[سؤال في المدارس النحوية]
ـ[أبو سلمان]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 01:46 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الأفاضل: ما المقصود بـ "مدارس" في قولهم "مدارس نحوية"؟
هل يقصدون بهم علماء النحو الذين عاشوا في زمن واحد؟ أم الذين عاشوا في بلدة واحدة .. خصوصا وأنهم يقسمونهم بحسب بلدانهم (كوفيون، بصريون ... )؟
أريد معالجة لمعنى مدرسة ..
زادكم الله علما نافعا ورزقا واسعا
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 01:52 ص]ـ
المدرسة تعني المنهج الذي اتخذه جمع من العلماء
فيصفون النحو البصري بمدرسة المنهج المعياري
أما النحو الكوفي فمدرسة المنهج الوصفي
فكل مدرسة لها منهج تتبعه أما تسميتها بأسماء بلدان فلعل ذلك لنشوء المدرسة في ذلك البلد
أورد الدكتور شوقي ضيف في كتابه المدارس النحوية خمس مدارس
مضيفا على المدرستين اللتين سبقتا
البغدادية والشامية والمصرية
ـ[سالم محمد]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 01:54 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أعتقد والعلم عند الله أن الجواب الثاني هو الأقرب،،،
ومعنى مدرسة عند أهل اللغة "المنهج" الذي يبني عليه علماء تلك المدرسة طرق استشهادهم، وقواعدهم.
والله أعلم
ـ[أبو سلمان]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 09:33 م]ـ
أحسنتما، أشكركما أساتذتي الأفاضل
مازلت أبحث، وكل الكتب التي عنيت بالمدارس لم تتطرق لهذا المصطلح
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 11:51 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الإجابة
المدارس النحوية مصطلح يشير إلى اتجاهات ظهرت في دراسة النَّحو العربي، اختلفت في مناهجها في بعض المسائل النحوية الفرعيّة، وارتبط كل اتجاه منها بإقليم عربي مُعيّن، فكانت هناك مدرسة البصرة، ومدرسة الكوفة، ومدرسة بغداد وهكذا.
ولم يكن لهذا الارتباط المكاني دلالة علميّة خاصة. ويرى بعض الباحثين أن القدماء لم يطلقوا على مسائل الخلاف في النحو القديم كلمة مدرسة، فلم يؤثر عنهم مصطلح المدرسة البصرية، ولا مصطلح المدرسة الكوفية ولا مدرسة بغداد ولكننا نقرأ من قولهم: مذهب البصريين، ومذهب الكوفيين، ومذهب البغداديين، وربما ورد في قولهم: مذهب الأخفش، ومذهب الفراء، ومذهب سيبويه وغير ذلك. غير أن المعاصرين استحسنوا لفظ المدرسة فاستعاروها في مادة الخلاف النحوي، كما استعاروها في مسائل أدبية أخرى، فأطلقوا على بناء القصيدة عند أوس بن حجر ـ على سبيل المثال ـ بناءً خاصًا يختلف عما عند غيره من الجاهليين ـ واستمرأ هذا النهج في الاصطلاح بعض الباحثين، فكانت مدرسة الديوان، وهكذا قيل عن الأدب في المهجر، على الرغم من الخلاف الكبير بين أدباء المهجر في منازعهم الفكرية.
ولعل من هذا ماذهب إليه الباحثون المعاصرون في تاريخ النحو والنحاة، فأثبتوا مصطلح المدرسة في نحو البصريين، ومثله مدرسة الكوفة، ومدرسة بغداد أو غير ذلك. غير أنك حين تنظر في التراث النحوي لاتجد جمهرة النحاة ـ بصريين وكوفيين وغيرهم ـ قد اختلفوا في أصول هذا العلم، ولم ينطلق هؤلاء من أفكار متعارضة، ولكنهم قد اختلفوا في مسائل فرعية تتصل بالتعليل والتأويل، فكان لهؤلاء طريقة أو مذهب، ولأولئك طريقة أو مذهب آخر، وقد يكون الاختلاف بين بصري وبصري كما كان بين كوفي وكوفي آخر، ولا تعدم أن تجد بصريَّا قد وافق الكوفيين، وكذلك العكس.
أما كلمة مذهب فترد كثيرًا في الكلام عن الخلاف النحوي، فيقولون، مذهب البصريين كما قالوا: مذهب الكوفيين، ومذهب البغداديين، وقد تطلق كلمة مذهب على الطريقة التي سار عليها أحد النحاة فقالوا: مذهب سيبويه كذا، أو قولهم: مذهب الأخفش والفرَّاء كذا.
والمتصفح لكتب التراث التي تعرضت للبحث في تاريخ النحو والنحاة، يلحظ خلوّها من مصطلح المدرسة ولكنه يجد أخبارًا مجموعة لعلماء كل عصر على حدة، ففي الفهرست لابن النديم مثلاً نجد بابًا يفرد للكلام في النحو وأخبار النحويين واللغويين من البصريين، وبابًا آخر لأخبار النحويين واللغويين الكوفيين، ثم باباً ثالثًا لأخبار جماعة من علماء النحو واللغويين ممن خلط المذهبين، وقد عرف هؤلاء الأخيرون عند الدارسين بالبغداديين. على أن أبا سعيد السيرافي أفرد كتابًا لأخبار النحويين البصريين بدءًا بأبي الأسود الدؤلي، وانتهاء بأبي بكر محمد بن السري المعروف بابن السراج، وأبي
¥