تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

((اُكتب فوالذي نفسي بيدهِ ما خرج منه إلا حقٌ)).

وروى ابن حجر عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((ما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -

أحدٌ أكثرَ حديثًا مني إلا ما كان من عبدِ الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب)).

وقد سمَّى عبد الله بن عمرو هذه الصحيفة التي كان يدون فيها أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالصحيفة الصادقة.

وذكر ابن الأثير أنها كانت تضم ألف حديث، ونقل الإمام أحمد بن حنبل محتواها في مسنده،

كما ضمت كتبُ السننِ الأخرى جانبًا كبيرا منها.

2 - وفي عهد الصحابة بدأ بعض العلماء من التابعين بتدوين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أخذًا من أحد الصحابة مباشرة.

فهذا هَمَّام بن مُنَبِّه أحد أعلام التابعين يلقى الصحابي الجليل أبا هريرة رضي الله عنه،

ويكتب عنه كثيرًا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجمعه في صحيفة يطلق عليها اسم الصحيفة الصحيحة،

وقد نقلها الإمام أحمد بتمامها في مسنده، كما نقل الإمام البخاري عددًا كثيرًا من أحاديثها في أبواب شتى.

ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية في تدوين الحديث الشريف؛

لأنها حجة قاطعة على أنه دُوِّنَ في عصر مبكر لأن هَمَّامًَا لقي أبا هريرة رضي الله عنه،

ولا شك أنه كتب عنه قبل وفاته، علمًا بأن أبا هريرة رضي الله عنه توفي حوالي سنة 59 للهجرة.

ومعنى ذلك أن هذه الوثيقة قد دُوِّنَت قبل هذه السنة، أي في منتصف القرن الهجري الأول.

3 - وفي عهد التابعين شاع تدوين الحديث وكتابته، فهذا الحسن البصري (ت 110هـ) يقول: ((إن لنا كتبًا كنا نتعاهدها)

أما التدوين الرسمي للحديث فقد بدأ في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه؛

إذ كتب إلى عامله على المدينة المنورة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ت 117هـ) يقول:

((اكتب إليَّ بما ثبت عندك من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإني خشيت دَرْسَ العلم وذهابه)).

ـ[سلمان بن أبي بكر]ــــــــ[30 - 11 - 2010, 11:19 م]ـ

يتبين مما سبق ذكره أن الأسباب التي ذكرها بعض النحاة

في عدم احتجاجهم بالحديث النبوي في المسائل النحوية أسبابٌ واهية،

والمنهج الصحيح -كما أثبته الإمام العيني وغيره من علماء السلف والخلف-

أن الحديث النبوي هو الأصل الثاني بعد القرآن الكريم في تقعيد القواعد النحوية والصرفية،

وهذا ما ينبغي أن يسلكه الباحثون المعاصرون،

لا سيما وكتب الحديث التي تضم مئاتٍ من أحاديثه - صلى الله عليه وسلم - بين أيدينا،

وفي مقدمتها صحيح البخاري ومسلم رضي الله عنهما.


نُقل من الأستاذ فريد البيدق - حفظه الله تعالى -

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[01 - 12 - 2010, 09:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي سليمان
موضوع قيّم ومتفرد ومفيد
جزاك الله خيرا

ـ[الخلوفي]ــــــــ[01 - 12 - 2010, 09:43 م]ـ
بارك الله فيك أخي على ما تفضلت به
موضوع قيم

ـ[سلمان بن أبي بكر]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 01:28 ص]ـ
حياكما الله أخويّ الفاضلين

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 11:56 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

الأستاذ الفاضل: سلمان بن أبي بكر

جزاك الله خيرا، موضوع قيم ومفيد، جعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، ونفع بكم / اللهم آمين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير