّة تفكير، وصِحَّة تعبير، زادك الله علمًا.
قال ابنُ مالكٍ – رحمه الله – في " الكافية ":
المبتدا مَرفوعُ مَعنًى ذو خَبَرْ * أوْ وَصْفٌ اسْتَغنَى بِمَرْفوعٍ ظَهَرْ
يعني أنَّ المبتدأ الظاهر قسمان:
مبتدأ له خبر، نحو: " اللهُ ربُّنا "، " محمَّدٌ نَبيُّنا "، والذي بمنزلته، نحو قوله تعالى: {وأن تَصوموا خَيرٌ لَكُم} البقرة.
ومبتدأ لا خبر له، بل له مرفوع، فاعلا كان أو نائبه، سدَّ مسدَّ الخبر، أي استُغنيَ به عن ذكر الخبر، لا بمعنى أن الخبر حُذِف فسدَّ هذا مسدَّه، وهو كلُّ وَصفٍ اعتمدَ على استفهامٍ أو نَفيٍ، نحو: " أقائمٌ زيدٌ "، " ما قائمٌ زيدٌ ".
وهذا مذهب البصريين إلاَّ الأخفش، وهو أنَّ الوصفَ لا يكونُ مبتدأ إلاَّ إذا اعتمد على استفهامٍ أو نَفيٍ.
وذهب الأخفش والكوفيون إلى عدم اشتراط ذلك، فأجازوا نحو: " قائمٌ الزيدان ".
فـ" قائمٌ " مبتدأ، " الزيدان " فاعل سدَّ مسدَّ الخبر.
وإلى هذا أشار ابنُ مالكٍ – رحمه الله – بقوله:
وقد يجوزُ نحو: " فائزٌ أولو الرَّشَد ".
و" قد " للتقليل، وقد سُمِع عن العرب، " من الطويل ":
خَبيرٌ بَنو لِهْبٍ فلا تَكُ مُلغِيًا * مَقالةَ لِهْبِيٍّ إذا الطَّيرُ مَرَّتِ
الشاهد: " خبيرٌ بَنو لِهْبٍ "
مع أنَّ كلمة " خَبيرٌ " لم تعتمد على استفهامٍ أو نَفيٍ.
فيجوز في اللسان العربي أن يستغنى بمرفوع الوصف، وإن لم يعتمد على استفهام أو نفي
فكلام ابن مالك يدل على أنَّ الأصل أنه لا يُستغنَى بمرفوع المبتدأ عن الخبر، إلاَّ إذا اعتمد على استفهام أو نفي، لكن قد يجوز في القليل.
¥