ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[10 - 11 - 2010, 07:01 م]ـ
بارك الله في عمرك ونفع بعلمك أستاذي, لا زال في هذا الموضوع بعض اللبس, أردت التدقيق فيه, والمعذرة أخي:
أولا: الآن الحديث عن صلة الموصول, فقيل فيها: (أن تكون معهودة) هذا لا إشكال فيه, لكن في قوله: (أما صفة النكرة فالشرط فيها علم المخاطب بها فقط) لم يتحدث عن الصلة, بل تحدث عن الموصول, لأن الذي يكون صفة للنكرة هو الموصول لا الصلة, فما الذي دعاه إلى ذكر الموصول هنا والحديث عن الصلة, فهل الذي يكون للعهد والجنس والاستغراق للصلة أم للموصول؟
ثانيًا: عندما قال: (قيل: محل اشتراط .. الخ) عندما قال: (قيل) هل هو يوضح الجملة السابقة (أي المعهودة وصفة النكرة) أم يقصد أنه قول آخر غير الأول؟
ثالثًا: قولك:
يعلم من ذلك أن الصلة إنما تعرِّف الموصول وحده أما الموصوف النكرة فلا يتعرف بصفته غير واضح, فأرجو منك أستاذي توضيحها, وكيف صار اشتراط علم المخاطب بالصلة فقط موصلا إلى العلم بذلك, لم أفهم؟
رابعًا: ما هو التحقيق في هذا الشرط من شروط جملة الصلة: هل نقول: يُشترط أن تكون واحدة من ثلاث: فهي إما أن تكون معهودة, أو تكون جنسية أو تكون استغراقية؟ هل نقول ذلك, وإذا قلنا ذلك أين نضع التي في مقام التهويل والتعظيم؟
أم نقول: يشترط أن تكون معهودة ويستثنى التي للجنس والاستغراق والتهويل والتعظيم فصلتها غير معلومة, أم هناك قول آخر؟
خامسًا: قولك:
الموصول إذا كان للجنس فالشرط أن تكون صلة دالة على الجنس، وإذا كان للاستغراق فالشرط أن تكون صلته دالة على الاستغراق.
الموصول الذي للجنس مثل: (احذر أسامة الذي لا يرحم) ومثل (عليك باللبن الذي يقوي عظامك) فـ (أسامة, واللبن) دالان على الجنس وهذا واضح, لكن كيف تكون صلته دالة على الجنس؟ هل تقصد أن الصلة (لا يرحم) و (يقوي عظامك) عامة ولا تدل معين؟
ـ[علي المعشي]ــــــــ[11 - 11 - 2010, 09:47 م]ـ
أولا: الآن الحديث عن صلة الموصول, فقيل فيها: (أن تكون معهودة) هذا لا إشكال فيه, لكن في قوله: (أما صفة النكرة فالشرط فيها علم المخاطب بها فقط) لم يتحدث عن الصلة, بل تحدث عن الموصول, لأن الذي يكون صفة للنكرة هو الموصول لا الصلة, فما الذي دعاه إلى ذكر الموصول هنا والحديث عن الصلة, فهل الذي يكون للعهد والجنس والاستغراق للصلة أم للموصول؟ أخي الكريم، مدار الكلام على الصلة، ولكن الموصول وصلته كالشيء الواحد لأن الموصول مبهم لا معنى له من دون صلته، فلما كان الموصول لا بد له من موصوف مذكور أو مقدر تعدد الموصول إلى عهدي وجنسي واستغراقي تبعا للموصوف، وأما قوله (أما صفة النكرة فالشرط فيها علم المخاطب بها فقط) فالمراد صلة الموصول الواقع صفة لنكرة، لأن الموصول هو الصفة في الإعراب لكن الصفة في المعنى إنما هي جملة الصلة، ولهذا سمي الموصول موصولا لأنه يُتوصل به إلى وصف المعرفة بالجملة، وعليه يكون الموصول وسيلة ربط أما الصفة الحقيقية فهي جملة الصلة.
ثانيًا: عندما قال: (قيل: محل اشتراط .. الخ) عندما قال: (قيل) هل هو يوضح الجملة السابقة (أي المعهودة وصفة النكرة) أم يقصد أنه قول آخر غير الأول؟ هو يؤيد كلامه السابق بهذه العبارة المقولة التي توافق كلامه في المضمون.
ثالثًا: قولك:
"يعلم من ذلك أن الصلة إنما تعرِّف الموصول وحده أما الموصوف النكرة فلا يتعرف بصفته"
غير واضح, فأرجو منك أستاذي توضيحها, وكيف صار اشتراط علم المخاطب بالصلة فقط موصلا إلى العلم بذلك, لم أفهم؟
في حال العهد نحو (رحم الله الذي ألف المقتضب) لا بد أن يكون المخاطب يعلم دلالة جملة الصلة ويعلم الموصوف بالموصول على سبيل التعيين وهو المبرد، وبذلك يكون علمه بالصلة معرفا للموصول تعريفا عهديا، ولكن حال وصف النكرة في المعنى نحو (يعجبني الرجل الذي يؤدي الصلاة في وقتها) إنما يشترط علمك بدلالة جملة الصلة (يؤدي الصلاة في وقتها) فقط، ولا يشترط علمك بالموصوف (الرجل) على سبيل التعيين لأن المقصود ليس رجلا معينا، وبهذا تكون الصلة قد فكت إبهام الموصول (الذي) وحده أي فكت إبهام الصفة فصارت هذه الصفة معروفة لديك وهي صفة تأدية الصلاة في وقتها، أما الموصوف (الرجل) فهو ما زال غير معين ولم يتعرف بصفته.
¥