بالمؤهلات الحقيقية.
ـ[البصري]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 03:04 م]ـ
قلت أخي الكريم: ولا عيب في التغيير، ولا عيب في الاستفادة من تجارب الآخرين؛ لكن العيب –كل العيب- يتمثل في استحضار تجارب الآخرين، وتقييم علومنا وفق رؤاها. لا عيب في التغيير إذا انبعث من تجربة حية داخلية يعيشها صاحبها مع العلم بالتحليل والتعمق؛ فيواجه المشكلات تلو المشكلات ولا يجد لها حلاً في العلم القائم؛ فيحاول وضع الحلول. ويأتي غيره فيتصل بالخصائص الحقيقية للعلم، ويواجه المشكلات ويقترح الحلول، وتتراكم الحلول.
وأقول: لا فض فوك ثم لا فض فوك، فلا عيب في التغيير حقًا، ولا عيب في الاستفادة من تجارب الآخرين قطعًا .. ولكن ما هو التغيير الذي يجب أن نأخذ به، وما هي التجارب التي تستحق أن نستفيد منها؟
أهو التغيير الذي يسعى إليه أعداء الإسلام والقرآن واللغة، ليمسحوا العربية من الوجود، ويقطعوا صلة أهلها بكتاب ربهم وسنة نبيهم، ويقطعوا وشيجتهم بتراث آبائهم وأجدادهم؟
أهي تجارب من لا قدسية للغاتهم عندهم، ولا مكانة لألسنتهم في العالمين؟
آه ثم آه، لو فهم من يسعون ـ بزعمهم ـ إلى التغيير والتجديد والاستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم، لو فهموا أي لغة هي العربية؛ لما تجرؤوا على كثير مما يسمونه تجديدًا أو تغييرًا ... لكنه الشعور بالنقص أمام أصحاب الحضارة الدنيوية، جعلتنا نتبعهم في كل شيء، حتى فيما لا روح فيه ولا حياة .. !!
ليفهم أعداء العربية، الذين هم في الحقيقة أعداء للإسلام شاؤوا أم أبوا، أن لا تغيير على طريقتهم، ولاحياد عن سبيلنا لنضيع في سبلهم، ولا استفادة من تجاربهم الشوهاء الناقصة، التي لم تبن على أساس متين من فهم عميق للغة القرآن، وإنما هي تجاربهم على لغاتهم، فلتبق لهم.
أما ما يزعمه بعض متحذلقينا من صعوبة في لغتنا في نحوها أو صرفها أو عروضها .. فنسلم به، لا على سبيل وجوب تسهيله بطرقهم الهروبية (إن صح التعبير) ولكن على سبيل وجوب بذل الجهود الكافية لتذليل هذه الصعوبات، فلغتنا غالية، والغالي لا ينال إلا ببذل الغالي .. أما أن يقصر معلم ويخور متعلم، ثم نسقط نتيجة تقصيرنا على لغتنا، ونسوغ لأنفسنا بصعوبتها الاستمرار على ما نحن فيه من كسل، فأمر لا ينقضي منه العجب، وما نفع النعامة غمسها رأسها في الرمل ألا يصطادها طاردها (على حد زعم المتقدمين أن النعامة أنما تدفن رأسها لئلا يراها الصياد، وإن كان بعض العلماء المحدثين يزعم أن ذلك منها؛ لالتقاط موجات صوتية لمعرفة مصدر الخطر)
ثم هل وجود باب أو بابين في النحو أو الصرف أو العروض يصعب فهمها على المتعلمين مسوغ لتسهيل هذه العلوم على طريقة أولئك بالحذف والإلغاء، والذي لا يقف عند حد هذه الأبواب، وإنما يجعلها مسوغًا لتغيير يضيف إلى عبء الصعوبة المزعومة عبء إشغال النشء بل والكبار، بتعلم هذه الفلتات الجديدة، والتي لا يحكمها عقل ولا تجمعها قاعدة .. ؟؟!! لكنه حب التغيير وشهوة البروز أمام الملأ الذين أرضعوهم بلبان التغيير الماكر، وأراحوا أنفسهم من هذا الهم، لأن المرتضعين بهذا اللبان قد أجادوا الأدوار أيما إجادة، فطعنوا أنفسهم بسكاكين مسمومة، زاعمين أو مؤملين أن يغلبوا لغة القرآن.
زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب
لقد قال منزل الكتاب بلسان عربي مبين ـ سبحانه ـ: " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " أفترى ذلك التيسير لا ينسحب على لغة القرآن؟؟ " سبحانك هذا بهتان عظيم "
وقال ـ بشارة ـ " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ومن حفظ هذا الذكر حفظ اللغة التي هي وعاؤه، فليخسأ الأعداء وليرجعوا على أعقابهم خاسرين .. !!
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 03:13 م]ـ
لا فض فوك ثم لا فض فوك ثم لا فض فوك أستاذي الحبيب / البصري
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 07 - 2006, 01:30 م]ـ
الكريم "البصري"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
دامت هذه الأصالة، واتصل هذا العمق!!
... دام مرورك الدافع!!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 07 - 2006, 01:31 م]ـ
الكريم "أبو أيمن"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
نعم، لا فض فوه هذا الكريم!!