[ما معنى ذلك وفقكم الله]
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 11:52 م]ـ
السلام عليكم:
اشترط بعض النحاة في المفعول لأجله أن يكون قلبيا أي من أفعال النفس الباطنة كالرغبة لأن العلة هي الحاملة على إيجاد الفعل, والحامل على الشيء متقدم عليه, وأفعال الجوارح ليست كذلك ...
ما معنى ذلك إخوتي بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 03:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وبارك فيك أخي محمد ووفقك لكل خير.
اقتباسا من كلام بعض الفضلاء عندنا: لأن بواعث الفعل قلبية باطنة فلا بد أن تسبقه فتصلح لتعليله إذ العلة تتقدم المعلول لزوما، ففي قوله تعالى: (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ)، تقدمت العلة وهي الحذر، وهو معتى يقوم بالقلب على الفعل وهو وضع أصابعهم في آذانهم فهي كما يقول بعض أهل العلم: علة غائية، إذ هي الغاية المرجوة، فتتقدم الفعل في التصور الذهني وإن كانت تأتي بعده في الترتيب الوجودي في عالم الشهادة فقد تصوروا أولا أن الحذر سيحصل بوضع الأصابع في الآذان، فوجد هذا المعنى في أذهانهم، فذلك الباعث القلبي أو العلة الغائية الباعثة على الفعل، ثم جاء الفعل لها تاليا في الوجود فهو معلولها.
ولا يتصور ذلك في المصادر الحسية كالجري أو الأكل .......... إلخ أو في أفعال الجوارح كما ذكرت فهي أمور لا تصلح أن تكون باعثا قلبيا لكونها أفعالا وجودية محسوسة لا معنوية معقولة فضلا عن أنها لا تحصل إلا بمباشرتها، وشرط المفعول لأجله أن يكون متقدما في التصور قبل الوجود بالفعل.
فالحذر يوجد في الذهن قبل مباشرة سببه بخلاف فعل الجارحة فإنه لا وجود له إلا بوقوعه.
والله أعلى وأعلم
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 01:25 م]ـ
بارك الله فيك ...
فضلا لا أمرا .... هلا لو وضحت لي أكثر أستاذي الكريم مهاجر
فلا زال بي بعض الشيء
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 01:00 ص]ـ
وبارك فيك أخي محمد. ألقاب الأخوة آكد في مقام الخطاب بين الإخوان.
يبدو والله أعلم أنه قد عرض لي خلط فعكست:
جعل الأصابع في الآذان هو العلة التي يستجلب بها المفعول لأجله أو المعلول وهو الحذر لا العكس، فالحذر هو الغاية التي تصورها الذهن ابتداء فوقع الفعل لأجل استجلابها.
ذكر الشيخ محيي الدين، رحمه الله، في "عدة السالك" تعريفا لطيفا بسيطا:
"المصدر القلبي الذي يذكر لبيان ما فعل الفعل لأجله".
فالباعث لا بد أن يكون معنويا متقدما على الفعل يصلح لأن يقع الفعل لأجله: ضربت ابني التأديبَ، فقد تصورت تأديبه ابتداء وهو معنى غير محسوس فلا يوجد تأديب محسوس خارج الذهن أستطيع لمسه أو شمه أو ذوقه ........ إلخ، وهو يصلح لأن يكون معلولا لفعل الضرب، فالضرب علته التي تؤدي إليه، طبق هذا على التعريف المتقدم: التأديب مصدر قلبي فعل الضرب لأجله.
ولا يتصور ذلك في الأقعال الحسية فلا يقال: ضربت ابني الأكلَ، بل الأكل فعل حسي يصح التعليل به لمفعول لأجله كـ: أكلت الشبعَ، فهو لا يصلح غاية يعلل لها، بل هو الوسيلة لتحصيل المفعول لأجله، وعلى هذا فقس في كل فعل حسي.
والله أعلى وأعلم.