إذا كان يعني به العاقل فقط, فأين ذكر المذكر غير العاقل بارك الله؟ فيك, وهذا نص السيوطي كاملا:
لا يعود على جمع المذكر السالم ضمير إلا الواو نحو الزيدون خرجوا ولا يجوز أن يعود عليه التاء على التأويل بجماعة وأما جمع التكسير لمذكر فيعود عليه الواو نحو الرجال خرجوا والتاء على التأويل بجماعة نحو الرجال خرجت ومنه (وإذا الرسل أقتت) المراسلات 11 واسم الجمع يعود عليه الواو نحو الرهط خرجوا والركب سافروا أو ضمير الفرد نحو الرهط خرج والركب سافر وقد تأتي النون موضع الواو للمشاكلة لحديث اللهم رب السموات وما أظللن ورب الأرضين وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن والأصل وما أضلوا وإنما عدل عنه لمشاكلة أظللن وأقللن كما في لادريت ولا تليت و مأزورات غير مأجورات وضمير المثنى والجمع بعد أفعل التفضيل كغيره نحو أحسن الرجلين وأجملهما وأحسن النساء وأجملهن وقيل يجوز فيه حينئذ الإفراد والتذكير
كحديث خير النساء صوالح قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده وقول الشاعر 139 -
وميّة ُ أحسنُ الثّقَلَيْن جيداً
وسالفة وأحسنُهُ قَذَال
وهذا رأي ابن مالك ورده أبو حيان بأن سيبويه نص على أن ذلك شاذ اقتصر فيه على السماع ولا يقاس عليه والأحسن في جمع المؤنث غير العاقل إن كان للكثرة أن يؤتى بالتاء وحدها في الرفع وها في غيره وإن كان للقلة أن يؤتى بالنون فالجذوع انكسرت وكسرتها أولى من انكسرن وكسرتهن والأجذاع بالعكس وقد قال تعالى (اثنا
عشر شهرا منها أربعة حرم) إلى أن قال (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) التوبة 36 أي في الأربعة والأحسن في جمع المؤنث العاقل النون مطلقا سواء كان جمع كثرة أو قلة تكسيرا أو تصحيحا فالهندات خرجن وضربتهن أولى من خرجت وضربتها قال تعالى (والمطلقات يتربصن) البقرة 228 (والوالدات يرضعن) البقرة 233 (فطلقوهن لعدتهن) الطلاق 1 ومن الوجه الآخر قوله تعالى (أزواج مطهرة) البقرة 25 فهو على طهرت ولو كان على طهرن لقيل مطهرات وقول الشاعر 140 -
وإذَا العَذَارى بالدُّخَان تلفَّعتْ
السؤال الثاني:
أ- إذا قلنا مثلا: (الرجال) يُحتمل أنها للقلة ويحتمل أنها للكثرة بحسب العدد الذي في ذهننا, فإذا كان عدد الرجل أقل من عشرة تعتبر جمع قلة, وإذا كان العدد أكثر من عشرة نعتبرها جمع كثرة, هل فهمي صحيح؟
ب- أرجو التمثيل لجمع تصحيح للمذكر والمؤنث قلةً وكثرةً؟
وبارك الله فيك ..
ـ[علي المعشي]ــــــــ[24 - 11 - 2010, 02:12 ص]ـ
إذا كان يعني به العاقل فقط, فأين ذكر المذكر غير العاقل بارك الله فيك؟ , وهذا نص السيوطي كاملا:
أخي هو في هذا المقام حينما تكلم على جمع التكسير المذكر إنما تكلم عليه من جهة عود الواو عليه، والواو لا تعود على جمع التكسير إلا إذا كان لمذكر عاقل، وعليه لم يكن السيوطي في هذا المقام بحاجة إلى الكلام على جمع التكسير للمذكر غير العاقل.
السؤال الثاني:
أ- إذا قلنا مثلا: (الرجال) يُحتمل أنها للقلة ويحتمل أنها للكثرة بحسب العدد الذي في ذهننا, فإذا كان عدد الرجل أقل من عشرة تعتبر جمع قلة, وإذا كان العدد أكثر من عشرة نعتبرها جمع كثرة, هل فهمي صحيح؟
الرجال هنا جمع كثرة من حيث الاصطلاح، وإنما قد تستعار هذه الصيغة فتستعمل للقلة بقرينة حال أو مقال، فقرينة الحال نحو (تولى المُلكَ رجالٌ أكفاء بعد الملك عبد العزيز رحمه الله) وقرينة المقال نحو (أعددتُ خمسة كراسي لرجالٍ أنتظر زيارتهم) فخمسة الكراسي قرينة تدل على عدد الرجال.
وأما ضابط (ما هو أدنى من العشرة أو أكثر من العشرة) فإنما هو ضابط عام للقلة والكثرة على الأصل، مع ملاحظة أن جمع القلة قد يستعار للكثرة بقرينة، والعكس، وهناك ما يغلب فيه صيغة واحدة وقد تكون صيغة كثرة نحو (رجال، دروس) وهذه تستعمل للكثرة على الأصل وللقلة بالاستعارة ولكن تظل هذه الصيغة صيغة كثرة من حيث الاصطلاح، وقد تكون صيغة قلة نحو (أيَّام، أسماء) فتستعمل للقلة على الأصل، وللكثرة بالاستعارة مع بقاء صيغتها صيغة قلة من حيث الاصطلاح.
هذا بالإضافة إلى أن الصيغة إنما يستدل بها على الكثرة أو القلة حينما لا يذكر العدد، فإذا ذكر العدد لم يعول على دلالة الصيغة فإذا قلت (زرعتُ ثلاثة حقول)، كان التعويل على العدد (ثلاثة) ولم يُلتفت إلى أن صيغة فعول للكثرة، وبالعكس إذا قلت (لي أبناء عشرون) كان التعويل على العدد (عشرون) ولم يلتفت إلى صيغة القلة أفعال.
ب- أرجو التمثيل لجمع تصحيح للمذكر والمؤنث قلةً وكثرةً؟
الأصل في جمع التصحيح أن يكون للقلة فيستعمل على الأصل للقلة نحو (ظهر بعد النبي صلى الله عليه وسلم كذابون ادعوا النبوة، يأكل المسلم تمراتٍ قبل صلاة عيد الفطر) ويستعمل للكثرة على غير الأصل نحو ("إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ"، لقد اكتسبتُ سيئاتٍ لا تحصى).
تحياتي ومودتي.
¥