[هل يتعدي "قسم" بـ "إلى"؟.]
ـ[علي حسين الغامدي]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 10:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الإخوة الأعزاء،
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يمن علينا جميعاً بالخيرات. آمين.
مشاركتي هذه عبارة عن سؤال، ومضمونه كما يلي:
هل يتعدى فعل (قسَّم) بإلى؟ هل هو سائغ في العربية؟.
أخوكم العبد الفقير إلى رحمة ربه: يرى أن هذه الكلمة لا تتعدى بـ "إلى"؛ لأن الفعل متعدَّ سواء أكان "قسم الشيء قسمته" أم "قسَّم الشيء قسَّمته"، ومن ثم لا يحتاج إلى تعديته بـ"إلى".
والصحيح - والله أعلم - أن تقول: قسمت الشيء أقساماً، فتقول مثلاً: الكلام العربي يقسم ثلاثة أقسام.
ثم إنني لما قرأت في كتب اللغة القديمة، أعني الكتب التي ألفت في القرون الثلاثة، لم أر هذا الاستعمال مثل ما رأيت في كتب المتأخرين.
فانظر مثلاً في قول الإمام ابن السراج في كتابه الأصول في النحو: (الأفعال تقسم قسمين: مبنيٌ ومعرب ... ).
وقال قدامة بن جعفر في الخراج وصناعة الكتاب: (وكانت الملوك تقسم مملكتها أربعة أقسام ... ).
فأرجو من الإخوة إبداء رأيهم في المسألة، ولكم جزيل الشكر.:::
ـ[طالب عربي]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 11:07 ص]ـ
أهلا بك أخي
وأسعد الله صباحك
أعتقد-واعتقادي قد يكون خطأً- بأن الذي جاء بعد الفعل (قسَّم) ليس مفعولاً به, وإنما هو تمييز أو مفعول مطلق
وإذا جيء بـ إلى فعند إذٍ يُعدى الفعل
والله تعالى أعلى وأعلم,,,
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 03:19 م]ـ
الفعل قسم وقسَّم وما أشبههما لا تتعدى بالحرف في الأصل.
قال تعالى: " أهم يقسمون رحمة ربك، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ... "
ولكن قد يضمن الفعل معنى فعل آخر، فيأخذ حكمه في التعدية بالحرف.
فلو قلت: يقسم النحويون الحروف إلى مختص وغير مختص، ويقسمون الكلم إلى اسم وفعل وحرف، جاز لأن قسَّم هنا ضمن معنى فرَّع فعدي بإلى.
والله أعلم
ـ[علي حسين الغامدي]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 08:23 ص]ـ
أهلا بك أخي
وأسعد الله صباحك
أعتقد-واعتقادي قد يكون خطأً- بأن الذي جاء بعد الفعل (قسَّم) ليس مفعولاً به, وإنما هو تمييز أو مفعول مطلق
وإذا جيء بـ إلى فعند إذٍ يُعدى الفعل
والله تعالى أعلى وأعلم,,,
أولاً: أشكر أخي الكريم على إجابتك.
ثانياً: الذي يأتي بعد (قسم) يكون مفعولاً به وما بعده مفعول مطلق كما في المثال الثاني: (وكانت الملوك تقسم مملكتها أربعة أقسام ... ).
فكلمة (مملكتها) مفعول به، و (أربعة أقسام) يعرب -والله أعلم - على أنه مفعول مطلق.
المهم: أن (قسم) لا يتعدى بـ "إلى"، أي لا داعي لأن نقول: (وكانت الملوك تقسم مملكتها إلى أربعة أقسام ... ) كما هو الشائع في كلامنا.
الفعل قسم وقسَّم وما أشبههما لا تتعدى بالحرف في الأصل.
قال تعالى: " أهم يقسمون رحمة ربك، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ... "
ولكن قد يضمن الفعل معنى فعل آخر، فيأخذ حكمه في التعدية بالحرف.
فلو قلت: يقسم النحويون الحروف إلى مختص وغير مختص، ويقسمون الكلم إلى اسم وفعل وحرف، جاز لأن قسَّم هنا ضمن معنى فرَّع فعدي بإلى.
والله أعلم ...
أحسنت أخي الفاضل، وهذا هو الذي خطر في بالي، ولكن ننتظر إجابات الإخوة ...
فالخلاصة: أن الأصل في (قسم) أنه لا يتعدى بـ "إلى" أو بـ "على" إلا إذا ضمن معنى فعل آخر.
فمثلاً إذا كان بمعنى التوزيع والتفريق عدِّي بـ "على"، ومنه ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما كما في سنن أبي دواد وهو حديث صحيح كما قال الألباني: (فجعلت المرأة تعطى القُرْطَ والخاتَم، وجعل بلال يجعله فى كسائه قال: فقسمه على فقراء المسلمين).
ولكن يبقى أن (قسم) ليس بحاجة إلى تعديته بـ "إلى" بمعنى التفريع أو التجزئة، لأن (قسَّم الشيء أقساماً) معناه: جزأه أجزاءً.
ثم إن (التفريع) هل يعدَّى بـ (إلى) حتى يقال إن (قسم) ضمن معناه؟!.
نعم قد يقال إن (قسم) المعدى بـ (إلى) ضمن معنى فعل (أرجع)، فقولنا: (قسمت الباب الأول إلى فصلين) معناه: أرجعته إلى فصلين.
على كل حال: لغتنا المستعملة في العصر الحاضر لا بد أن تقارن باللغة القديمة حتى نعرف أخطاءنا الكثيرة، والتي نحسب أنها فصيحة!!.
وشكراً ...