تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال غفر الله لكم]

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 12:29 ص]ـ

السلام عليكم: قال تعالى:

?هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا? [الرعد: 12]

قال ابن مالك في شرح التسهيل: معنى (يريكم) يجعلكم ترون, ففاعل الرؤية فاعل الخوف والطمع في التقدير.

وفي حاشية الصبان والخضري هذا التأويل مردود لأنَّه لا يظهر كون الخوف والطمع علة للرؤية لأنَّهم لا يرون لأجل الخوف والطمع بل الله يريهم لأجل أن يخافوا ويطمعوا ...

السؤال: من يشرح لنا ما جاء في حاشية الصبان والخضري؟

ـ[علي المعشي]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 02:00 ص]ـ

مرحبا أخي محمدا

للمفعول لأجله شروط يهمنا منها هنا اثنان لارتباطهما بسؤالك، وهما:

1ـ أن يكون المفعول لأجلة علة للفعل.

2ـ الاشتراك بين الفعل والمفعول له في الفاعل.

ولما كان الشرط الثاني غير متحقق في الآية لأن فاعل (يُري) هو الله سبحانه، وفاعل الخوف والطمع هم البشر تأول ابن مالك ـ رحمه الله ـ فقال إن (يريكم) بمعنى يجعلكم ترون، فيكون الرائي هو الإنسان والخائف هو الإنسان أيضا فيتحقق الاشتراك في الفاعل عند ابن مالك على هذا التأويل.

وأما الاعتراض على هذا التأويل فمرده إلى أن التأويل يحقق شرط الاشتراك في الفاعل ولكنه ينقض الشرط الأول (كون المفعول له علة للفعل) لأن الفعل بعد التأويل هو (يرون) والتعليل يقتضي أن يكون البشر يرون البرق ليخافوا، وهذا غير صحيح، وإنما يريهم الله البرق ليخافوا ويطمعوا، ولهذا كان التأويل على الاشتراك في الفاعل مردودا عند صاحبي الحاشيتين.

هذا ما يخص وجه الاعتراض، وأما إعراب (خوفا وطمعا) ففيه أكثر من وجه أذكر منها:

1ـ المفعول لأجله من وجهين أحدهما على رأي من لا يشترط الاشتراك في الفاعل، والثاني على كون الخوف والطمع بمعنى الإخافة والإطماع.

2ـ الحال على تأويل المصدر بالوصف (خائفين وطامعين).

3ـ النصب على المصدرية (المفعول المطلق) على تقدير (تخافون خوفا، وتطمعون طمعا) وذلك على رأي من لا يمنع حذف عامل المصدر في مثل هذا الموضع.

تحياتي ومودتي.

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 01:36 م]ـ

الله أكبر أخي المعشي والله مهما قلت فيك فلن أوفيك حقك ...

لكن هناك أستفسار بسيط أخي حول المسألة, فانظر قولك:

والتعليل يقتضي أن يكون البشر يرون البرق ليخافوا، وهذا غير صحيح، وإنما يريهم الله البرق ليخافوا ويطمعوا،

فما الفرق بين أن يرون ليخافوا وبين أنيريهم الله ليخافوا,, أليس المعنى واحداً, وهو الرؤية من أجل الخوف؟

ـ[علي المعشي]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 09:46 م]ـ

الله أكبر أخي المعشي والله مهما قلت فيك فلن أوفيك حقك ...

لكن هناك أستفسار بسيط أخي حول المسألة, فانظر قولك:

فما الفرق بين أن يرون ليخافوا وبين أنيريهم الله ليخافوا,, أليس المعنى واحداً, وهو الرؤية من أجل الخوف؟

بارك الله فيك أخي الكريم

ساوضح لك الفرق بمثال آخر. لو قلتَ: (أسْمعتُ المُلحدَ القرآن ليدخل في الإسلام) فمعنى (أسمعتُ) جعلته يسمع، ولكن هل كان الملحد قاصدا أن يسمع لأجل الدخول في الإسلام؟ أو أنك أنت من قصد أن يُسمعه القرآن لأجل الدخول في الإسلام؟ وعليه يكون الدخول في الإسلام علة لإسماعك إياه وليس علة لسماعه هو، فهو سمع لأنك أسمعته، سواء أدخل في الإسلام أم أعرض وأنكر، وأنت أسمعته لأجل الدخول في الإسلام. وهذه وجهة نظر من ردّ تأويل ابن مالك ورأى أن شرط التعليل قد انتقض بهذا التأويل.

على أن قول ابن مالك ليس خطأ من حيث التأويل لأن (يُريكم) بمعنى (يجعلكم ترون)، وإنما رده من رده لأنه لا يجدي، إذ إن الخوف ليس علة لفعل الرؤية في (يجعلكم ترون) وإنما هو علة لفعل الجعل، كما كان علة لفعل الإراءة على الأصل.

تحياتي ومودتي.

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 03:28 م]ـ

جزاك الله خيرا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير