رابعًا: ما هو التحقيق في هذا الشرط من شروط جملة الصلة: هل نقول: يُشترط أن تكون واحدة من ثلاث: فهي إما أن تكون معهودة, أو تكون جنسية أو تكون استغراقية؟ هل نقول ذلك, وإذا قلنا ذلك أين نضع التي في مقام التهويل والتعظيم؟
أم نقول: يشترط أن تكون معهودة ويستثنى التي للجنس والاستغراق والتهويل والتعظيم فصلتها غير معلومة, أم هناك قول آخر؟ على رأي من يشترط كونها عهدية مطلقا تكون قسمين: معهودة عهدا خارجيا وهي ما كانت لمعين، ومعهودة عهدا ذهنيا وهي ما كانت للجنس أو الاستغراق أو التهويل أوالتعظيم.
وعلى رأي من يشترط العهد فيما كانت لمعين فقط تكون الصلة على قسمين رئيسين: معهودة وهي ما كانت لمعين، وغير معهودة، ويتفرع عنها ثلاثة أقسام: جنسية، استغراقية، دالة على التهويل أو التعظيم، على أن الصلة الدالة على التهويل والتعظيم حالة خاصة لغرض بلاغي، وتختص هذه الصلة بعدم اشتراط علم المخاطب بها إذ يظل إبهام الموصول قائما لغرض التهويل، ففي نحو (في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت) صلة (ما) غير معلومة للمخاطب لأجل التعظيم.
خامسًا: قولك: "الموصول إذا كان للجنس فالشرط أن تكون صلة دالة على الجنس، وإذا كان للاستغراق فالشرط أن تكون صلته دالة على الاستغراق"
الموصول الذي للجنس مثل: (احذر أسامة الذي لا يرحم) ومثل (عليك باللبن الذي يقوي عظامك) فـ (أسامة, واللبن) دالان على الجنس وهذا واضح, لكن كيف تكون صلته دالة على الجنس؟ هل تقصد أن الصلة (لا يرحم) و (يقوي عظامك) عامة ولا تدل معين؟
نعم أخي فجملتا الصلة (لا يرحم، يقوي عظامك) قد فكتا إبهام الموصول الصفة (الذي) فصارت الصفة معلومة لديك ولكنها صفة لا تختص بجزء معين ولا فرد معين من الموصوف وإنما هي عامة تصلح لكل أجزاء الموصوف أو لكل أفراده، ولعل الأمر يتضح بهذين المثالين (احذر أسامة الذي رأيناه في الحديقة، هل أعجبك اللبن الذي أهديتكه؟) فانظر كيف كانت الصلة في كل منهما خاصة تدل على أسد معين ولبن معين، وهنا عندما كان الموصوف معينا لزم أن تكون جملة الصلة معهودة لك.
تحياتي ومودتي.
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[13 - 11 - 2010, 02:56 ص]ـ
بارك الله فيك, ورحم والديك
يعجبني الرجل الذي يؤدي الصلاة في وقتها) إنما يشترط علمك بدلالة جملة الصلة (يؤدي الصلاة في وقتها) فقط، ولا يشترط علمك بالموصوف (الرجل) على سبيل التعيين
ماذا تقصد بمعرفة دلالة جملة الصلة! فلو قلنا أن قصدك تعيين فرد معين (يؤدي الصلاة) لكانت عهدية, لكن ما تقصد بها؟ وهل تكون جملة الصلة غير واضحة الدلالة؟ وهل (الرجل) اسم جنس وهو معرفة في اللفظ نكرة في المعنى؟
السؤال الثاني: لو أردنا بالموصول العهد, يُشترط أن يعلم المخاطب الصلة ويعلم الموصول, نحو: (خرج الذي سافر أخوه) مثلا ..
سؤالي: ألا يُكتفى بأن يُقال: يُشترط أن تكون جملة الصلة معهودة إذا أريد العهد, ولا داعي لأن يشترط في الموصول أن يكون معهودًا أيضًا, لأنك إذا عرفت جملة الصلة كانت هي معرِّفة للموصول قبلها؟ ولِمَ كان الموصول لا يكون صفة للنكرة في اللفظ ومعنى؟
ـ[علي المعشي]ــــــــ[13 - 11 - 2010, 10:36 م]ـ
ماذا تقصد بمعرفة دلالة جملة الصلة! فلو قلنا أن قصدك تعيين فرد معين (يؤدي الصلاة) لكانت عهدية, لكن ما تقصد بها؟
المقصود أن تكون جملة الصلة واضحة الدلالة للمخاطب حتى يفيد منها في فك إبهام الموصول، وفي مثل المثال المذكور لم تدل الجملة بوضعها الحالي على أن الموصوف رجل معين، ولكن إذا كان في الكلام قرينة تدل على التعيين أو كان المخاطب يعلم أن المتكلم يقصد رجلا بعينه فعندئذ تكون الصلة عهدية.
وهل تكون جملة الصلة غير واضحة الدلالة؟
نعم قد تكون غير معلومة للمخاطب، أرأيت لو قلت لك: (يعجبني الرجل الذي فيه خصلتان) ألا ترى أن جملة الصلة (فيه خصلتان) جملة تامة من حيث الإسناد ولكن دلالتها غير واضحة للمخاطب فلا يفيد منها في فك إبهام الموصول (الذي)؟ وإذا قلت لك (اذهبْ إلى الرجل الذي يساوي طولُه طولَ امرئ القيس الشاعر) فجملة الصلة تامة ولكن المخاطب لا يعرف طول امرئ القيس، فمثل هذا لا يصلح صلة.
وهل (الرجل) اسم جنس وهو معرفة في اللفظ نكرة في المعنى؟
الرجل هنا ليس اسم جنس بالمفهوم الاصطلاحي، وإنما نقول إنه يدل على الجنس لأنه محلى بأل الجنسية، وعليه يكون بمنزلة علم الجنس الذي يكون معرفة لفظا نكرة معنى.
سؤالي: ألا يُكتفى بأن يُقال: يُشترط أن تكون جملة الصلة معهودة إذا أريد العهد, ولا داعي لأن يشترط في الموصول أن يكون معهودًا أيضًا, لأنك إذا عرفت جملة الصلة كانت هي معرِّفة للموصول قبلها؟
أخي، الموصول لفظ مبهم لا يدل بنفسه على جنس ولا استغراق ولا عهد، وإنما تفهم دلالته على ذلك من خلال صلته، فإذا وجدتَ أحدا يشترط كون الموصول معهودا فاعلم أن المراد أن تكون صلته معهودة لأن الموصول وصلته بمنزلة الكلمة الواحدة.
ولِمَ كان الموصول لا يكون صفة للنكرة في اللفظ ومعنى؟
في رد سابق ذكرتُ لك أن الموصول إنما هو وسيلة يتوصل بها إلى وصف المعرفة بالجملة لأن الجملة بمنزلة النكرة ولا يصح وصف المعرفة بالنكرة، فلا يصح أن تقول (سلمتُ على زيدٍ زارك أمس) فجملة زارك لا يصح جعلها صفة لزيد، فإذا أردت جعلها صفة توصلت إلى ذلك بالموصول فقلت (سلمت على زيد الذي زارك أمس) فالصفة من حيث الإعراب (الذي) ولكن الصفة الحقيقية إنما هي جملة زارك أي صلة الموصول، أما النكرة المحضة فهي توصف بالجملة دون حاجة إلى وصل لأن النكرة توصف بالنكرة والجملة بمنزلة النكرة، هذا من جهة، والجهة الأخرى أن الموصول نوع من المعرفة والنكرة المحضة لا توصف بالمعرفة.
تحياتي ومودتي.
¥